تقولين: اقتلوا نعثلا فقد كفر. قالت: إنّهماستتابوه، ثم قتلوه، ولقد قلت وقالوا،وقولي الأخير خير من قولي الأوّل، فقاللها: ابن اُمّ كلاب:
فانصرفت إلى مكّة فنزلت على باب المسجدفقصدت الحِجْرَ وسترت، واجتمع إليهاالناس فقالت: يا أيّها النّاس انّ عثمان قدقتل مظلوماً والله لأطلبّن بدمه(1).
ثم إنّ طلحة والزبير بعدما استأذناعليّاً غادرا المدينة ونزلا مكة، وكانتبينهما وبين عائشة صلة وثيقة يتآمرون ضدعليّ فلمّا بلغ عليّاً مؤامرة الزبيروطلحة وانّهما نكثا ايمانهما وعلى أهبةالمكافحة معه، أشار بعض أصحابه أنلايتبعهما فأجاب علي بقوله: «والله لاأكونكالضبع تَنام على طول اللّدم، حتى يصلَإليها طالبها، ويختلها راصدها، ولكن أضرببالمقبل إلى الحق، المدبَر عنه، وبالسامعالمطيع، العاصي المريب أبداً، حتى يأتيعليّ يومي»(2).
اتّفق المؤامرون ومعهم جماعة من أعداءالامام، على أن يرتحلو إلى البصرة،ويّتخذوها مقرّاً للمعارضة المسلّحة.
1. ابن قتيبة: الإمامة والسياسة 1/49. الطبري:التاريخ 3/477.
2. الرضي: نهج البلاغة، خطبة 6.