تفسير ابن عربي (جزء 2)

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

نسخه متنی -صفحه : 400/ 34
نمايش فراداده

سورة الأنبياء

تفسير سورة الأنبياء من آية 1 - 18

بسم الله الرحمن الرحيم

(اقترب للناس حسابهم) في القيامة الصغرى، بل لو عرفوا القيامة لعاينوا حسابهم الآن.

أي: لو أردنا أن نتخذ موجودات تحدث وتفنى كما قيل: (نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) [الجاثية، الآية: 24] لأملكننا من جهة القدرة لكنه ينافي الحكمة والحقيقة فلا نتخذها (بل نقذف) باليقين البرهاني والكشفي على الاعتقاد الباطل (فيدمغه) فيقمعه (فإذا هو) زائل (ولكم) الهلاك (مما تصفون) من عدم الحشر أو نقذف بالتجلي الذاتي في القيامة الكبرى الذي هو الحق الثابت الغير المتغير على باطل هذه الموجودات الفانية فيقهره ويجعله لا شيئا محضا، فإذا هو فان صرف، فيظهر أن الكل حق وأمره جد، لا باطل ولا لهو، ولكم الهلاك والفناء الصرف (ما تصفون) من إثبات وجود الغير واتصافه بصفة وفعل وتأثير (لفسدتا) لأن الوحدة موجبة لبقاء الأشياء، والكثرة موجبة لفسادها. ألا ترى أن كل شيء له خاصية واحدة يمتاز بها عن غيره هو بها هو ولو لم تكن لم يوجد ذلك الشيء، وهي الشاهدة بوحدانيته تعالى كما قيل:


  • ففي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد

  • تدل على أنه الواحد تدل على أنه الواحد