غارات

ابراهيم بن محمد ثقفي كوفي

نسخه متنی -صفحه : 835/ 714
نمايش فراداده

«840»

مضّ (1) ثمّ أمر بقطع يديه و رجليه فقطعتا ولم يتكلّم، ثمّ أمر بقطع لسانه فجزع فقالله بعض النّاس: يا عدوّ الله كحلت عيناكبالنّار و قطعت يداك و رجلاك فلم تجزع وجزعت من قطع لسانك؟! فقال له: يا جاهل أما والله ما جزعت لقطع لساني و لكنّي أكره أنأعيش في الدّنيا فواقا لا أذكر الله فيهفلمّا قطع لسانه أحرق بالنّار، فمن هذهحاله و حال أمثاله في التّديّن بذلك كيف لايخفى قبره حذار نبشه حتّى أنّه لمّا جي‏ءبابن ملجم- لعنه الله- إلى الحسن عليهالسّلام قال له: إنّي أريد أن أسارّك بكلمةفأبى الحسن عليه السّلام و قال: انّك تريدأن تعضّ أذني، فقال ابن ملجم- لعنه الله وعذّبه عذابا أليما إلى يوم القيامة-: والله لو أمكنني منها لأخذتها من صماخها.فإذا كان هذا فعاله في الحال الّتي هوعليها مترقّبا للقتل و حقده إلى هذهالغاية فكيف يكون من هو مخلّى الرّابطة؟ ..!فهذه حال الخوارج الّذين يقضون بذلك حقّأنفسهم فكيف يكون حال أصحاب معاوية و بنيأميّة- لعنهم الله- و الملك لهم و الدّولةبيدهم؟.

و يدلّ على الأوّل ما ذكر عبد الحميد بنأبي الحديد في شرح نهج البلاغة فقال: قالأبو جعفر الاسكافيّ: انّ معاوية- لعنهالله- بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهمحتّى يروي أنّ هذه الآية نزلت في عليّ بنأبي طالب: وَ من النَّاسِ من يُعْجِبُكَقَوْلُهُ في الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ الله عَلى‏ ما في قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ 2: 204 وَ إِذاتَوَلَّى سَعى‏ في الْأَرْضِ لِيُفْسِدَفِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَ الله لا يُحِبُّ الْفَسادَ،2: 205 و أنّ الآية الثّانية نزلت في ابن ملجمالملعون و هي: وَ من النَّاسِ من يَشْرِينَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله 2: 207

(1) كذا في الأصل لكن في فرحة الغري:«بملمول مض» و من ثم قال المجلسي (رحمهالله) بعد نقل الحديث من فرحة الغري فيتاسع البحار في باب ما وقع بعد شهادته (ص678):

بيان- قال الجوهري: الملمول الميل الّذييكتحل به، و قال: كحله بملمول مض أي حار» وفي القاموس: «المرود الميل» و في النهايةلابن الأثير: «و في حديث ماعز: كما يدخلالمرود في المكحلة المرود بكسر الميمالميل الّذي يكتحل به، و الميم زائدة» و فيمحيط المحيط للبستانى: «المرود الميليكتحل به قيل له ذلك لانه يدور في المكحلةمرة و في العين اخرى».