حتّى تكون ممّن يطلب بثأر عثمان» (فبين مانقله ابن أبي الحديد و ما نقله الطّبريّ وابن الأثير اختلاف في العدد و التّرتيب والألفاظ).
و ليعلم أيضا أنّ الصّحيح ما نقلناه فيالبيت الرّابع من أبيات الوليد «قتيلالتّجيبيّ» لا: «قتيل التّجوبيّ» و ذلكلما صرّح به ابن منظور في لسان العرببقوله:
«و تجوب قبيلة من حمير حلفاء لمراد منهمابن ملجم لعنه الله قال الكميت:
هذا قول الجوهريّ قال ابن برّي (1): البيتللوليد بن عقبة و ليس للكميت كما ذكر وصواب إنشاده: قتيل التّجيبيّ الّذي جاء منمصر و إنّما غلّطه في ذلك أنّه ظنّ أنّالثّلاثة أبو بكر و عمر و عثمان- رضوانالله عليهم- فظنّ أنّه في عليّ- رضي اللهعنه- فقال: «التّجوبيّ» بالواو و إنّماالثّلاثة سيّدنا رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم- و أبو بكر و عمر- رضي اللهعنهما- لأنّ الوليد رثى بهذا الشّعر عثمانبن عفّان- رضي الله عنه- و قاتله كنانة بنبشر التّجيبيّ، و أمّا قاتل عليّ- رضي اللهعنه- فهو التّجوبيّ و رأيت في حاشية مامثاله: أنشد أبو عبيد البكريّ- رحمه الله-في كتابه فصل المقال في شرح كتاب الأمثال:هذا البيت الّذي هو:
«ألا انّ خير النّاس بعد ثلاثة»
لنائلة بنت الفرافصة بن الأحوص الكلبيّةزوج عثمان- رضي الله عنه- ترثيه و بعده:
و صرح المسعودي أيضا في مروج الذهب بأنّالبيتين لنائلة زوجة عثمان و نصّ عبارتهفيه بعد ذكر مقتل عثمان: «و في مقتله تقولزوجته نائلة بنت الفرافصة:
«ألا انّ خير النّاس (إلى آخر البيتين)إلّا أنّه نقل مكان: «حجبت»: و قد غيّبوا» وأبو عمرو أشهر كنيتي عثمان كما قال ابن عبدالبرّ في الاستيعاب في ترجمته: «يكنّى أباعبد الله و أبا عمرو كنيتان مشهورتان له، وأبو عمرو أشهرهما».
أقول: إنّما أطنبنا الكلام هنا لكثيرفائدته و عظيم عائدته.
(1) هو أبو محمد عبد الله بن بري صاحبالحواشي على الصحاح في مجلدات.