إنصاف فيما تضمنه الكشاف (جزء 4)

احمد بن محمد ابن منیر

نسخه متنی -صفحه : 95/ 78
نمايش فراداده

القول في سورة الغاشية

(بسم الله الرحمن الرحيم)

قوله تعالى (هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة) قال فيه (معناه: ذليلة تعمل في النار عملا تنصب منه وهو جرها السلاسل الخ) قال أحمد: الوجه الأول متعين، لان الظرف المذكور وهو قوله - يومئذ - مقطوع عن الجملة المضاف إليها تقديرها يوم إذ غشيت وذلك في الآخرة بلا إشكال، وهو ظرف لجميع الصفات المخبر بها: أعني خاشعة عاملة ناصبة، فكيف يتناول أعمال الدنيا. عاد كلامه، قوله تعالى (ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع) قال فيه (الضريع يبيس الشبرق وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطبا الخ) قال أحمد: فعلى الوجه الأول يكون صفة مخصصة لازمة ذكرت شارحة لحقيقة الضريع، وعلى الثاني يكون صفة مخصصة.

قوله تعالى (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم) قال فيه (إن قلت: ما معنى تقديم الظرف؟ وأجاب بأن معناه: التشديد في الوعيد الخ) قال أحمد: ومعنى ثم الدلالة على أن الحساب أشد من الإياب لأنه موجب العذاب وبادرته. عاد كلامه، قال (ومعنى الوجوب وجوب الحكمة) قال أحمد: أخطأ على عادته ليس على الله واجب، وقد تقدم معنى على في غير هذا، والله أعلم.