تذكرة فقهية أخلاقية
المولى عبده .هذا تمام الكلام في هذا المقام .تذكرة فقهية أخلاقية ثم انه لا بد من ان يكون المقصود و الهدف في مقام الضرب هو التاديب الراجع إلى مصلحة الصبي لا ما يثيره الغضب النفساني و الا فربما يول الامر إلى ان يؤدب المؤدب لان ضربه لم يكن لله تبارك و تعالى .و على هذا فلا بد من ان يكون ضربه في الحال الطبيعي العادي لا حال الغضب و لو كان مغضبا يكون غضبه لله تعالى لا لنفسه حتى يسوغ ضربه و هذه الحالة قلما توجد الا في النفوس الزكية الطاهرة .و قد ورد في حالات أمير المؤمنين عليه السلام انه القى عدوه على الارض و جلس على صدره و لما أراد ان يقطع رأسه فإذا هو قد ألقى بصاقه عليه فقام الامام و تركه قليلا ثم رجع و قتله و حيث سئل عن اعراضه الاول ثم رجوعه إلى العدو أجاب بانى غضبت في تلك الوقت لما صنع العدو بالنسبة إلى فلم اقتله في هذه الحالة لثوران نار الغضب فتركته كى يسكن غضبى ثم اتيته و قتلته كى يكون عملي خالصا لله تبارك و تعالى لا ناشئا عن الا هو ا النفسانية واشباعا لها ( 1 ) .لكن اين هو عنا واى إنسان يملك نفسه و هواه عند غضبه ، و يقدر على إطفاء نائرة غيضه ، و الاقدام على الضرب لله تعالى محضا و خالصا لوجهه الكريم الا انه لو حصل للانسان هذا المقام فله الاثر الخاص في كمال النفس و تهذيبه و هو منشا سعادته في الدنيا و الاخرة .1 - عين الحياة للعلامة المجلسي قدس سره ص 587 .