تفسير سورة غافر من آية 62 - 82 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) هذا دعاء الحال، لأن الدعاء باللسان مع عدم
العلم بأن المدعو به خير له أم لا دعاء المحجوبين وقال الله تعالى: (وما دعاء الكافرين
إلا في ضلل) [الرعد، الآية: 14] أي: ضياع. وأما الدعاء الذي لا تتخلف عنه
فهو دعاء الحال بأن يهيئ العبد استعداده لقبول ما تطلبه ولا تتخلف الاستجابة عن هذا
الدعاء كمن طلب المغفرة، فتاب إلى الله وأناب بالزهد والطاعة، ومن طلب الوصول
فاختار الفناء، ولهذا قال تعالى: (إن الذين يستكبرون عن عبادتي) أي: لا يدعونني
بالتضرع والخضوع والاستكانة بل تظهر أنفسهم بصفة التكبر والعلو (سيدخلون جهنم داخرين) لدعائهم بلسان الحال مع القهر والإذلال إذ صفة الاستكبار ومنازعة الله في
كبريائه تستدعي ذلك.

تفسير سورة غافر من آية 62 - 82

(ذلكم الله ربكم) أي: ذلكم المتجلي بأفعاله وصفاته الله الموصوف بجميع
الصفات ربكم بأسمائه المختصة بكل واحدة من أحوالكم (خالق كل شيء)
بالاحتجاب به (لا إله إلا هو) في الوجود يخلق شيئا ويظهر بصفة (فأنى تؤفكون) عن
طاعته إلى إثبات الغير وطاعته. مثل ذلك الضرب الذي ضربتم به لاحتجابكم بالكثرة
يؤفك الجاحدون بآيات الله حين لم يعرفوها إذ يسترها إلى الغير.

(الذين كذبوا بالكتاب) لبعد مناسبتهم له واحتجابهم بظلماتهم عن النور (فسوف يعلمون) وبال أمرهم (إذ) أغلال قيود الطبائع المختلفة (في أعناقهم) وسلاسل
الحوادث الغير المتناهية ممنوعين بها عن الحركة إلى مقاصدهم (يسحبون في) حميم
الجهل والهوى ثم (يسجرون) في نار الأشواق إلى المشتهيات واللذات الحسية مع
فقدها ووجدان آلام الهيئات المؤذية بدلها، فاقدين لما احتجبوا بها ووقفوا معها من
صور الكثرة التي عبدوها قائلين (لم نكن ندعو من قبل شيئا) لاطلاعهم على أن ما
عبدوه وضيعوا أعمارهم في عبادته ليس بشيء فضلا عن إغنائه عنهم شيئا.

(ذلكم) العذاب بسبب فرحكم بالباطل الزائل الفاني في الجهة السفلية بالنفس
ونشاطكم به لمناسبة نفوسكم الكدرة الظلمانية البعيدة عن الحق له (ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها) لرسوخ رذائلكم واستحكام حجابكم (فبئس مثوى المتكبرين) الظاهرين
برذيلة الكبر.

تفسير سورة غافر من آية 83 - 85

(فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) أي: المحجوبون
بالعقول المشوبة بالوهم وبمعقولهم الخالي عن نور الهداية والوحي، إذ جاءتهم الرسل
بالعلوم الحقيقية التوحيدية والمعارف الحقانية الكشفية، فرحوا بعلومهم وحجبوا بها عن
قبول هدايتهم واستهزؤوا برسلهم لاستصغارهم بما جاؤوا به في جنب علومهم، فحاق
بهم جزاء استهزائهم وهلكوا عن آخرهم، والله أعلم.

/ 400