بدعة

جعفر باقري

نسخه متنی -صفحه : 579/ 366
نمايش فراداده

انَّ مَن يستعرض مفردات الشريعةالاسلامية وتعاليمها، يجد أنَّها تعطيالقضايا التي تلي أمر الخلافة في الأهميةالشيء الكثير من التركيز، وتغطّيه بالعددالغفير من الأحاديث، كيف وأمر الولاية هوالدعامة الاُولى للدين، والأساس الرئيسيالذي تُشاد عليه بقية التعاليم؟

يقول الامام الباقر عليه السلام على مارواه زرارة عنه:

«بُني الاسلام على خمسة أشياء، علىالصلاة، والزكاة، والحج، والصوم،والولاية، قال زرارة: وأيُّ شيء من ذلكَأفضل؟ فقال عليه السلام: الولاية أفضل،لانَّها مفتاحهنَّ، والوالي هو الدليلعليهنَّ...»(1).

ويقول عليه السلام:

«بُني الاسلام على خمس، على الصلاة،والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولمينادَ بشيءٍ كما نودي بالولاية»(2).

فكيف يمكن لهذا البناء الفكري الذي آمن بهأبناء العامة لمئات السنين، واختطّوانهجه، وتسالموا على تعاطيه، خلال الحقبالزمنية المتمادية... كيف يمكن لهذا البناءأن يستند إلى مثل هذه الرواية الهزيلةالتي عليها من الاشكالات والنقوض ماعليها، وكيف يمكن أن يُستظهر منها الأمربوجوب اتّباع سنه (الخلفاء الاربعة) على مازعموا، في مقابل الحشد الكبير، والسيلالمتدفق من الآيات الكريمة والأحاديثالنبوية المتواترة والمستفيضة التي دلَّتعلى إيكال أمر الولاية إلى أهل بيت العصمةوالطهارة عليهم السلام، كآية الولاية،وآية المباهلة، وآية التطهير، وآيةالمودة، وآية التبليغ... وكحديث الغدير،وحديث الثقلين، وحديث السفينة، وحديثالمنزلة... إلى غير ذلك من الأحاديث التيطفحت بها كتب الفريقين، ومما ملأ ذكرهُالخافقَين.

(1) محمد بن يعقوب الكليني، الاصول منالكافي، ج: 2، باب: دعائم الاسلام، ح: 5، ص: 18.

(2) محمد بن يعقوب الكليني، الاصول منالكافي، ج: 2، باب: دعائم الاسلام، ح: 1، ص: 18.