بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار (علیهم السلام)

محمد باقر المجلسی؛ مصححین: یحیی عابدی الزنجانی، عبدالرحیم الریانی الشیرازی، السید ابراهیم المیانجی، محمد باقر البهبودی، عبدالزهراء العلوی، سید کاظم الموسوی المیاموی، محمد تقی المصباح الیزدی، علی اکبر الغفاری، محمد مهدی السید حسن الموسوی الخرسان

جلد 061 -صفحه : 19/ 16
نمايش فراداده

ص: 261
و في النهاية في حديث قتل الحيات إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم منها شيئا فحرجوا عليها «1» ثلاثا العوامر الحيات التي تكون في البيوت واحدها عامر و عامرة قيل سميت عوامر لطول أعمارها «2».
12- التَّهْذِيبُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى السَّمَّانِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ يُؤْكَلَ مَا تَحْمِلُهُ النَّمْلَةُ بِفِيهَا وَ قَوَائِمِهَا «3».
بيان النهي على المشهور محمول على الكراهة.
قال الدميري يكره أكل ما حملت النملة بفيها و قوائمها لما روى الحافظ أبو نعيم في الطب النبوي عن صالح بن خوات بن جبير عن أبيه عن جده أن رسول الله ص نهى عن أن يؤكل ما حملته النمل بفيها و قوائمها «4».
13- الْبَصَائِرُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مُتَوَجِّهِينَ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِسَرِفٍ اسْتَقْبَلَهُ غُرَابٌ يَنْعِقُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ مُتْ جُوعاً مَا تَعْلَمُ شَيْئاً إِلَّا وَ نَحْنُ نَعْلَمُهُ إِلَّا أَنَّا أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَقُلْنَا هَلْ كَانَ فِي وَجْهِهِ شَيْ‏ءٌ قَالَ نَعَمْ سَقَطَتْ نَاقَةٌ بِعَرَفَاتٍ‏ «5».
دلائل الطبري، عن علي بن هبة الله عن الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن البرقي عن النضر مثله‏ «6».
______________________________
(1) حرج عليه: قال له: انت في حرج أي ضيق، و قال المصنّف اي تعزم عليها و تقسم عليها بان لا تضر و لا تظهر.
(2) النهاية 3: 144.
(3) تهذيب الأحكام.
(4) حياة الحيوان 2: 267.
(5) بصائر الدرجات: 345 ط تبريز.
(6) دلائل الإمامة: 135.
ص: 262
بيان لعله كان متوجها إلى عرفات لأكل الناقة الميتة و كان جائعا و لم يكن علمه من جهة المشاهدة بل بما أعطاه الله من العلم بجهة رزقه أو ببعض الوقائع كما هو المشهور في الغراب.
14- الْمَكَارِمُ، قَالَ الصَّادِقُ ع‏ تَعَلَّمُوا مِنَ الْغُرَابِ ثَلَاثَ خِصَالٍ اسْتِتَارَهُ بِالسِّفَادِ وَ بُكُورَهُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ وَ حَذَرَهُ‏ «1».
15- الْخِصَالُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى‏ أَنَّ مَلِكَ الرُّومِ سَأَلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ع عَنْ سَبْعَةِ أَشْيَاءَ خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ رَحِمٍ فَقَالَ آدَمُ وَ حَوَّاءُ وَ كَبْشُ إِبْرَاهِيمَ وَ نَاقَةُ صَالِحٍ وَ حَيَّةُ الْجَنَّةِ وَ الْغُرَابُ الَّذِي بَعَثَهُ اللَّهُ يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ وَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ‏ «2».
16- الْفَقِيهُ، رُوِيَ مَنْ قَتَلَ وَزَغاً فَعَلَيْهِ الْغُسْلُ وَ قَالَ بَعْضُ مَشَايِخِنَا إِنَّ الْعِلَّةَ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ فَيَغْتَسِلُ مِنْهَا «3».
17- حَيَاةُ الْحَيَوَانِ، فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: مَنْ قَتَلَ وَزَغَةً مِنْ أَوَّلِ ضَرْبَةٍ فَلَهُ كَذَا وَ كَذَا مِنَ الْحَسَنَةِ وَ مَنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّانِيَةِ فَلَهُ كَذَا وَ كَذَا حَسَنَةً دُونَ الْأُولَى‏ «4» وَ فِيهِ أَيْضاً أَنَّ مَنْ قَتَلَهَا فِي الْأُولَى فَلَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَ فِي الثَّانِيَةِ دُونَ ذَلِكَ وَ فِي الثَّالِثَةِ دُونَ ذَلِكَ.
وَ رَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: اقْتُلُوا الْوَزَغَ وَ لَوْ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ.
وَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي بَيْتِهَا رُمْحٌ مَوْضُوعٌ فَقِيلَ لَهَا مَا تَصْنَعِينَ بِهَا فَقَالَتْ نَقْتُلُ بِهِ الْوَزَغَ فَإِنَّ النَّبِيَّ ص أَخْبَرَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ ع أُلْقِيَ فِي النَّارِ
______________________________
(1) مكارم الأخلاق: 154.
(2) الخصال ج 2 ص 8.
(3) من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 44.
(4) في المصدر زاد: و من قتلها في الثالثة فله كذا و كذا حسنة دون الثانية.

ص: 263
وَ لَمْ تَكُنْ فِي الْأَرْضِ دَابَّةٌ إِلَّا أَطْفَأَتْ عَنْهُ النَّارَ غَيْرَ الْوَزَغِ‏ «1» فَإِنَّهُ كَانَ يَنْفُخُ عَلَيْهِ‏ «2» فَأَمَرَ ع بِقَتْلِ الْوَزَغِ.
و كذلك رواه أحمد في مسنده‏.
وَ فِي تَارِيخِ ابْنِ النَّجَّارِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ‏ مَنْ قَتَلَ وَزَغَةً مَحَا اللَّهُ عَنْهُ سَبْعَةَ خَطِيئَاتٍ.
وَ فِي الْكَامِلِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: مَنْ قَتَلَ وَزَغَةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ شَيْطَاناً.
