سورة الفيل - تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سورة الفيل

تفسير سورة الفيل من آية 1 - 2

بسم الله الرحمن الرحيم

(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) قصة أصحاب الفيل مشهورة وواقعتهم
كانت قريبة من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي إحدى آيات قدرة الله وأثر من سخطه على من
اجترأ عليه بهتك حرمه وإلهام الطيور والوحوش أقرب من إلهام الإنسان لكون نفوسهم
ساذجة وتأثير الأحجار بخاصية أودعها الله تعالى فيها ليس بمستنكر، ومن اطلع على
عالم القدرة وكشف له حجاب الحكمة عرف لمية أمثال هذه، وقد وقع في زماننا مثلها
من استيلاء الفأر على مدنية ابيورد وإفساد زروعهم ورجوعها في البرية إلى شط جيحون
وأخذ كل واحدة منها خشبة من الأيكة التي على شط نهرها وركوبها عليها وعبورها بها
من النهر وهي لا تقبل التأويل كأحوال القيامة وأمثالها. وأما التطبيق فاعلم أن أبرهة
النفس الحبشية لما قصد تخريب كعبة القلب الذي هو بيت الله بالحقيقة والاستيلاء عليها
وأراد أن يصرف حجاج القوى الروحانية إلى قلس الطبيعة الجسمانية التي بناها وأراد
تعظيمها فخرأ فيها قرشي العاقلة العملية بإلقاء فضلة الغذاء العقلي فيها من صور
التأديب المخصوص بالأمور الطبيعية كالعادات الجميلة والآداب المحمودة أوقع فيها
شرارا من نار الشوق التي أوقدها عير قريش القوى الروحانية فأحرقها بالرياضة
فساق جنوده وعبى جيوشه من جنس القوى النفسانية وصفاتها الظلمانية بالطبع
كالغضب والشهوة وأمثال ذلك، وقدم فيل شيطان الوهم الذي لا ينهرم عن جنود
العقل ويعارضه في الحرب والشيطان أكثر ما يتشكل يكون بصورة الفيل كما رآه
معاذ في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال عليه السلام: ' إن الشيطان ليضع خرطومه
على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس '.

تفسير سورة الفيل من آية 3 - 5

جعل الله كيدهم في تضييع. (وأرسل عليهم) طيور الأفكار والأذكار بيضاء
منورة بنور الروح (أبابيل) أي: خرابق جماعات كصور القياسات وكثرة الأذكار
(ترميهم بحجارة من سجيل) أي: رياضة مما سجل وخص بكل واحد منهم كتب على
كل واحد منها اسم المرمي بها بقلم الشرع والعقل وعين أن هذه الرياضة مزجرة للقوة
الفلانية مهلكة لها كالانقهار والتسخر للغضب والصوم للشهوة والضعة للتكبر والذلة
للتجبر وأمثال ذلك (فجعلهم) هلكى هامدة لا حراك بها (كعصف مأكول) أي:
كقوى نباتية أميتت وذهبت قوتها وخاصيتها ووقفت عن فعلها لضعفها بالرياضة، والله
تعالى أعلم.

/ 400