سورة محمد صلى الله عليه وسلم - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سورة محمد صلى الله عليه وسلم

تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم من آية 1 - 14

بسم الله الرحمن الرحيم

تطبيق (الذين كفروا) على القوى النفسانية المانعة عن السلوك في سبيل الله
و (الذين آمنوا) على الروحانية المعاونة إلى آخر الكلام ظاهر مما سبق فلا نكرر.

تفسير سورة محمد صلى الله عليه وسلم من آية 15 - 18

(مثل الجنة) أي: صفة الجنة المطلقة المتناولة للجنان كلها (التي وعد المتقون)
من الأصناف الخمسة المذكورة غير مرة (فيها أنهار من ماء غير آسن) أي: أصناف من
العلوم والمعارف الحقيقية التي تحيا بها القلوب وتروى بها الغرائز كما تحيا بالماء
الأرض وتروي الأحياء.

(غير آسن) غير متغير بشوائب الوهميات والتشكيكات
واختلاف الاعتقادات الفاسدة والعادات وهي للمتقين المجتبين من الصفات النفسانية
الواصلين إلى مقام القلب (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) أي: من علوم نافعة متعلقة
بالأفعال والأخلاق مخصوصة بالناقصين المستعدين الصالحين للرياضة والسلوك في
منازل النفس قبل الوصول إلى مقام القلب بالاتقاء عن المعاصي والرذائل كعلوم الشرائع
والحكمة العملية التي هي بمثابة اللبن المخصوص بالأطفال الناقصين، (لم يتغير طعمه) بشوب الأهواء والبدع واختلافات أهل المذاهب وتعصبات أهل الملل والنحل
(وأنهار من خمر) أي: أصناف من محبة الصفات والذات (لذه) أي: لذيذة
(للشاربين) الكاملين البالغين إلى مقام مشاهدة حسن تجليات الصفات وشهود جمال
الذات، العاشقين المشتاقين إلى الجمال المطلق في مقام الروح والاستغراق في عين
الجمع من المتقين عن صفاتهم وذواتهم (وأنهار من عسل) أي: حلاوات الواردات
القدسية والبوارق النورية واللذات الوجدانية في الأحوال والمقامات للسالكين الواجدين
للأذواق والمريدين المتوجهين إلى الكمال قبل الوصول إلى مقام المحبة من الذين اتقوا
الفضول، فإن الآكلين للعسل أكثر من الشاربين للخمر، وليس كل من ذاق حلاوة
العسل ذاق لذة الخمر دون العكس (ولهم فيها من كل الثمرات) أي: أنواع اللذات من
تجليات الأفعال والصفات والذات بأسرها كما قال الشاعر:




  • وكل لذيذة قد نلت منه
    سوى ملذوذ وجدي بالعذاب



  • سوى ملذوذ وجدي بالعذاب
    سوى ملذوذ وجدي بالعذاب



لأن شهود المعذب وتجلي صفات القهر له لذة خاصة بمن ذاقها يعرفها من يعرفها
وينكرها من ينكرها (ومغفرة من ربهم) بستر هيئات المعاصي وتكفير سيئات الرذائل
لأصحاب الألبان ثم بستر الأفعال أيضا لأصحاب المياه، ثم بمحو الصفات لأصحاب
العسل وبعض أصحاب الخمر، ثم بطمس ذنوب الأحوال والمقامات وإفناء البقيات
وإخفاء ظهورها بالأنوار والتجليات لأهل الفواكه والثمرات ثم بإفناء الذات بالاستغراق في
جمع الأحدية والاستهلاك في عين الهوية لشراب الخمور الصرفة وكلهم أصناف المتقين
(كمن هو خالد) كمن هو في مقابلتهم في دركات جحيم الطبيعة وشرب حميم الهوى.

/ 400