تفسير العز بن عبد السلام (جزء 2)

عبد العزیز بن عبد السلام سلمی؛ محقق: عبد الله بن ابراهیم وهبی

نسخه متنی -صفحه : 290/ 31
نمايش فراداده

9 - (يهديهم ربهم بإيمانهم) يجعل لهم نورا يمشون به، أو يهديهم بعملهم إلى الجنة، قال الرسول [صلى الله عليه وسلم]: ' يتلقى المؤمن عمله في أحسن صورة فيؤنسه ويهديه، ويتلقى الكافر عمله في أقبح صورة فيوحشه ويضله ' أو يهديهم إلى طريق الجنة، أو مدحهم بالهداية. (من تحتهم) تحت منزلهم، أو بين أيديهم وهم يرونها من عل، قال مسروق: أنهارها تجري في غير أخدود.

10 - (دعواهم) إذا دعوا شيئا يشتهونه قالوا: (سبحانك اللهم) فيأتيهم ذلك وإذا سألوا الله شيئا قالوا: (سبحانك اللهم) (وتحيتهم) ملكهم سالم، التحية: الملك. أو يحيي بعضهم بعضا بالسلام أي سلمت مما بلى به أهل النار (وآخر دعواهم أن الحمد) كما أن أول دعائهم (سبحانك الهم) كان آخره بالحمد له. أو إذا أجاب سؤالهم فيما ادعوه وأتاهم ما اشتهوه شكروا بالحمد له. (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزى القوم المجرمين ثم جعلناكم خلائف الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون)

11 - (ولو يعجل) للكافر عذاب كفره كما عجل له المال والولد لقضي أجله ليعجل له عذاب الآخرة. أو لو استجيب للرجل إذا غضب فدعا على نفسه أو ماله، أو ولده فقال: لا بارك الله فيه، أو أهلكه (لقضي إليهم أجلهم) لهلكوا. (الذين لا يرجون لقاءنا) خاص بمشركي مكة، أو عام. (طغيانهم) شركهم ' ع ' أو ضلالتهم أو ظلمهم. (يعمهون) يترددون، أو يتمادون، أو يلعبون.

12 - (مس الإنسان الضر) لجنبه يتعلق بدعانا، أو بمس. (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرءان غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقائى نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إلى إنى أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون)