سورة حم الأحقاف
تفسير سورة الأحقاف من آية 1 - 12
بسم الله الرحمن الرحيم(ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق) أي: بالوجود المطلق الثابتالأحدي الصمدي الذي يتقوم به كل شيء، أو بالعدل الذي هو ظل الوحدة المنتظم به
كل كثرة، كما قال: بالعدل قامت السماوات والأرض. (و) بتقدير (أجل مسمى)
أي: كمال معين ينتهي به كمال الوجود وهو القيامة الكبرى بظهور المهدي وبروز
الواحد القهار بالوجود الأحدي الذي يفنى عنده كل شيء كما كان في الأزل (والذين كفروا) بالاحتجاب عن الحق (عما أنذروا) من أمر هذه القيامة (معرضون).(قل أرأيتم ما تدعون من دون الله) تسمونه وتثبتون له وجودا وتأثيرا أي شيء كان
(أروني) ما تأثيره في شيء أرضي بالاستقلال أو شيء سماوي بالشركة (ائتوني) على
ذلك بدليل نقلي من كتاب سابق أو عقلي من علم متقن (إن كنتم صادقين)، (ومن أضل ممن يدعو من دون الله) أي شيء كان كدعاء الموالي للسادة مثلا إذ
لا يستجيب له
أحد إلا الله.
(وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء) لأن عبادة أهل الدنيا لسادتهم
وخدمتهم إياهم لا تكون إلا لغرض نفساني وكذا استعباد الموالي لخدمهم فإذا ارتفعت
الأغراض وزالت العلل والأسباب كانوا لهم أعداء وأنكروا عبادتهم يقولون: ما
خدمتمونا ولكن خدمتم أنفسكم، كما قيل في تفسير قوله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو) [الزخرف، الآية: 67].