ثم قال و أما تقييد الحسنات في الضربة الأولى بمائة و في الثانية بسبعين كما هو في بعض الروايات فجوابه أنه كقوله في صلاة الجماعة بسبع و عشرين و بخمس و عشرين إن مفهوم العدد لا يعمل به فذكر السبعين لا يمنع المائة فلا تعارض بينهما أو لعله أخبرنا بالسبعين ثم تصدق الله بالزيادة «3» فأعلم به ص حين أوحي إليه بعد ذلك أو أنه يختلف باختلاف قاتلي الوزغ بحسب نياتهم و إخلاصهم و كمال أحوالهم و نقصها فتكون المائة للكامل‏ «4» منهم و السبعون لغيره و قال يحيى بن يعمر سبب كثرة الحسنات في المبادرة أن تكرر الضرب في قتلها يدل على عدم الاهتمام بأمر صاحب الشرع إذ لو قوي عزمه و اشتدت حميته لقتلها في المرة الأولى لأنه حيوان لطيف لا يحتاج إلى كثرة مئونة في الضرب فحيث لم يقتلها في المرة الأولى دلت على ضعف عزمه و لذلك نقص أجره عن المائة إلى السبعين و علل عز الدين بن عبد السلام كثرة الحسنات في الأولى بأنه إحسان في‏
______________________________
(1) يأتي من الخصال ان هوام الأرض استأذن اللّه ان تصب عليه الماء فلم يأذن اللّه عزّ و جلّ بشي‏ء منها الا للضفدع.
(2) في المصدر: ينفخ عليه النار.
(3) في المصدر: بالزيادة علينا.
(4) في المصدر: للاكمل منهم.
ص: 264
القتل فدخل في قوله ص إذا قتلتم فأحسنوا القتلة و لأنه‏ «1» مبادرة إلى الخير فيدخل تحت قوله تعالى‏ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ‏ «2» و قال و على كل المعنيين‏ «3» فالحية و العقرب أولى بذلك لعظم مفسدتهما «4».
18- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِيهِ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَتْلِ النَّمْلَةِ قَالَ لَا تَقْتُلْهَا إِلَّا أَنْ تُؤْذِيَكَ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَتْلِ الْهُدْهُدِ أَ يَصْلُحُ قَالَ لَا تُؤْذِيهِ وَ لَا تَقْتُلُهُ وَ لَا تَذْبَحُهُ فَنِعْمَ الطَّيْرُ هُوَ «5».
19- الْعُيُونُ، وَ الْعِلَلُ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص نَهَى عَنْ قَتْلِ خَمْسَةٍ الصُّرَدِ وَ الصُّوَّامِ وَ الْهُدْهُدِ وَ النَّحْلَةِ وَ النَّمْلَةِ وَ الضِّفْدِعِ وَ أَمَرَ بِقَتْلِ خَمْسَةٍ الْغُرَابِ وَ الْحِدَأَةِ وَ الْحَيَّةِ وَ الْعَقْرَبِ وَ الْكَلْبِ الْعَقُورِ.
قال الصدوق هذا أمر إطلاق و رخصة لا أمر وجوب و فرض‏ «6».
بيان يدل على اتحاد الصرد و الصوام كما يظهر من كلام الدميري و أكثر اللغويين لكن الفقهاء عدوهما اثنين قال في القاموس الصرد بضم الصاد و فتح الراء طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير و هو أول طائر صام لله تعالى و الجمع صردان.
و قال في النهاية فيه أنه نهى المحرم عن قتل الصرد و هو طائر ضخم الرأس‏
______________________________
(1) في المصدر: أو أنه.
(2) المائدة: 48.
(3) في المصدر: و على كلا المعنيين.
(4) حياة الحيوان 2: 288.
(5) قرب الإسناد: 121 فيه: عبد اللّه بن الحسن عن جده عليّ بن جعفر.
(6) عيون الأخبار ج 1 ص 277 الخصال 1: 297 فيه: [الصرد الصوام‏] و فيه [الحدأة] و لم نجد الحديث في العلل و الظاهر أنّه تصحيف الخصال.
ص: 265
و المنقار له ريش عظيم نصفه أبيض و نصفه أسود و منه حديث ابن عباس أنه نهى عن قتل أربع من الدواب النملة و النحلة و الهدهد و الصرد.
قال الخطابي إنما جاء في قتل النمل عن نوع منه خاص و هو الكبار ذوات الأرجل الطوال لأنها قليلة الأذى و الضرر و أما النحلة فلما فيها من المنفعة و هو العسل و الشمع و أما الهدهد و الصرد فلتحريم لحمهما لأن الحيوان إذا نهي عن قتله و لم يكن ذلك لاحترامه أو الضرر فيه كان لتحريم لحمه أ لا ترى أنه نهى عن قتل الحيوان لغير مأكله و يقال إن الهدهد منتن الريح فصار في معنى الجلالة و الصرد تتشأم به العرب و تتطير بصوته و شخصه و قيل إنما كرهوه من اسمه من التصريد و هو التقليل‏ «1».
و قال فيه خمس‏ «2» يقتلن في الحل و الحرم و عد منها الحداء و هو هذا الطائر المعروف من الجوارح واحدها حدأة بوزن عنبة «3».
و قال فيه خمس يقتلن في الحل و الحرم و عد منها الكلب العقور و هو كل سبع يعقر أي يجرح و يقتل و يفترس كالأسد و النمر و الذئب سماها كلبا لاشتراكها في السبعية و العقور من أبنية المبالغة انتهى‏ «4».
و أقول التعميم الذي ادعاها غير معلوم و كأن المراد بالعقور الكلب الهراش‏ «5» الذي يضر و لا ينفع.
20- الْخِصَالُ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِيرٍ الرَّقِّيِّ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ عِنْدَ أَبِي‏
______________________________
(1) النهاية 2: 281.
(2) في المصدر: خمس فواسق يقتلن.
(3) النهاية 1: 239.
(4) النهاية 3: 131.
(5) تقدم في حديث غياث بن إبراهيم المروى عن قرب الإسناد اطلاقه على الذئب أيضا.

