و أجفاه إذا أبعده و منه الحديث: اقرءواالقرآن و لا تجفوا عنه أي تعاهدوه و لاتبعدوا عن تلاوته، و الحديث الآخر غيرالجافي عنه و لا الغالي فيه، و الجفاء أيضاترك الصّلة و البرّ و منه الحديث: البذاءمن الجفاء البذاء بالذّال المعجمة الفطشمن القول و الحديث الآخر: من بدا جفابالدّال المهملة خرج البادية أي من سكنالبادية غلظ طبعه لقلّة مخالطة النّاس، والجفاء غلظ الطّبع».
التعليقة 10 (ص 36) شرح حول بعض فقرات الخطبةو نقلها عن تاريخ الطبري
قوله عليه السّلام: «ما أنتم الّا أسودالشّرى و ثعالب روّاغة حين تدعون» و في شرحالنّهج: «حين البأس انّما يريد عليهالسّلام به أنّ مثلكم مثل من يدّعي فيالرّخاء أنّه من آساد غاب الوغى و من فرسانيوم الهيجاء فإذا حان القتال فتحيدون عنالحرب و تروغون عنها روغان الثّعلب» فيكونالكلام نظير ما قاله فيهم في كلام آخر:«كلامكم يوهي الصّمّ الصّلاب و فعلكميطمع فيكم الأعداء تقولون في المجالس كيتو كيت فإذا جاء القتال قلتم حيدى حياد» وانّما شبّه فرارهم عن الزّحف بروغانالثّعلب كتشبيههم بالثّعالب لكون الثّعلبمعروفا بالخدعة و الاحتيال ففي القاموس:«راغ الرّجل و الثّعلب روغا و روغانا مال وحاد عن الشّيء و الاسم كسحاب و كشدّادالثّعلب» و في الأساس: «هو ثعلب روّاغ و همثعالب روّاغة و هو يروغ روغان الثّعلب، ومن المجاز: فلان يروغ عن الحقّ و طريق زائغرائغ و ما لي أراك زائغا عن المنهج رائغاعن الحقّ الأبلج؟! و لا يقال: راغ عن كذاالّا إذا كان عدوله عنه في خفية، و أراغتالعقاب الصّيد إذا ذهب الصّيد هكذا و هكذاو هي تتبعه» و في مجمع البحرين: «قولهتعالى: فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ 37: 91 أيمال اليهم في خفاء و لا يكون الرّوغ الّاكذلك، و مثله