تفسير سورة الرحمن من آية 41 - 49 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

باللذات، والمتوسط بين الأبيض والأسود هو الأحمر، وإنما وصفها في سورة (البقرة)
بالصفرة وها هنا بالحمرة لأن هناك وقت الحياة والصفاء وغلبة النورية عليها وطراوة
الاستعداد وها هنا وقت الممات والتكدر وغلبة الظلمة عليها وزوال الاستعداد
(كالدهان) كدهن الزيت في لونه ولطافته وذوبانه لصيرورتها إلى الفناء والزوال.

(فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس) من الظاهريين (ولا جان) من الباطنيين
لانجذاب كل إلى مقره ومركزه وموطنه الذي يقتضيه حاله وما هو الغالب عليه باستعداده
الأصلي أو العارضي الراسخ الغالب. وأما الوقف والسؤال المشار إليه في قوله:
(وقفوهم إنهم مسؤولون) [الصافات، الآية: 24] ونظائره، ففي مواطن أخر من اليوم
الطويل الذي كان مقداره خمسين ألف سنة وهو في حال عدم غلبة إحدى الجهتين
واستيلاء أحد الأمرين.

ففي زمان غلبة النور الأصلي وبقاء الاستعداد الفطري أو حصول
الكمال والترقي في الصفات، وفي وقت استيلاء الهيئات الظلمانية وترسخ الغواشي
الجسمانية وزوال الاستعداد الأصلي بحصول الرين لا يسئلون، وفي وقت عدم رسوخ
تلك الهيئات إلى حد الرين وبقائها في القلب مانعة، حاجزة إياها عن الرجوع إلى
مقرها، يوقفون ويسئلون حتى يعذبوا بحسب سيئاتهم على قدر رسوخها، وقد يكون
هذا الموطن قبل الموطن الأول في ذلك اليوم على الأمر الأكثر كما ذكر وقد يكون
بعده، وذلك عند حبط الأعمال وغلبة الأمر العارضي واستيلائه على الذاتي إلى حد
إبطال الاستعداد بالكلية فيدافعه الاستعداد الأصلي قليلا قليلا ويتجلى بصور التعذبات
والبليات شيئا فشيئا، حتى يتساوى الأمران كتبرد الماء المسخن حين بلوغه إلى كونه
فاترا، فهذا الشخس مطرود في أول الأمر عند قرب الاستعداد إلى الزوال ثم قد يوقف
ويسئل عند قرب رجوع الاستعداد إلى الحالة الأولى وإمكان اتصاله بالملكوت.

وأما
الأشقياء المردودون، المخلدون في العذاب، والسعداء المقربون الذين يدخلون الجنة
بغير حساب، فلا يسئلون قط ولا يوقفون للسؤال. فقوله: (وقفوهم إنهم
مسؤولون) [الصافات، الآية: 24] ونظائره مخصوص ببعض المعذبين، وهم الأشقياء
الذين عاقبتهم النجاة من العذاب.

تفسير سورة الرحمن من آية 41 - 49

(يعرف المجرمون) الذين غلبت عليهم الهيئات الجرمانية باكتساب الرذائل
ورسوخها (بسيماهم) أي: بعلامات تلك الهيئات الظاهرة الغالبة عليهم (فيؤخذ
بالنواصي)

/ 400