ص: 266
عَبْدِ اللَّهِ ع إِذْ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ بِيَدِهِ خُطَّافٌ مَذْبُوحٌ فَوَثَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع حَتَّى أَخَذَهُ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ دَحَى بِهِ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ أَ عَالِمُكُمْ أَمَرَكُمْ بِهَذَا «1» أَمْ فَقِيهُكُمْ لَقَدْ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص نَهَى عَنْ قَتْلِ سِتَّةٍ النَّحْلَةِ وَ النَّمْلَةِ وَ الضِّفْدِعِ وَ الصُّرَدِ وَ الْهُدْهُدِ وَ الْخُطَّافِ فَأَمَّا النَّحْلَةُ فَإِنَّهَا تَأْكُلُ طَيِّباً وَ تَضَعُ طَيِّباً وَ هِيَ الَّتِي أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهَا لَيْسَتْ مِنَ الْجِنِّ وَ لَا مِنَ الْإِنْسِ‏ «2» وَ أَمَّا النَّمْلَةُ فَإِنَّهُمْ قُحِطُوا عَلَى عَهْدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ع فَخَرَجُوا يَسْتَسْقُونَ فَإِذَا هُمْ بِنَمْلَةٍ قَائِمَةٍ عَلَى رِجْلَيْهَا مَادَّةٍ يَدَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَ هِيَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ لَا غِنَى بِنَا عَنْ فَضْلِكَ فَارْزُقْنَا مِنْ عِنْدِكَ وَ لَا تُؤَاخِذْنَا بِذُنُوبِ سُفَهَاءِ وُلْدِ آدَمَ فَقَالَ لَهُمْ سُلَيْمَانُ ارْجِعُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَدْ سَقَاكُمْ بِدُعَاءِ غَيْرِكُمْ وَ أَمَّا الضِّفْدِعُ فَإِنَّهُ لَمَّا أُضْرِمَتِ النَّارُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ع شَكَتْ هَوَامُّ الْأَرْضِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اسْتَأْذَنَتْهُ أَنْ تَصُبَّ عَلَيْهَا الْمَاءَ فَلَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِشَيْ‏ءٍ مِنْهَا إِلَّا لِلضِّفْدِعِ فَاحْتَرَقَ مِنْهُ الثُّلُثَانِ وَ بَقِيَ مِنْهُ الثُّلُثُ وَ أَمَّا الْهُدْهُدُ فَإِنَّهُ كَانَ دَلِيلَ سُلَيْمَانَ ع إِلَى مُلْكِ بِلْقِيسَ وَ أَمَّا الصُّرَدُ فَإِنَّهُ كَانَ دَلِيلَ آدَمَ ع مِنْ بِلَادِ سَرَانْدِيبَ إِلَى بِلَادِ جُدَّةَ شَهْراً وَ أَمَّا الْخُطَّافُ فَإِنَّ دَوَرَانَهُ فِي السَّمَاءِ أَسَفاً لِمَا فُعِلَ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ص وَ تَسْبِيحُهُ قِرَاءَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ أَ لَا تَرَوْنَهُ وَ هُوَ يَقُولُ‏ وَ لَا الضَّالِّينَ‏ «3».
21- الْعِلَلُ، وَ الْعُيُونُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُعَلَّى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ الْمُرَادِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ نُهِيَ عَنْ أَكْلِ الصُّرَدِ وَ الْخُطَّافِ‏ «4».
______________________________
(1) أي امركم بقتله.
(2) أي ليست من الجن الذي أوحى إليه و لا من الانس، و حاصله أنّه يوجد من اوحى اليه من غيرهما و هو النمل.
(3) الخصال 1: 326.
(4) علل الشرائع ج 2 ص 281، عيون الأخبار ج 1 ص 243.
ص: 267
22- الْعُيُونُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجِعَابِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ مَنْ قَتَلَ حَيَّةً قَتَلَ كَافِراً «1».
23- مَعَانِي الْأَخْبَارِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ قَالَ: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ ع عَنْ رَجُلٍ يَقْتُلُ الْحَيَّةَ وَ قَالَ لَهُ السَّائِلُ إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ مَنْ تَرَكَهَا تَخَوُّفاً مِنْ تَبِعَتِهَا فَلَيْسَ مِنِّي قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ مَنْ تَرَكَهَا تَخَوُّفاً مِنْ تَبِعَتِهَا فَلَيْسَ مِنِّي فَإِنَّهَا حَيَّةٌ لَا تَطْلُبُكَ فَلَا بَأْسَ بِتَرْكِهَا «2».
24- مَجَالِسُ الصَّدُوقِ، وَ الْفَقِيهُ، فِي مَنَاهِي النَّبِيِّ ص أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُحْرَقَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْحَيَوَانِ بِالنَّارِ وَ نَهَى عَنْ قَتْلِ النَّحْلِ‏ «3».
25- ثَوَابُ الْأَعْمَالِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً عُذِّبَتْ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ عَطَشاً «4».
26- الْمَحَاسِنُ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَا تَدَعْ صُورَةً إِلَّا مَحَوْتَهَا وَ لَا قَبْراً إِلَّا سَوَّيْتَهُ وَ لَا كَلْباً إِلَّا قَتَلْتَهُ‏ «5».
27- السَّرَائِرُ، مِنْ كِتَابِ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عود [عُرْوَةَ] الْبَغْدَادِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ مَا تَقُولُ فِي قَتْلِ الذَّرِّ قَالَ اقْتُلْهُنَّ آذَتْكَ‏
______________________________
(1) عيون الأخبار ج 2 ص 65.
(2) معاني الأخبار: 173.
(3) مجالس الصدوق: 254 و 255 (م 66) من لا يحضره الفقيه 4: 3.
(4) ثواب الأعمال 327 تحقيق الغفارى.
(5) المحاسن: 613.

ص: 268
أَوْ لَمْ تُؤْذِكَ‏ «1».
28- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع‏ لَا بَأْسَ بِقَتْلِ النَّمْلِ آذَتْكَ أَوْ لَمْ تُؤْذِكَ‏ «2».
29- الْمَكَارِمُ، مِنْ كِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: أَقْذَرُ الذُّنُوبِ ثَلَاثَةٌ قَتْلُ الْبَهِيمَةِ وَ حَبْسُ مَهْرِ الْمَرْأَةِ وَ مَنْعُ الْأَجِيرِ أَجْرَهُ‏ «3».
بيان كأن المراد بقتل البهيمة قتلها بغير الذبح أو عند الحاجة إليها في الجهاد و غيره‏ «4».
30- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ص عَلَى قَوْمٍ نَصَبُوا دَجَاجَةً حَيَّةً وَ هُمْ يَرْمُونَهَا بِالنَّبْلِ فَقَالَ مَنْ هَؤُلَاءِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ‏ «5».
31 وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ رَأَيْتُ فِي النَّارِ صَاحِبَ الْهِرَّةِ تَنْهَشُهَا مُقْبِلَةً وَ مُدْبِرَةً كَانَتْ أَوْثَقَتْهَا وَ لَمْ تَكُنْ تُطْعِمُهَا وَ لَا تُرْسِلُهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشَةِ الْأَرْضِ‏ «6».
بيان قال في النهاية في الحديث إن امرأة ربطت هرة فلم تطعمها و لم تدعها تأكل من خشاش الأرض أي هوامها و حشراتها و في رواية من خشيشها و هي بمعناه و يروى بالحاء المهملة و هو يابس النبات و هو وهم و قيل إنما هو خشيش بضم الخاء المعجمة تصغير خشاش على الحذف أو خشيش من غير حذف و منه حديث العصفور لم ينتفع بي و لم يدعني أختش من الأرض أي آكل من خشاشها «7».
