منضود فی أحکام الحدود نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و الحفاظ عليها يصعد بالعالم المهتم بذلك مقاما رفيعا و يوجب له أجرا جزيلا يعرف ذلك بينه و بين ملائكة الله المقربين و يدعى عظيما عند سكان السماوات الروحانيين .فعن حفص بن غياث قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : من تعلم العلم و عمل به و علم لله دعي في ملكوت السماوات عظيما ، فقيل : تعلم لله و عمل لله و علم لله ( 1 ) .و على أساس هذه الفكرة السامية فقد قام العلماء الاكارم بحفظ شئون الدين و إحياء أحكامه و نشر آثاره بكل طاقاتهم و غاية جهودهم في أشكال مختلفة و بمناسبة الظروف و الاحوال الشخصية و الاجتماعية فشكر الله مساعيهم الجميلة .و أما اليوم فالمسئولية خطيرة و الخطب عظيم ، و أنتم ترون الاجيال في أقطار العالم و شتى نواحيه قد قضى على سعادتهم و وقعوا في و يلات و محاولات جهنمية و تحرر زائف و اظل عليهم غمام الشقاء و أصبحوا حياري سكارى ، و أمة هابطة لا يذوقون طعم الحياة و لا يجدون لذة الامن و الامان ، فذلك الضياع و الفساد و الانحطاط قليل من كثير من تبعات الانحراف عن الدين و الاستخفاف بأمور الشرايع و المناهج السماوية و اتخاذ الاسلام منهجا .و مع ذلك فما بقي من الآفات و العاهات و الويلات من أثر هذه الانحرافات أكثر مما مضى و جرى عليهم ، و غدهم أدهى و أمر من أمسهم لا سمح الله بذلك الا ان يهتدوا إلى ربهم سبيلا و يتخذوا محمدا صلى الله عليه و آله إماما و قائدا و يلجأوا إلى الدين ، قال الله تعالى ( و لو ان أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الارض و لكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) ( 2 ) .نعم ان تلك الظروف القاسية و الاجواء المظلمة الفاسدة تتطلب توسعة