[بعد دعائي لك] فإذا قلت: أمّا بعد فانّكلا تضيفه إلى شيء و لكنّك تجعله غايةنقيضا لقبل، و في حديث زيد بن أرقم أنّرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّمخطبهم فقال: أمّا بعد، تقدير الكلام أمّابعد حمد الله [و أوّل من قاله داود عليهالسّلام] كذا في اوليات ابن عساكر و نقلهغير واحد من الائمّة و قالوا: أخرجه ابنأبي حاتم و الدّيلميّ عن أبي موسىالأشعريّ مرفوعا، و يقال: هي فصل الخطاب ولذلك قال عزّ و جلّ: وَ آتَيْناهُالْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ 38: 20 [أوكعب بن لؤيّ] زعمه ثعلب و في الوسائل الىمعرفة الأوائل: أوّل من قال «أمّا بعد»داود عليه السّلام لحديث أبي موسىالأشعريّ مرفوعا، و قيل: يعقوب عليهالسّلام لأثر في أفراد الدّارقطنيّ، وقيل: قسّ بن ساعدة كما للكلبيّ، و قيل:
يعرب بن قحطان، و قيل: كعب بن لؤيّ» و فيمعيار اللغة: «و أمّا بعد أي بعد دعائي وحمدي و ثنائي لك».
قال المجلسي (رحمه الله) في ثامن البحار فيباب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحابمعاوية على أعمال على (ع) (ص 693) ما نصه:
«في نهج البلاغة أمّا بعد أيّها النّاسفأنا فقأت عين الفتنة و لم يكن ليجترئعليها أحد غيري بعد أن ماج غيهبها و اشتدّكلبها فاسألوني قبل أن تفقدوني فو الّذينفسي بيده لا تسألونني عن شيء فيما بينكمو بين السّاعة، و لا عن فئة تهدي مائة وتضلّ مائة الّا أنبأتكم بناعقها و قائدهاو سائقها و مناخ ركابها و محطّ رحالها، ومن يقتل من أهلها قتلا و من يموت منهمموتا، و لو قد فقدتموني و نزلت كرائهالأمور و حوازب الخطوب لأطرق كثير منالسّائلين و فشل كثير من المسئولين و ذلكإذا قلصت حربكم و شمّرت عن ساق و ضاقتالدّنيا عليكم ضيقا تستطيلون أيّامالبلاء عليكم حتّى