______________________________
(1) السرائر: 467.
(2) السرائر: 467.
(3) المكارم: 123.
(4) أو من غير حاجة كالصيد للتنزّه و نحوه.
(5) نوادر الراونديّ: 43.
(6) نوادر الراونديّ: 28 فيه: حشاش.
(7) النهاية 1: 329.
ص: 269
32- الدُّرُّ الْمَنْثُورُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ قَالَ خُلِقَتْ هِيَ وَ الْإِنْسَانُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَدُوٌّ لِصَاحِبِهِ إِنْ رَآهَا أَفْزَعَتْهُ وَ إِنْ لَذَعَتْهُ أَوْجَعَتْهُ فَاقْتُلْهَا حَيْثُ وَجَدْتَهَا «1».
33- الشِّهَابُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْبَصَرَ النَّافِذَ عِنْدَ مَجِي‏ءِ الشَّهَوَاتِ وَ الْعَقْلَ الْكَامِلَ عِنْدَ نُزُولِ الشُّبُهَاتِ وَ يُحِبُّ السَّمَاحَةَ وَ لَوْ عَلَى تَمَرَاتٍ‏ «2» وَ يُحِبُّ الشَّجَاعَةَ وَ لَوْ عَلَى قَتْلِ حَيَّةٍ «3».
الضوء قوله ع يحب الشجاعة هذا مثل يعني أنه عز و جل يحبه على قدر عنائه و مبلغ بلائه و إن لم يكن إلا يسيرا فكثير الشجاعة عنده محمود و قليله غير مردود و على ذكر الحية فلنذكر مما ورد فيه طرفا
وَ رُوِيَ عَنْهُ ص‏ اقْتُلُوا الْأَبْتَرَ وَ ذو [ذَا] الطُّفْيَتَيْنِ‏ «4».
فالأبتر القصير الذنب و ذو الطفيتين‏ «5» الذي على ظهره خطان كالخوصتين و الطفي الخوص.
وَ قَالَ ع‏ مَنْ تَرَكَ الْحَيَّاتِ مَخَافَةَ طَلَبِهِنَّ فَلَيْسَ مِنَّا.
وَ قَالَ ص‏ اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ فَمَنْ خَافَ إِثَارَهُنَّ فَلَيْسَ مِنَّا.
وَ سُئِلَ عَنْ حَيَّاتِ الْبُيُوتِ فَقَالَ ص إِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئاً فِي مَسَاكِنِكُمْ فَقُولُوا أَنْشُدُكُمُ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُمْ نُوحٌ ع أَنْشُدُكُمُ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُمْ سُلَيْمَانُ ع أَنْ تُؤْذُونَا فَإِنْ عُدْنَ فَاقْتُلُوهُنَّ.
. و عن ابن مسعود اقتلوا الحيات كلها إلا الجان الأبيض لأنه قصبة فضة
______________________________
(1) الدّر المنثور ج 1 ص 55.
(2) في المخطوطة: و لو على التمرات.
(3) الشهاب: ليس عندي نسخته.
(4) هكذا في المطبوع و في النسخة المخطوطة: «الطفيئتين» و في المنجد.
الطفية: ضرب من الحيات الخبيثة؛ و الجمع طفى. و في النهاية: فيه: «اقتلوا ذا الطفيتين و الابتر» الطفية: خوصة المقل في الأصل و جمعها طفى شبه الخطين اللذين على ظهر الحية بخوصتين.
(5) هكذا في المطبوع و في النسخة المخطوطة: «الطفيئتين» و في المنجد.
الطفية: ضرب من الحيات الخبيثة؛ و الجمع طفى. و في النهاية: فيه: «اقتلوا ذا الطفيتين و الابتر» الطفية: خوصة المقل في الأصل و جمعها طفى شبه الخطين اللذين على ظهر الحية بخوصتين.
ص: 270
و
قَالَ ص‏ مَنْ تَرَكَ قَتْلَ الْحَيَّةِ خَشْيَةَ النَّارِ فَقَدْ كَفَرَ.
يعني كفر بأمري لأني أمرت بقتلهن‏ «1».
بيان إثارهن كذا في النسخ القديمة و كأنه من الثأر بمعنى طلب الدم و في النهاية في الحديث أنه ذكر الحيات فقال من خشي إربهن فليس منا الإرب بكسر الهمزة و سكون الراء الدهاء أي من خشي غائلتها و جبن عن قتلها للذي قيل في الجاهلية إنها تؤذي قاتلها أو تصيبه بخبل فقد فارق سنتنا و خالف ما نحن عليه‏ «2».
34- الشِّهَابُ، عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ: مَنْ قَتَلَ عُصْفُوراً عَبَثاً جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ لَهُ صُرَاخٌ حَوْلَ الْعَرْشِ يَقُولُ رَبِّ سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي مِنْ غَيْرِ مَنْفَعَةٍ «3».
الضوء العبث من فعل العالم ما ليس فيه غرض مثله و قيل هو ما خلط به لعب يقول ص ناهيا عن العبث رادا من اللعب ضاربا المثل بالعصفور الذي يقتله العابث من غير غرض صحيح إن العصفور المقتول باطلا يجي‏ء يوم القيامة و يصرخ حول العرش متظلما يسأل ربه أن يسأل قاتله لم قتله من غير جلب منفعة و لا دفع مضرة و هذا مثل ضربه بالعصفور و إذا كان ظلم العصفور في صغر جسمه و حقارته لا يترك و لا يهمل بل يستوفى عوض ما أصابه من الألم فكيف بما فوقه من بني آدم و غيرهم و إذا كان الله تعالى قد مكن المؤلم من الإيلام فلا بد أن يكون هو المستوفي لعوضه منه و كلام العصفور يجوز أن يكون على طريق المثل و تقريب الحال و يكون المعنى أن الله تعالى لا شك مستوف عوض ألم القتل من القاتل فكأنه يتظلم حول العرش و ينصفه و يجوز أن يكون على حقيقته و ينطقه الله تعالى فيتظلم حول العرش و يكون ذكر ذلك لطفا لمن يسمعه و فيه أن الصيد لغير غرض قبيح و كذلك صيد اللهو و اللعب و في‏
______________________________
(1) الضوء: لم نجد نسخته.
(2) النهاية 1: 29.
(3) الشهاب: لم نجد نسخته.
ص: 271
الحديث دلالة على أن جميع الحيوانات من الوحوش و الطيور تنشر و فيه إثبات الأعواض و فائدة الحديث تعظيم أمر الظلم و إعلام أن الله تعالى لا يهمله و لو كان بالعصفور و راوي الحديث أنس بن مالك‏ «1».
