تفسير سورة فصلت من آية 30 - 32 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(ربنا أرنا الذين أضلانا) أي: حنق المحجوبين واغتاظوا على أضلهم من
الفريقين عند وقوع العذاب وتمنوا أن يكونوا في أشد من عذابهم وأسفل من دركاتهم لما
لقوا من الهوان وألم النيران وعذاب الحرمان والخسران بسببهم وأرادوا أن يشفوا
صدورهم برؤيتهم في أسوأ أحوالهم وأنزل مراتبهم، كما ترى من وقع في البلة بسبب
رفيق أشار إليه بما أوقعه فيها يتجرد عليه ويتغيط ويكاد أن يقع فيه من غيبته ويتحرق.

تفسير سورة فصلت من آية 30 - 32

(إن الذين قالوا ربنا الله) أي: وحدوه بنفي غيره وعرفوه بالإيقان حق معرفته
(ثم استقاموا) إليه بالسلوك في طريقه والثبات على صراطه مخلصين لأعمالهم عاملين
لوجهه، غير ملتفتين بها إلى غيره (تتنزل عليهم الملائكة) للمناسبة الحقيقية بينهم في
التوحيد الحقيقي والإيمان اليقيني والعمل الثابت على منهاج الحق والاستقامة في الطريقة
إليه، غير ناكثين في عزيمة ولا منحرفين عن وجهه ولا زائغين في عمل كما ناسبت
نفوس المحجوبين من أهل الرذائل الشياطين بالجواهر المظلمة والأعمال الخبيثة فتنزلت
عليهم (ألا تخافوا) من العقاب لتنور ذواتكم بالأنوار وتجردها عن غواسق الهيئات
(ولا تحزنوا) بفوات كمالاتكم التي اقتضاها استعدادكم (وأبشروا) بجنة الصفات
(التي كنتم توعدون) حال الإيمان بالغيب أو قالوا: (ربنا الله) بالفناء فيه ثم استقاموا
به بالبقاء بعد الفناء عند التمكين (تتنزل عليهم الملائكة) للتعظيم عند الرجوع إلى
التفصيل، إذ في حال الفناء ولا وجود للملائكة ولا لغيرهم، (ألا تخافوا) من التلوين
(ولا تحزنوا) على الاستغراق في التوحيد، فإن أهل الوحدة إذا ردوا إلى التفصيل
ورؤية الكثرة غلب عليهم الحزن والوجد في أول الوهلة لفوات الشهود الذاتي في عين
الجمع والاحتجاب بالتفصيل حتى يتمكنوا في التحقق بالحق حال البقاء وانشراح الصدر
بنور الحق فلا تحجبهم الكثرة عن الوحدة ولا الوحدة عن الكثرة، شاهدين في تفاصيل
الصفات عين الذات بالذات، كما قال تعالى لنبيه عليه السلام في هذه الحال: (ألم نشرح
لك صدرك (1) ووضعنا عنك وزرك (2) الذي أنقض ظهرك (3) [الشرح، الآيات: 1 - 3]
وأبشروا بجنة الذات الشاملة لجميع مراتب الجنان التي كنتم توعدونها في مقام تجليات
الصفات.

/ 400