تفسير سورة الحجرات من آية 13 - 14 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة الحجرات من آية 13 - 14

قوله: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) معناه: لا كرامة بالنسب لتساوي الكل في
البشرية المنتسبة إلى ذكر وأنثى والامتياز بالشعوب والقبائل إنما يكون لأجل التعارف
بالانتساب لا للتفاخر فإنه من الرذائل، والكرامة لا تكون إلا بالاجتناب عن الرذائل الذي
هو أصل التقوى. ثم كلما كانت التقوى أزيد رتبة كان صاحبها أكرم عند الله وأجل
قدرا.

فالمتقي عن المناهي الشرعية التي هي الذنوب في عرف ظاهر الشرع أكرم من
الفاجر وعن الرذائل الخلقية كالجهل والبخل والشره والحرص والجبن أكرم من المجتنب
عن المعاصي الموصوف بها وعن نسبة التأثير والفعل إلى الغير بالتوكل، ومشاهدة أفعال
الحق أكرم من الفاضل المتدرب بالفضائل الخلقية المعتد بتأثير الغير، المحجوب برؤية
أفعال الحق عن تجليات أفعال الحق وعن الحجب الصفاتية بالانسلاخ عنها في مقام
الرضا ومحو الصفات أكرم من المتوكل في مقام توحيد الأفعال المحجوب بالصفات عن
تجليات صفات الحق وعن وجوده المخصوص أي: أنيته التي هي أصل الذنوب بالفناء
أكرم الجميع (إن الله عليم) بمراتب تقواكم (خبير) بتفاضلكم.

تفسير سورة الحجرات من آية 15 - 18

(إنما المؤمنون) إلى آخره، لما فرق بين الإيمان والإسلام وبين أن الإيمان
باطني قلبي والإسلام ظاهري بدني. أشار إلى الإيمان المعتبر الحقيقي وهو اليقين الثابت
في القلب المستقر الذي لا ارتياب معه لا الذي يكون على سبيل الخطرات، فالمؤمنون
هم الموقنون الذين غلبت ملكة اليقين قلوبهم على نفوسهم ونورتها بأنوارها فتأصلت
فيها ملكة القلوب حتى تأثرت بها الجوارح فلم يمكنها إلا الجري بحكمها والتسخر
لهيئتها وذلك معنى قوله: (وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله) بعد نفي الارتياب
عنهم لأن بذل المال والنفس في طريق الحق هو مقتضى اليقين الراسخ وأثره في الظاهر
(أولئك هم الصادقون) في الإيمان لظهور أثر الصدق على جوارحهم وتصديق أفعالهم
وأقوالهم بخلاف المدعين المذكورين.

/ 400