35- الدُّرُّ الْمَنْثُورُ، عَنْ خَالِدٍ قَالَ: لَمَّا حَمَلَ 17 نُوحٌ فِي السَّفِينَةِ مَا حَمَلَ جَاءَتِ الْعَقْرَبُ فَقَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَدْخِلْنِي مَعَكَ قَالَ لَا أَنْتَ تَلْذَعِينَ النَّاسَ وَ تُؤْذِينَهُمْ قَالَتْ لَا احْمِلْنِي مَعَكَ فَلَكَ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لَا أَلْذَعَ مَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ «2».
36- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع يَقُولُ‏ وَ سُئِلَ‏ «3» عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ وَ النَّمْلِ فِي الدُّورِ إِذَا آذَيْنَ قَالَ لَا بَأْسَ بِقَتْلِهِنَّ وَ إِحْرَاقِهِنَّ إِذَا آذَيْنَ وَ لَكِنْ لَا تَقْتُلُوا مِنَ الْحَيَّاتِ عَوَامِرَ الْبُيُوتِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ شَابّاً مِنَ الْأَنْصَارِ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص يَوْمَ أُحُدٍ وَ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ فَغَابَ فَرَجَعَ فَإِذَا هُوَ بِامْرَأَتِهِ تَطْلُعُ مِنَ الْبَابِ فَلَمَّا رَآهَا أَشَارَ إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَقَالَتْ لَهُ لَا تَفْعَلْ وَ لَكِنِ ادْخُلْ فَانْظُرْ «4» مَا فِي بَيْتِكَ فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ بِحَيَّةٍ مُطَوَّقَةٍ عَلَى فِرَاشِهِ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا هَذَا الَّذِي أَخْرَجَنِي فَطَعَنَ الْحَيَّةَ فِي رَأْسِهَا ثُمَّ عَلَّقَهَا فَجَعَلَ‏ «5» يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَ هِيَ تَضْطَرِبُ فَبَيْنَمَا «6» هُوَ كَذَلِكَ إِذْ سَقَطَ فَانْدَقَّتْ عُنُقُهُ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَنَهَى يَوْمَئِذٍ عَنْ قَتْلِهَا وَ أَمَّا مَنْ قَالَ مَنْ تَرَكَهُنَّ مَخَافَةَ تَبِعَتِهِنَّ فَلَيْسَ مِنَّا لِمَا سِوَى ذَلِكَ‏ «7» فَأَمَّا عُمَّارُ الدَّارِ فَلَا تُهَاجُ لِنَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ ص عَنْ قَتْلِهِنَّ يَوْمَئِذٍ «8».
______________________________
(1) الضوء: لم نجد نسخته.
(2) الدّر المنثور ج 3 ص 330.
(3) في المصدر: و سمعت جعفرا و سئل عن قتل النمل و الحيات في الدور.
(4) في المصدر: و انظر الى ما في بيتك.
(5) في المصدر: و جعل.
(6) في المصدر: فبينا.
(7) في المصدر: لما سوى ذلك منهن فاما عمّار الدور.
(8) قرب الإسناد: 4.
ص: 272
37- النَّجَاشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْجُعْفِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحَكَمِ الرَّافِعِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ نَائِمٌ أَوْ يُوحَى إِلَيْهِ وَ إِذَا حَيَّةٌ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ إِلَى أَنْ قَالَ فَاسْتَيْقَظَ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرَ الْحَيَّةِ فَقَالَ اقْتُلْهَا فَقَتَلْتُهَا الْخَبَرَ «1».
38- تُحَفُ الْعُقُولِ، عَنِ النَّبِيِّ ص‏ فِي وَصِيَّتِهِ لِعَلِيٍّ ع قَالَ إِذَا رَأَيْتَ حَيَّةً فِي رَحْلِكَ فَلَا تَقْتُلْهَا حَتَّى تُحَرِّجَ عَلَيْهَا ثَلَاثاً فَإِنْ رَأَيْتَهَا الرَّابِعَةَ فَاقْتُلْهَا فَإِنَّهَا كَافِرَةٌ يَا عَلِيُّ إِذَا رَأَيْتَ حَيَّةً فِي طَرِيقٍ فَاقْتُلْهَا فَإِنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى الْجِنِّ أَنْ لَا يَظْهَرُوا فِي صُورَةِ الْحَيَّاتِ‏ «2».
توضيح حتى تحرج عليها أي تعزم و تقسم عليها بأن لا تضر و لا تظهر في النهاية الحرج الإثم و الضيق و منه الحديث اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم و المرأة أي أضيقه و أحرمه على من ظلمهما يقال حرج على ظلمك أي حرمه‏ «3».
39- الدُّرُّ الْمَنْثُورُ، عَنْ 17 جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ قَوْمٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا وَ مَعَنَا امْرَأَةٌ فَنَامَتْ وَ انْتَبَهَتْ وَ حَيَّةٌ مُتَطَوِّقَةٌ عَلَيْهَا جَمَعَتْ رَأْسَهَا مَعَ ذَنَبِهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهَا فَهَالَنَا ذَلِكَ وَ ارْتَحَلْنَا فَلَمْ تَزَلْ مُتَطَوِّقَةً عَلَيْهَا لَا تَضُرُّهَا شَيْئاً حَتَّى دَخَلْنَا أَنْصَابَ الْحَرَمِ فَانْسَابَتْ‏ «4» فَدَخَلْنَا مَكَّةَ فَقَضَيْنَا نُسُكَنَا وَ انْصَرَفْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْمَكَانِ الَّذِي تَطَوَّقَتْ عَلَيْهَا فِيهِ الْحَيَّةُ وَ هُوَ الْمَنْزِلُ الَّذِي نَزَلْنَا فِيهِ فَنَامَتْ فَاسْتَيْقَظَتْ وَ الْحَيَّةُ مُتَطَوِّقَةً عَلَيْهَا ثُمَّ صَفَرَتِ الْحَيَّةُ فَإِذَا بِالْوَادِي يَسِيلُ عَلَيْنَا حَيَّاتٌ فَنَهَشَتْهَا حَتَّى بَقِيَتْ عِظَاماً فَقُلْتُ لِلَّتِي كَانَتِ الْجَارِيَةُ لَهَا وَيْحَكِ أَخْبِرِينَا عَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةِ قَالَتْ بَغَتْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ‏
______________________________
(1) فهرست النجاشيّ: 3.
(2) تحف العقول: 12.
(3) النهاية 1: 246.
(4) انصاب الحرم اي اعلامها، و أنساب: مشى مسرعا.

