تفسير سورة ص من آية 35 - 33 - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة ص من آية 35 - 33

(وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما) خلقا (باطلا) لا حق فيها، بل حقا
محتجبا بصورها لا وجود لها بنفسها فتكون باطلا محضا.

(ذلك ظن) المحجوبين عن الحق بمظاهر الكون (فويل) لهم من نار الحرمان
والاحتجاب والتقلب في نيران الطبيعة والأنائية بأشد العذاب.

بل لم نجعل (الذين آمنوا) بشهود جماله في مظاهر الأكوان (وعملوا الصالحات) من الأعمال المقصودة بذاتها، المتعلقة بصلاح العالم، الصادرة عن أسمائه
(كالمفسدين) المحجوبين الفاعلين بأنفسهم وصفاتهم الأفعال البهيمية والسبعية
والشيطانية في أرض الطبيعة (أم نجعل المتقين) المجردين عن صفاتهم (كالفجار)
المتلبسين بالغواشي النفسانية والشيطانية في أعمالهم (ليدبروا آياته) بالنظر العقلي ما
داموا في مقام النفس، فينخلعوا عن صفاتهم في متابعة صفاته (وليتذكر) حال العهد
الأول والتوحيد الفطري عند التجرد (أولو) الحقائق المجردة الصافية عن قشر الخلقة.

ثم ذكر تلوين سليمان وابتلاءه تأكيدا لتثبيته، وتقوية له في استقامته وتمكينه (نعم العبد) لصلاحية استعداده للكمال النوعي الإنساني وهو مقام النبوة (إنه أواب) رجاع
إلي بالتجريد.

(إذ عرض عليه بالعشي) وقت قرب غروب شمس الروح في الأفق الجسماني
بميل القلب إلى النفس وظهور ظلمتها بالميل إلى المال واستيلاء محبة الجسمانيات
واستحسانها، كما قال الله تعالى: (زين للناس حب الشهوات) [آل عمران، الآية: 14] إلى
قوله: (والخيل المسومة والأنعام والحرث). فإن الميل إلى الزخارف الدنيوية
والمشتهيات الحسية وهوى اللذات الطبيعية والأجرام السفلية يوجب إعراض النفس عن
الجهة العلوية، واحتجاب القلب عن الحضرة الإلهية (الصافنات الجياد) التي
استعرضها وانجذب بهواها وأحبها (فقال إني أحببت حب الخير) أي: أحببت منيبا
حب المال (عن ذكر ربي) مشتغلا به لمحبتي إياه كما يجب لمثلي أن يشتغل بربه ذاكرا
محبا له، فاستبدلت محبة المال بذكر ربي ومحبته فذهلت عنه (حتى توارت) شمس

/ 400