تفسير سورة الحديد من آية 28 - 29
(يا أيها الذين آمنوا) الإيمان اليقيني (اتقوا الله) بالتجرد عن صفاتكم والتنزه عنذواتكم (وآمنوا برسوله) بالاستقامة في أعمالكم وأحوالكم على طريق المتابعة (يؤتكم كفلين من رحمته) في جنة النفس (ويجعل لكم نورا) من أنوار الروح وتجليات
الصفات في مقام القلب (تمشون به) تسيرون به في الصفات (ويغفر لكم) ذنوب
ذواتكم (والله غفور) بإفناء البقيات (رحيم) بهبة الوجودات الحقانية بعد فناء الأنيات
(لئلا يعلم أهل الكتاب) أي: المحجوبون بالرين عن الحق أو بطريق الضلالة ودين
الباطل عن الصراط المستقيم ودين الحق (ألا يقدرون على شيء من فضل الله) لأنه
موهوب لا يمكن اكتسابه (وأن الفضل بيد الله) أي: في تصرفه وتحت ملكه وقدرته
(يؤتيه من يشاء) موهبة لا كسبا منه (والله ذو الفضل العظيم) الذي هو نهاية الكمال،
والله تعالى أعلم.
سورة المجادلة
تفسير سورة المجادلة من آية 1 - 7
بسم الله الرحمن الرحيم(يوم يبعثهم الله) بإقامتهم عن مراقد الأبدان (فينبئهم بما عملوا) لانتقاش صورأعمالهم في ألواح نفوسهم (أحصاه الله) بإثباته في الكتب الأربعة المذكورة (ونسوه)
لذهولهم عنه باشتغالهم باللذات الحسية وانهماكهم في الشواغل البدنية (والله على كل
شيء شهيد) حاضر معه رقيب (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) لا بالعدد
والمقارنة بل بامتيازهم عنه بتعيناتهم واحتجابهم عنه بماهياتهم وأنياتهم وافتراقهم منه
بالإمكان اللازم لماهياتهم وهوياتهم وتحققهم بوجوبه اللازم لذاته واتصاله بهم بهويته
المندرجة في هوياتهم وظهوره في مظاهرهم وتستره بماهياتهم ووجوداتهم المشخصة
وإقامتها بعين وجوده وإيجابهم بوجوبه، فبهذه الاعتبارات هو رابع معهم، ولو اعتبرت
الحقيقة لكان عينهم ولهذا قيل: لولا الاعتبارات لارتفعت الحكمة.
وقال أمير المؤمنين
عليه السلام: '' العلم نقطة كثرها الجاهلون ''.