ص: 273
كُلَّ مَرَّةٍ تَلِدُ وَلَداً فَإِذَا وَضَعَتْهُ سَجَّرَتِ التَّنُّورَ فَأَلْقَتْهُ فِيهِ‏ «1».
40- الْخَرَائِجُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ عَنِ الرِّضَا ع‏ أَنَّ عُصْفُوراً وَقَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ جَعَلَ يَصِيحُ وَ يَضْطَرِبُ فَقَالَ أَ تَدْرِي مَا يَقُولُ فَقُلْتُ لَا فَقَالَ قَالَ لِي إِنَّ حَيَّةً تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَ فِرَاخِي فِي الْبَيْتِ فَقُمْ وَ خُذْ تِلْكَ النِّسْعَةَ وَ ادْخُلِ الْبَيْتَ وَ اقْتُلِ الْحَيَّةَ فَقُمْتُ وَ أَخَذْتُ النِّسْعَةَ وَ دَخَلْتُ الْبَيْتَ وَ إِذَا حَيَّةٌ تَجُولُ فِي الْبَيْتِ فَقَتَلْتُهَا «2».
41- الْكَافِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: إِنَّ الْعَقْرَبَ لَذَعَتْ‏ «3» رَسُولَ اللَّهِ ص فَقَالَ لَعَنَكِ اللَّهُ فَمَا تُبَالِينَ مُؤْمِناً آذَيْتِ أَمْ كَافِراً ثُمَّ دَعَا بِالْمِلْحِ فَدَلَكَهُ فَهَدَأَتْ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْمِلْحِ مَا بَغَوْا «4» مَعَهُ دِرْيَاقاً «5».
بيان: هدأ كمنع سكن.
42- الْكَافِي، عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ وَ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعاً عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَذَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ ص عَقْرَبٌ فَنَفَضَهَا وَ قَالَ لَعَنَكِ اللَّهُ فَمَا يَسْلَمُ مِنْكِ مُؤْمِنٌ وَ لَا كَافِرٌ ثُمَّ دَعَا بِمِلْحٍ فَوَضَعَهُ عَلَى مَوْضِعِ اللَّذْعَةِ ثُمَّ عَصَرَهُ بِإِبْهَامِهِ حَتَّى ذَابَ ثُمَّ قَالَ لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْمِلْحِ مَا احْتَاجُوا مَعَهُ إِلَى تِرْيَاقٍ‏ «6».
43 حياة الحيوان، قال أصحابنا ما ليس مأكولا من الدواب و الطيور إن كان فيه مضرة متمحضة استحب قتله للمحرم و غيره كالفواسق الخمس و الذئب و
______________________________
(1) الدّر المنثور.
(2) النسخة المخطوطة خلى عن هذا الحديث، و هو الصحيح لانه تقدم تحت رقم 10.
(3) في المصدر: لسعت.
(4) أي ما طلبوا معه درياقا. و في بعض النسخ: ما احتاجوا معه درياقا.
(5) فروع الكافي 6: 337.
(6) فروع الكافي 6: 327.
ص: 274
الأسد و النمر و النسر و الحدأة و البرغوث و القمل و البق و أشباهها «1» فإن كان فيه منفعة و مضرة كالفهد و الكلب المعلم و العقاب و البازي و الصقر و نحوها فلا يستحب قتلها لما فيها من منفعة الاصطياد و لا يكره لما فيها من الضرر و هو الصيال على حمام الناس و العقر و إن لم يكن فيه نفع و لا ضرر كالخنافس و الديدان و الجعلان و السرطان و النعامة و الرخمة و العظاءة و الذباب و أشباهها فيكره قتلها و لا يحرم على ما قطع به الجمهور و حكى الإمام وجها شاذا أنه يحرم قتل الطيور دون الحشرات لأنه عبث بلا حاجة «2» و قال في الحية اسم يطلق على الذكر و الأنثى فإن أردت التمييز قلت هذا حية ذكر و هذه أنثى‏ «3» قاله المبرد في الكامل و إنما دخلته الهاء لأنه واحد من جنس كبطة و دجاجة على أنه قد روي عن بعض العرب أنه قال رأيت حيا على حية أي ذكر على أنثى و النسبة إلى حية حيوي و الحيوت ذكر الحيات أنشد الأصمعي‏
و تأكل الحية و الحيوتا        و تخنق العجوز أو تموتا
        
و ذكر ابن خالويه لها مائتي اسم و نقل السهيلي عن المسعودي أن الله تعالى لما أهبط الحية إلى الأرض أنزلها بسجستان فهي أكثر أرض الله حيات و لو لا العربد يأكلها و يفني كثيرا منها لخلت من أهلها لكثرة الحيات و قال كعب الأحبار أهبط الله الحية بأصبهان و إبليس بجدة و حواء بعرفة و آدم بجبل سرانديب و هو بأعلى الصين في بحر الهند عال يراه البحريون من مسافة أيام و فيه أثر قدم آدم ع مغموسة في الحجر و ترى على هذا الجبل كل ليلة كهيئة البرق من غير سحاب و لا بد له في كل يوم من مطر يغسل موضع قدم آدم ع و يقال إن الياقوت الأحمر يوجد على هذا الجبل فتحدره السيول و الأمطار من‏
______________________________
(1) في المصدر: و القمل و الزنبور و البق و القراد و اشباهها.
(2) حياة الحيوان 1: 233.
(3) في المصدر: و هذه حية انثى.
ص: 275
ذروته إلى الحضيض و يوجد فيه ألماس أيضا و به يوجد العود كذا قاله القزويني و الحية أنواع منها الرقشاء و هي التي فيها نقط سواد و بياض و يقال لها الرقطاء أيضا و هي من أخبث الأفاعي و تزعم الأعراب أن الأفاعي صم و كذلك النعام و من أنواعها الأزعر و هو غالب فيها و منها ما هو أزب ذو شعر و منها ذوات القرون و أرسطو ينكر ذلك قال الراجز
و ذات قرنين طحون الضرس‏        تنهش لو تمكنت من نهش‏
تدير عينا كشهاب القيش‏ «1»        
و منها الشجاع بالضم و الكسر و هو الحية العظيمة التي تواثب الفارس‏ «2» و الراجل و تقوم على ذنبها و ربما لقت‏ «3» رأس الفارس و تكون بالصحاري‏ «4» و منها العربد و هي حية عظيمة تأكل الحيات و منها الأصلة و هو عظيم جدا و له وجه كوجه الإنسان و يقال إنه يصير كذلك إذا مرت عليه ألوف من السنين و من خاصية هذا أن يقتل بالنظر و منها الصل و سمي المكللة لأنها مكللة الرأس و قيل الصل الأول و هذه المكللة شديدة الفساد تحرق كل ما مرت عليه و لا ينبت حول جحرها شي‏ء من الزرع أصلا و إذا جاذى مسكنها طائر سقط و لا يمر حيوان بقربها إلا هلك و تقبل بصفيرها على غلوة سهم و من وقع عليها بصره‏ «5» و لو من بعد مات و من نهشته مات في الحال و ضربها فارس برمحه فمات هو و فرسه و هي كثيرة ببلاد الترك و منها ذو الطفيتين و الأبتر
- فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: اقْتُلُوهُمَا فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ وَ يَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَالَى.
