بالقياس، ولا يُدرك بالحواس، ولا يشبهالناس، موصوف الآيات، معروف بالعلامات،لا يجور في حكمه، ذلكَ اللّه لا إله إلا هو.
قال: فخرج الرجل وهو يقول: اللّهُ أعلمُحيث يجعل رسالته»(1).
- «كيف يعبد اللّه الخلق ولم يروه؟ فقالعليه السلام:
- رأته القلوب بنور الايمان، وأثبتتهالعقول بيقظتها إثبات العيان، وأبصرتهالأبصار بما رأته من حسن التركيب وإحكامالتأليف، ثم الرسل وآياتها، والكتبومحكماتها، واقتصرت العلماء على ما رأتهمن عظمته دون رؤيته، قال الزنديق:
- أليس هو قادراً أن يظهر لهم حتى يروهويعرفوه فيُعبد على يقين؟ قال عليهالسلام:
- ليس للمحال جواب»(2).
«جاء حبر إلى أمير المؤمنين عليه السلامفقال:
- يا أمير المؤمنين هل رأيتَ ربَّكَ حينَعبدتَه؟ فقال عليه السلام:
- ويلكَ ما كنتُ أعبدُ ربّاً لم أره، فقال:
- وكيفَ رأيته؟ قال عليه السلام:
- ويلك لا تدركه العيون في مشاهدةالأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائقالايمان«(3).
«كتبت الى أبي الحسن الثالث عليه السلاماسأله عن الرؤية وما فيه الناس، فكتب عليهالسلام:
لا يجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائيوالمرئي هواء ينفذه البصر، فاذا انقطعالهواء،
(1) أبو جعفر الصدوق، التوحيد، باب: 8، ح: 5،ص: 108.
(2) محمد باقر المجلسي، بحار الانوار، ج: 10،باب: 13، ح: 2، ص: 164.
(3) أبو جعفر الصدوق، التوحيد، باب: 8، ح: 6،ص: 109.