تفسير سورة التحريم من آية 10 - 12 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

العلمي من منبع الوحدة والعملي من جانب القلب الذي هو يمين النفس أو نور السابقين
منهم يسعى بين أيديهم ونور الأبرار منهم يسعى بأيمانهم (يقولون ربنا أتمم لنا نورنا)
أي: يعوذون به ويلوذون إلى جنابه من ظهور البقية، فإنها ظلمة في شهودهم فيطلبون
إدامة النور بالفناء المحض، أو: اأدم علينا هذا الكمال بوجودك ودوام إشراق سبحات
وجهك. يقولون ذلك عن فرط الاشتياق مع الشهود كقوله:
* ويبكي إن دنوا خوف الفراق
*)
أو يقول بعضهم، وهم الذين لم يصلوا إلى الشهود الذاتي (واغفر لنا) ظهور
البقايا بعد الفناء أو وجود الإثبات قبله.

(جاهد الكفار والمنافقين) للمضادة الحقيقية بينك وبينهم (واغلظ عليهم)
لقوتك بالله منبع القوى والقدر ومعدن القهر والعزة، عسى أن تنكسر صلابتهم وتلين
شكيمتهم وعريكتهم فتنقهر نفوسهم وتذل وتخضع فتنفعل عن النور القهري وتهتدي
فتكون صورة القهر عين اللطف (ومأواهم جهنم وبئس المصير) ما دام هم هم، أي:
ما داموا على صفتهم أو دائما أبدا لزوال استعدادهم أو عدمه.

تفسير سورة التحريم من آية 10 - 12

ثم بين أن الوصل الطبيعية والاتصالات الصورية غير معتبرة في الأمور الأخروية
بل المحبة الحقيقية والاتصالات الروحانية هي المؤثرة فحسب، والصورية التي بحسب
اللحمة الطبيعية والخلطة والمعاشرة لا يبقى لها أثر فيما بعد الموت ولا تكون إلا في
الدنيا بالتمثيلين المذكورين، وإن المعتبر في استحقاق الكرامة عند الله هو العمل الصالح
والاعتقاد الحق كإحصان مريم وتصديقها بكلمات ربها وطاعتها المعدة إياها لقبول نفخ
روح الله فيها.

وقد يلوح بينهما أن النفس الخائنة التي لا تفي بطاعة الروح والقلب ولا
بحسن معاشرتهما ولا تطيعهما بامتثال أوامرهما ونواهيهما ولا تحفظ أسرارهما وتبيح
مخالفتهما وتسير بسير الإباحة باستراق كلمة التوحيد والطغيان بانتحال الكمال داخله في
نار الحرمان وجحيم الهجران مع المحجوبين ولا تغني هداية الروح أو القلب عنها شيئا
من الإغناء في باب العذاب وإن أغنت عنها في باب الخلود، وإن القلب المقهور تحت
استيلاء النفس الأمارة الفرعونية الطالب للخلاص بالالتجاء إلى الحق الذي قويت قوة
محبة الله لصفائه وضعفت قوة قهره للنفس والشيطان لعجزه وضعفه لا يبقى في العذاب
مخلدا ويخلص إلى النجاة ويبقى في النعيم سرمدا، وإن تعذب بمجاورتها حينا وتألم
بأفعالها برهة.

وأن النفس المتزينة بفضيلة العفة المشار إليها بإحصان الفرج هي القابلة
لفيض روح القدس، الحاملة بعيسى القلب، المتنورة بنور الروح، المصدقة بكلمات
الرب من العقائد الحكمية والشرائع الإلهية المطيعة لله مطلقا علما وعملا وسرا وجهرا،
المنخرطة في سلك التوحيد جمعا وتفصيلا باطنا وظاهرا والله تعالى أعلم.

/ 400