قال الزهري و نرى ذلك من سمها
______________________________
(1) في المصدر: «نهس» و فيه: كشهاب القبس. راجع حياة الحيوان 1: 199.
(2) في المصدر: تثب على الفارس.
(3) في المصدر: و ربما بلغت.
(4) حياة الحيوان 2: 34.
(5) في المصدر: و من وقع عليه بصرها.
ص: 276
و منها الناظر متى وقع نظره على إنسان مات الإنسان من ساعته و منها نوع آخر إذا سمع الإنسان صوته مات و قد جاء في حديث الخدري عن الشاب الأنصاري الذي طعن الحية برمحه فماتت و مات الشاب من ساعته و من أسماء الحية العين و العيم‏ «1» و الأين و الأرقم و الأصلة و الجان و الثعبان و الشجاع و الأزب و الأزعر و الأبتر و الناشر و الأفعى و الأفعوان الذكر من الأفاعي و الأرقم و الأرقش و الصل و الأرقط و ذو الطفيتين و العربد قال ابن الأثير و يقال للحيات أبو البختري و أبو الربيع و أبو عثمان و أبو العاصي و أبو دعور و أبو وثاب و أبو يقظان و أم طبق و أم عافية و أم عثمان و أم الفتح و أم محبوب و بنات طبق‏ «2» و الحية الصماء و هي شديدة الشر و الصمة الذكر من الحيات و به سمي والد دريد بن الصمة و زعم أهل الكلام في طبائع الحيوان أن الحية تعيش ألف سنة و هي في كل سنة تسلخ جلدها و تبيض ثلاثين بيضة على عدد أضلاعها فتجمع النمل‏ «3» فيفسد غالب بيضها و لا يصلح منه إلا القليل و إذا لذعتها العقرب ماتت. و من أنواعها الحريش و شرها الأفاعي و مساكنها الرمال و بيض الحيات مستطيل و هو أكدر اللون و أخضر و أسود و أرقط و أبيض و في بعضه نمش‏ «4» و لمع و السبب في اختلاف ذلك لا يعرف و داخله شي‏ء كالصديد و هو في جوفها متصل‏ «5» طولا على خط واحد و ليس للحيات سفاد يعرف و إنما هو التواء بعضها على بعض و لسانها مشقوق فيظن بعض الناس أن لها لسانين و توصف بالنهم و الشرة لأنها
______________________________
(1) زاد في المصدر: و الصم.
(2) قد اسقطت من المصدر عدة من الأسماء.
(3) في المصدر: فيجتمع عليه النمل.
(4) في المصدر: النمش: نقط بيض و سود او بقع تقع في الجلد تخالف لونه.
(5) في المصدر: منضذ.
ص: 277
تبتلع الفراخ من غير مضغ كما يفعل الأسد و من شأنها أنها إذا ابتلعت شيئا له عظم أتت شجرة أو نحوها فتلتوي عليه التواء شديدا حتى يتكسر ذلك في بطنها و من عادتها أنها إذا نهشت انقلبت فيتوهم بعض الناس أنها فعلت‏ «1» لتفرغ سمها و ليس كذلك و من شأنها إذا لم تجد طعاما عاشت بالنسيم و تقتات به الزمن الطويل و تبلغ الجهد من الجوع و لا تأكل إلا لحم الشي‏ء الحي و هي إذا كبرت صغر جرمها و أقنعت بالنسيم و لا تشتهي الطعام و من غرائب أمرها أنها لا تريد الماء و لا ترده إلا أنها لا تضبط نفسها عن الشراب إذا شمته لما في طبعها من الشوق إليه فهي إذا وجدته شربت منه حتى تسكر و ربما كان السكر سبب هلاكها و الذكر لا يقيم بموضع واحد و إنما تقيم الأنثى على بيضها حتى يخرج فراخها و تقوى على الكسب ثم هي سائرة «2» و عينها لا تدور في رأسها كأنها مسمار مضروب في رأسها و كذلك عين الجراد و إذا قلعت عادت و كذلك نابها إذا قلع عاد بعد ثلاثة أيام و كذلك ذنبها إذا قطع نبت و من عجيب أمرها أنها تهرب من الرجل العريان و تفرح بالنار و تطلبها و تتعجب من أمرها و تحب اللبن حبا شديدا و إذا ضربت بسوط مسه عرق الخيل ماتت و تذبح فتبقى أياما لا تموت و إذا عميت أو خرجت من الأرض‏ «3» و هي لا تبصر طلبت الرازيانج الأخضر فتحك به بصرها فتبصر فسبحان من‏ قَدَّرَ فَهَدى‏ قدر عليها العمى و هداها إلى ما يزيله عنها و ليس في الأرض‏ «4» مثل الحية إلا و جسم الحية أقوى منه و كذلك إذا أدخلت صدرها في جحر أو صدع لم يستطع أقوى الناس إخراجها منه و ربما تقطعت و لا تخرج و ليس لها قوائم و لا أظفار تنشب بها «5» و إنما قوى ظهرها هذه‏
______________________________
(1) في المصدر: انما فعلت ذلك.
(2) في المصدر: ثم هي سائرة فان وجدت جحرا انسابت فيه.
(3) في المصدر: من تحت الأرض لا تبصر.
(4) في المصدر: و ليس شي‏ء في الأرض.
(5) في المصدر: تتثبت بها.
