المذكور في الحديث، ومن ثمَّ خُرِّجالقول بصحة اطلاق لفظ (البدعة) على(التراويح)، واستعمالها في غير مورد الذم -على ما يُدَّعى في نفس الحديث - بناءاً علىالتقسيم المذكور.
فانظر ماذا ترى؟!
وأمّا بقية الاعلام الذين أصابوا الواقعفي القول بنفي التقسيم المذكور، فقدتحيَّروا حقاً في توجيه هذهِ المقولة،وتبرير اطلاق لفظ (البدعة) على (التراويح)،ومن ثمَّ استحسانها، والاطراء عليها، فهلانَّها استُعملت في المعنى الاصطلاحيالشرعي الذي يعني (ادخال ما ليس من الدينفيه)، فيتم بذلك القضاء المبرم على شرعيةالتراويح؟ أو انَّها استُعملت في المعنىاللغوي الذي يعني الحادث الذي ليس له أصلسابق، فلا تكون النتيجة في هذا الفرضبأحسن مما سبق؟ أو أنَّ هناك استعمالاًثالثاً لم نتمكن من الاهتداء إليه؟!
هذهِ الاسئلة أخذت تطرح نفسها بالحاحأمام النافين للتقسيم المذكور، وباتتتنتظر الاجابة الصريحة منهم، وفقاً لماتوصلوا إليه من نتائج تلك الابحاث.
ونود أن نلفت نظر القارئ الكريم إلى أنّالسنا بصدد إثبات صحه اطلاق لفظ البدعةالواردة في مقولة «نعمت البدعة هذه» علىمعنىً دونَ معنىً آخر، لانه سواء أصحَّهذا الاطلاق أو ذاك، فانَّ صلاة (التراويح)غير ثابتة لدينا، ولم يقم على مشروعيتهاأي دليل شرعي، كما سنثبت ذلك مفصلاً في فصللاحق إن شاء اللّه تعالى.
ولكنَّ كلامنا يتجه نحو الطريقة التييتعامل فيها الكثير من أعلام العامة مَعَمفردات الثقافة الاسلامية، وكيف تكونهذهِ المفردات الحساسة ضحيةً للتقولاتوالتبريرات، إذ يكون الاساس في البحثوالطرح العلمي هو تبرير ما يُراد تبريره -لأيِّ دافعٍ كان - حتى لو اقتضى الأمر حرفالمفهوم عن حقيقته، وإقصائه عن واقعيتهالتشريعية، وهذا ما لمسناه بشكل مباشر فيالكلمات المتقدمة التي بَنَت تقسيم(البدعة)