تفسير سورة الرحمن من آية 10 - 18 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(والسماء) أي: سماء العقل (رفعها) إلى محل شمس الروح وثمر القلب
(ووضع) أي: خفض ميزان العدل إلى أرض النفس والبدن. فإن العدالة هيئة نفسانية
لولاها لما حصلت الفضيلة الإنسانية ومنه الاعتدال في البدن الذي لو لم يكن لما وجد
ولم يبق ولما استقام أمر الدين والدنيا بالعدل، واستتب كمال النفس والبدن به بحيث
لولاه لفسدا. أمر بمراعاته ومحافظته قبل تعديد الأصول بتمامها لشدة العناية به وفرط
الاهتمام بأمره، فوسط بينه وبين قوله:

(والأرض وضعها للأنام) [الرحمن، الآية: 10].

قوله: (ألا تطغوا في الميزان) بالإفراط عن حد الفضيلة والاعتدال، فيلزم الجور
الموجب للفساد (وأقيموا الوزن بالقسط) بالاستقامة في الطريقة، وملازمة حد الفضيلة
ونقطة الاعتدال في جميع الأمور وكل القوى (ولا تخسروا الميزان) بالتفريط عن حد
الفضيلة. قال بعض الحكماء: العدل ميزان الله تعالى، وضعه للخلق ونصبه للحق.

تفسير سورة الرحمن من آية 10 - 18

(والأرض) أي: أرض البدن (وضعها) لهذه المخلوقات المذكورة (فيها فاكهة) أي: ما تفيد اللذات الحسية من إدراكات الحواس والمحسوسات (والنخل)
أي: القوى المثمرة للذات الخيالية والوهمية الباسقة من أرض الجسد في هوى النفس
(ذات الأكمام) أي: غلف اللواحق المادية (والحب) أي: القوة الغاذية التي منها لذة
الذوق والأكل والشرب (ذو العصف) أي: الشعب والأوراق الكثيرة المنبسطة على
أرض البدن من الجاذبة والماسكة والهاضمة والدافعة والمغيرة والمصورة الملازمة
للبدن، المقتضية لخواصها وأفعالها وما تعدها وتهيئها وتصلحها لحفظ القوة والإنماء مما
يصير بدل ما يتحلل ويزيد في الأقطار (والريحان) أي: المولدة، الموجبة لذة الوقاع
التي هي أطيب اللذات الجسمانية وأسلاف البذر بتوليد مادة النوع.

(فبأي آلاء ربكما تكذبان) من هذه النعم المعدودة أيها الظاهريون والباطنيون من
الثقلين أبالنعم الظاهرة أم الباطنة. (خلق الإنسان) أي: ظاهره وجسده الذي يؤنس،
أي: يبصر (من صلصال) من أكثف جواهر العناصر المختلطة الذي تغلب عليه
الأرضية واليبس (كالفخار) الصلب الذي يناسب جوهر العظم الذي هو أساس البدن
ودعامته (وخلق الجان) أي: باطنه وروحه الحيواني الذي هو مستور عن الحس وهو
أبو الجن، أي: أصل القوى الحيوانية التي أقواها وأشرفها الوهم أي: الشيطان المسمى
إبليس الذي هو من ذريته (من مارج) من لهب لطيف صاف (من نار) أي: من ألطف
جواهر العناصر المختلفة الذي يغلب عليه الجوهر الناري والحر، والمارج هو اللهب
الذي فيه اضطراب، وهذه الروح دائمة الاضطراب والتحرك.

/ 400