سورة الممتحنة
تفسير سورة الممتحنة من آية 1 - 2
بسم الله الرحمن الرحيمعدو الله هو الذي خالف عهده وأعرض بقلبه عن جنابه، فبالضرورة يكون مشركابمحبة الغير وعدوا لكل موحد ينفي الغير لكون كل منهما في عدوة حينئذ ولهذا قال:
(عدوي وعدوكم) وأشار إلى كون الموالاة بينهما عرضيا لا ذاتيا بقوله: (تلقون إليهم بالمودة) ثم بين امتناع كونه ذاتيا ببيان المنافاة الذاتية بينهما وعدم المناسبة والجنسية من
جميع الوجوه بقوله: (وقد كفروا) إلى آخره، ثم أشار إلى أن وقوعها لا يكون إلا عند
الجنسية وحدوث الميل إلى الشرك، فإن وقعت فلا بد منهما بقوله: (ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل) أي: طريق الوحدة.
تفسير سورة الممتحنة من آية 3 - 6
ثم أشار إلى أن العرضية لا يجوز أن يختارها أهل التحقيق لأن السبب الموجبلها أمور فانية لا يبقى نفعها إلا في الدنيا والعاقل يجب أن يختار الأمور الباقية دون
الفانية بقوله: (لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم) أي: لا نفع لمن اخترتم موالاة العدو
الحقيقي لأجله لأن القيامة الصغرى مفرقة بينكم تفريقا أبديا لعدم الاتصال الحقيقي
الباقي بعد الموت بينكم، وهذا معنى قوله: (يوم القيامة يفصل بينكم) أي: يفصل الله
بينكم وبين أرحامكم وأولادكم، كما قال: (يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه
وصاحبته وبنيه) [عبس، الآيات: 34 - 36].