بحوث فی الملل والنحل

جعفر سبحاني

نسخه متنی -صفحه : 468/ 437
نمايش فراداده

في زمن مصعب بن الزبير لمّا ولي العراقنيابة عن أخيه: عبد الله بن الزبير، و كانتولاية مصعب في سنة ست و ستين للهجرة، قيل:بقى قطري عشرين سنة يقاتِل و يسلم عليهبالخلافة و هو يستظهر عليهم. و لم يزل إلىأن توجّه إليه سفيان بن الأبرد الكلبيفظهر عليه و قتله في سنة ثمان و سبعينللهجرة.

و هو معدود في جملة الخطباء العربالمشهورين بالبلاغة و الفصاحة(1).

نقل الجاحظ خطبة واحدة منه، و التأمّلفيها يعرب أنّه كان منطيقاً ذلق اللسان،قال فيها: أمّا بعد فإنّي اُحذّركمالدنيا، فإنّها حلوة خضرة، حُفَّتبالشهوات، و راقت بالقليل، و تحبّبتبالعاجلة، و حُلِيتْ بالآمال، و تزيّنتبالغرور، لاتدوم حبرتها، ولا تؤمنفجعتها، غرّارة ضرّارة، خوَّانة غدّارة(2).

روي أنّ الحجاج قال لأخيه: لأقتلنّك،فقال: لم ذلك؟ قال: لخروج أخيك، قال فإنّمعي كتاب أمير المؤمنين (يريد عبد الملك)أن لا تأخذني بذنب أخي، قال: هاته، قال:فمعي ما هو أوكد منه، قال: ما هو؟ قال: كتابالله عزّوجل يقول: (وَلاَ تَزِرُوَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(3) فعجب منه وخلّى سبيله(4).

و ترجمه خير الدين الزركلي في الأعلام(5) ويظهر فيما نقله من تاريخ الطبري أنّهتوفّي سنة 77 هـ. و الله العالم.

3 ـ عمران بن حطّان السدوسي البصري (ت / 84)

عمران بن حطّان السدوسي البصري الخارجي،روى عن عائشة، و عنه

1. ابن خلكان: و فيات الأعيان 4 / 94 ـ 95.

2. الجاحظ: البيان والتبيين 2 / 112.

3. الأنعام: 164.

4. ابن خلكان: وفيات الأعيان 4 / 94 ـ 95.

5. الاعلام: 5 / 200.