[841/ 3]- قال ابن الجوزي في المنتظم عند ذكرمن توفى في سنة 408 ما نصه:
(ج 7: ص 288- 289) «شباشى الحاجب يكنى أبا طاهرالمشطب مولى شرف الدولة أبى الفوارس بنعضد الدولة، لقبه بهاء الدولة أبو نصربالسعيد ذي العضدين، و لقبه أبو الهيجاءبختكين الجرجاني بالمناصح، و أشرك بينهمافي مراعاة أمور الأتراك ببغداد.
و كان السعيد كثير الصدقة فائض المعروفحتى أن أهل بغداد إذا رأوا من لبس قميصاجديدا قالوا: رحم الله السعيد لانه كانيكسو اليتامى و الضعفاء.
و هو الّذي بنى قنطرة الخندق و الياسرية والزياتين و وقف جبايتها على المارستان وكان ارتفاعها أربعين كرا و ألف دينار، ووقف على الجسر خان النرسي بالكرخ و وقفعليه اربحى بالقفص، و سد بثق الخالص، و حفرذنابة دجيل، و ساق الماء منها الى مقابرقريش، و عمل المشهد بكوخ و دربه بقرب واسط،و حفر المصانع عنده و في طريقه و له آباركثيرة بطريق مكة.
و كان الاسبهسالارية قد أخرجوا يوم العيدالجنائب بمراكب الذهب و أظهروا الزينةفقال له بعض أصحابه: لو كان لنا شيءأظهرناه. فقال له: الا أنه ليس في جنائبهمقنطرة- الياسرية و الخندق.
توفى في شوال هذه السنة و دفن في مقبرةالامام أحمد بن حنبل في تربة معروفة به، ووصى أن لا يبنى عليه فخالفوه و بنوا قبةفسقطت، و اتفق بعد تسعين سنة حمل ميت الىالمقبرة فتبعه النساء فتقدمتهن عجوز الىتربة السعيد فلطمت، و وافقتها النساء وعدن الى بيوتهن، فانتبهت العجوز من منامهامذعورة و قالت: رأيت تركيا بيده دبوس و قدخرج من التربة فأراد أن يضربني و قال: أتيتمن البعد الى تربتي فلطمت و صويحباتكفيها، أ بيني و بينك قرابة؟! فلقدآذيتموني.
فسألوا عن التربة فإذا هي تربة السعيدفتجنبها النساء بعد ذلك».
أقول: ذكر ابن كثير في البداية و النهايةعند ذكره من توفى في سنة 408 ما يقرب من ذلك(ج 12 ص 6) و انظر أيضا تلخيص مجمع الآداب فيمعجم الألقاب لابن الفوطي لقبى «المشطب» و«مناصح الدولة».