قطّ قال: منقبة. قال: و ما شهد منّا مع أبيتراب مشاهده إلّا رجل فأسقطه ذلك عندناقال: منقبة. قال: و ما أراد رجل منّا قطّ أنيتزوّج امرأة إلّا سأل عنها:
هل تحبّ أبا تراب أو تذكره بخير؟ فان قيل:انّها تفعل ذلك اجتنبها قال: منقبة.
قال: و لا ولد فينا ذكر فسمّي عليّا و لاحسنا و لا حسينا، و لا ولدت فينا جاريةفسمّيت فاطمة قال: منقبة. قال: و نذرت امرأةمنّا إن قتل الحسين أن تنحر عشر جزور فلمّاقتل وفت بنذرها. قال: منقبة. قال: و دعي رجلمنّا إلى البراءة من عليّ و لعنه فقال: نعمو أزيدكم حسنا و حسينا قال منقبة و الله.
و قد كان معاوية لعنه الله يسبّ عليّا ويتتبّع أصحابه مثل ميثم التّمّار و عمروابن الحمق و جويرية بن مسهر و قيس بن سعد ورشيد الهجريّ و يقنت بسبّه في الصّلاة ويسبّ ابن عبّاس و قيس بن سعد و الحسن والحسين عليهما السّلام و لم ينكر ذلك عليهأحد.
و كان خالد بن عبد الله القسريّ- لعنهالله- يقول على المنبر: العنوا عليّ بن أبيطالب فانّه لصّ بن لصّ (بضمّ اللّام) فقامإليه أعرابيّ فقال: و الله ما أعلم من أيّشيء أعجب؟ من سبّك عليّ بن أبي طالب؟! أممن معرفتك بالعربيّة؟! (1) قال الكراجكيّ:مسجد الذّكر بمصر معروف في موضع يعرف بسوقوردان و إنّما سمّي مسجد الذّكر لأنّالخطيب سها يوم الجمعة عن سبّ عليّ علىالمنبر فلمّا وصل إلى موضع المسجد المذكورذكر أنّه لم يسبّه فوقف و سبّه هناك قضاءلما نسيه فبني الموضع و سمّي بذلك.
فاقتضى ذلك أن أوصى بدفنه عليه السّلامسرّا خوفا من بني أميّة و أعوانهم والخوارج و أمثالهم فربّما لو نبشوه مععلمهم بمكانه حمل ذلك بني هاشم علىالمحاربة و المشاقّة الّتي أغضى عنها عليهالسّلام في حال حياته فكيف لا يوصي بترك مافيه مادّة النّزاع بعد وفاته؟! و قد كان فيإخفاء قبره عدّة فوائد غير معلومة لنابالتّفصيل و قد عرفت قصّة الحسن عليهالسّلام في دفنه بالبقيع حيث أوصى بذلك انجرى نزاع في دفنه عند جدّه
(1) و ذلك لان المشهور أن «اللص» بكسر اللامو الضم لغة فيه كما صرح به اللغويون.