ويناءً على كل هذا نستطيع القول بأنالتشيع يعني بكلمة واحدة:
«موالاة أمير المؤمنين علي عليه السلام،ومشايعته، وتقديمه في أمر الامامة علىغيره، وعدم المغالاة فيه أو في أحدٍ من أهلبيته عليهم السلام، والاعتقاد بأنَّخلافته مستمدة عن طريق النص الشرعي الجليأو الخفي، أو المشير اليه باسمه أو يوصفهعليه السلام، وان الامامة منحصرة في أهلبيته عليهم السلام».
وقد حاول البعض أن يحشر في تعريف التشيععناصر اضافية اُخرى لتكون بمثابة الثغراتالتي يمكن النفوذ من خلالها بسهولة لابعادالتشيع عن واقعه الاسلامي المتأصل،والصاق تهمة اليهودية أو النصرانية أوالزندقة أو المغالاة أو غير ذلك منالافتراءات فيه.
يكشف الشيخ الدكتور (أحمد الوائلي) النقابعن هذا الأمر بالقول في كتابه القيّم (هويةالتشيّع):
«.. انَّ الغرض من هذهِ الاشارة هو إلقاءالضوء على نقطة يؤكد عليها الباحثون عنداستعراضهم لذكر الشيعة وعقائدهم: ألا وهيالتاكيد على إدخال آراء أريد لها أن تكونخيوطاً تصل بين التشيع واليهودية، أوالنصرانية، أو الزندقة، ومحاولة إيصالالتشيع لعرقيات معينة، وهي محاولة لا تخفىعلى أعين النقّاد بأنَّها غير موضوعية،إنَّ هذهِ المحاولة تريد تصوير التشيعبأنَّه تطوَّر لا كما تتطور العقائدوالمذاهب الاخرى، وفي التوسع وقبولالاضافات السليمة نتيجة تبرعم بعضالآراء، وانَّما تطور غير سليم وغير نظيفأفسد مضمون التشيع»(1).
ثمَّ يؤيّد الشيخ الوائلي ما ذكره بايرادخمسة نماذج من الأقوال التي تعرَّضت لذكرمفهوم التشيع، وبدايات نشوئه، لخمسة منكبار علماء العامة المتأخرين، ويسلِّطالضوء على تلك النقاط التي حاولت أن تبينانَّ التشيع بدأ كفكرة روحية ساذجة ثمتطور
(1) د. أحمد الوائلي، هوية التشيع، ص: 13.