لو سلَّمنا جدلاً صدق حديث (سنة الخلفاءالراشدين) وصحته، ولم نتمسك بما أقمناه منقرائن سابقة على ضعفه، وكونه حديثاًموضوعاً، فانّا نرفض أن يكون المقصود من(الخلفاء الراشدين) الوارد ذكرهم فيالحديث هم الخلفاء الأربعة الذين تولّواالحكم الاسلامي بعد وفاة رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم بالترتيب ومنهم أميرالمؤمنين علي عليه السلام، وانَّماالمقصود من (الخلفاء الراشدين) في الحديث -على فرض صدقه وصحته - هم أئمة أهل البيتعليهم السلام الذين ورد النص الشرعيالصريح بشأنهم، من خلال مجموعة من الآياتالكريمة، والاحاديث المتواترة الصحيحة،والذين عيَّنهم رسول اللّه صلّى الله عليهوآله وسلّم خلفاء على الاُمة من بعده،واُمناء على وحي اللّه ورسالته.
وسوف نقتصر علي ذكر خمسة أدلة تثبت هذاالمطلب، وتدل عليه:
الدليل الاول: الامام علي عليه السلاميرفض المبايعة على سيرة الشيخين.
الدليل الثاني: الخلاف بين الخلفاءالأربعة يناقض الأمر باتباعهم جميعاً.
الدليل الثالث: إرادة الخلفاء الأربعة فيالحديث تتنافى مَعَ إنكار العامة لوجودالنص.
الدليل الرابع: حجم الحديث لا يتناسب مَعَموقع الخلافة وأهميتها في الاسلام.