الجهود و بذل المجهود باشكاله ليلا و نهارا سرا و إعلانا ، بحيث يناسب مقاومة تلك الدعايات الباطلة و النعرات الكافرة التي ملات العالم .
فعلى العلماء الاعلام أن يجدوا بنشاط في تبيين معارف الاسلام و مناهجه القويمة و كشف الغطاء عن أحكام الدين ، و أن لا يعرضهم فتور في ترويج الشريعة و إنقاذ الامة ، و تعليم الناس الحلال و الحرام و شعائر الاسلام ، كما أن على الامراء و ذوي المقدرة أن يجتهدوا و يسارعوا إلى تنفيذ هذه الاحكام و المقر رات .
و على الشعب المسلم أمة محمد صلى الله عليه و آله أن يتعبدوا بتلك ( الاحكام و خاصة عند تنفيذها بقلب ملؤه الرضا و اليقين و يكسبوا بذلك المجد و السيادة و الثناء الجميل في هذه الدنيا ، و الاجر و الثواب و رحمة الله الواسعة في دار النعيم .
و لعمري إن من يحس و يعي الاخطار الموحشة المتوجهة إلى الاسلام و أجيال المسلمين الآتية سوف يندفع دون توان إلى الذب عن الاسلام و نصرة الدين و الامة و توجيههما إلى الله سبحانه .
و إني أرجو الله تعالى الذي لا يخيب من رجاه أن يجعل عملنا القليل و تأليف كتابنا حول حدود الاسلام خطوة متواضعة إلى تحقيق هذه المهمة .
و قد خرج الجزء الاول منه إلى النور قبل بسنتين تقريبا و صار في متناول العلماء الاعلام و الفقهاء العظام و أحرز بمن الله و لطفه العميم مكانه لديهم و تلقاه الافاضل بالقبول و طلب كثير من المشتغلين إخراج ما بقي من تلك المباحث إلى الطباعة و حثنى عدة من العلماء الاعلام و الافاضل الكرام لطبع باقي مجلدات هذا الكتاب ، فقررت إجابة طلبهم السامي و هيأت مما كتبته في الحدود و التعزيرات هذه المجموعة ، التي هى أيضا نتيجة ما تلقيته في محفل علمي عظيم و معهد فقهي ثقافي كبير كان يقام صبيحة كل يوم في مسجد الزعيم العالمي الراحل السيد البروجردي قدس الله أسراره ، و كنا نتلقى دروسها من رجل كبير عبقري ، و هو