ص: 278
القوة بسبب كثرة أضلاعها فإن له ثلاثين ضلعا و إذا مشت مشت على بطنها فتدافع أجزاؤها و تسعى بذلك الدفع الشديد و الحيات من أصل الطبع مائية و تعيش في البحر بعد أن كانت برية و في البر بعد أن كانت بحرية قال الجاحظ الحيات ثلاثة أنواع منها ما لا ينفع للسعته ترياق و لا غيره كالثعبان و الأفعى و الحية الهندية و نوع منها ينفع في لسعته الدرياق و ما كان سواهما مما يقتل فإنما يقتل بواسطة الفزع كما حكي أن شخصا نام تحت شجرة فتدلت عليه حية فعضت رأسه فانتبه مخمر الوجه فحك رأسه و تلفت فلم ير أحدا فلم يرتب‏ «1» بشي‏ء و وضع رأسه و نام فلما كان بعد ذلك بمدة قال له بعض من رآه هل علمت مم كان انتباهك تحت الشجرة قال لا و الله ما علمت قال إنما كان من حية تدلت عليك فعضت رأسك فلما قمت فزعا تقلصت ففزع فزعة فاتت فيها نفسه‏ «2» قال فهم يزعمون أن الفزع هو الذي هيج السم و فتح مسام البدن حتى مشى السم فيه انتهى و ذكر القرطبي في سورة غافر عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن كعب الأحبار أنه قال لما خلق الله تعالى العرش قال لم يخلق الله خلقا أعظم مني و اهتز تعاظما فطوقه بحية لها سبعون ألف جناح في كل جناح سبعون ألف لسان‏ «3» يخرج من أفواهها كل يوم من التسبيح عدد قطر المطر و عدد ورق الشجر و عدد الحصى و الثرى و عدد أيام الدنيا و عدد الملائكة أجمعين فالتوت الحية على العرش فالعرش إلى نصف الحية و هي ملتوية عليه فتواضع عند ذلك انتهى و ذكر أبو الفرج بن الجوزي عن بشر بن الفضل قال خرجنا حجاجا فمررنا
______________________________
(1) هكذا في الكتاب و في المصدر: «فلم يرتب» و هو الصحيح من ارتاب يرتاب بفلان: اتهمه و رأى منه ما يريبه.
(2) في المصدر: فاضت فيها نفسه.
(3) فيه تفصيل اختصره المصنّف لغرابته.
ص: 279
بماء من مياه العرب فوصف لنا فيه ثلاث جوار أخوات بارعات في الجمال و أنهن يتطببن و يعالجن فأحببنا أن نراهن فعمدنا إلى صاحب لنا فحكينا «1» ساقه بعود حتى أدميناه ثم حملناه و أتينا به إليهن و قلنا هذا سليم فهل من راق فخرجت إلينا الأخت الصغرى فإذا جارية كالشمس الطالعة فجاءت حتى وقفت عليه و نظرته فقالت ليس بسليم قلنا و كيف ذلك قالت إنه خدشه عود بال عليه حية ذكر و الدليل على ذلك أنه إذا طلعت الشمس مات قال فلما طلعت الشمس مات فعجبنا من ذلك و انصرفنا و قال أيضا إن عيسى ع مر بحواء «2» يطارد حية فقالت الحية يا روح الله قل له لئن لم يلتفت عني لأضربنه ضربة أقطعه قطعا فمر عيسى ثم عاد فإذا الحية في سلة الحاوي‏ «3» فقال لها عيسى أ لست القائلة كذا و كذا فكيف صرت معه فقالت يا روح الله إنه قد حلف لي و الآن غدرني‏ «4» فسم غدره أضر عليه من سمي و في عجائب المخلوقات للقزويني أن الريحان الفارسي لم يكن قبل كسرى أنوشيروان و إنما وجد في زمانه و سببه أنه كان ذات يوم جالسا للمظالم إذ أقبلت حية عظيمة تنساب تحت سريره فهموا بقتلها فقال كسرى كفوا عنها فإني أظنها مظلومة فمرت تنساب فأتبعها كسرى بعض أساورته فلم يزل سائرة حتى نزلت على فوهة «5» بئر فنزلت فيها ثم أقبلت تتطلع فنظر الرجل فإذا في قعر البئر حية مقتولة و على متنها عقرب أسود فأدلى رمحه إلى العقرب و نخسها به و أتى الملك فأخبره بحال الحية فلما كان في العام القابل أتت تلك الحية في اليوم الذي كان كسرى جالسا فيه للمظالم و جعلت تنساب حتى وقفت بين يديه فأخرجت من‏ «6» فيها بزرا أسود فأمر
______________________________
(1) في المصدر: فحككنا.
(2) الحواء: «جامع الحيات» و في المصدر: مربحا و.
(3) الحاوى: الذي يرقى الحية.
(4) في المصدر: غدربى.
(5) فوهة البئر و الوادى و الطريق: فمها.
(6) في المصدر: فنفضت من فيها.
ص: 280
الملك أن يزرع فنبت منه الريحان و كان الملك كثير الزكام و أوجاع الدماغ فاستعمل‏ «1» منه فنفعه جدا «2» و ذكر المسعودي عن الزبير بن ركاز «3» أن أخوين في الجاهلية خرجا مسافرين فنزلا في ظل شجرة بجنب صفاة فلما دنا الرواح خرجت لهما من تحت الصفاة حية تحمل دينارا فألقته إليهما فقالا إن هذا لمن كنز هنا فأقاما ثلاثة أيام و هي في كل يوم تخرج إليهما دينارا فقال أحدهما للآخر إلى متى ننتظر هذه الحية ألا نقتلها و نحفر هذا الكنز فنأخذه فنهاه أخوه و قال ما تدري لعلك تعطب و لا تدرك المال فأبى عليه ثم أخذ فأسا و رصد الحية حتى خرجت فضربها ضربة جرح رأسها و لم يقتلها و بادرت إليه الحية فقتلته و رجعت إلى جحرها فدفنه أخوه و أقام حتى إذا كان الغد خرجت الحية معصوبا رأسها و ليس معها شي‏ء فقال يا هذه و الله ما رضيت ما أصابك و لقد نهيت أخي عن ذلك فلم يقبل فإن رأيتي أن تجعلي الله‏ «4» بيننا على أن لا تضرني و لا أضرك و ترجعين إلى ما كنت عليه أولا فقالت الحية لا قال لأي شي‏ء قالت لأني أعلم أن نفسك لا تطيب لي أبدا و أنت ترى قبر أخيك و نفسي لا تطيب لك أبدا و أنا أذكر هذه الشجة «5»
وَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: مَنْ قَتَلَ حَيَّةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ رَجُلًا مُشْرِكاً بِاللَّهِ وَ مَنْ تَرَكَ حَيَّةً مَخَافَةَ عَاقِبَتِهَا فَلَيْسَ مِنَّا.
و قال ابن عباس إن الحيات مسخن كما مسخت القردة من بني إسرائيل و كذا رواه الطبراني عنه عن رسول الله ص و كذا ابن حبان‏
______________________________
(1) من القصص المختلقة لعدل كسرى و كم له من نظير.
(2) حياة الحيوان: 199- 201.
(3) هكذا في الكتاب و هو مصحف و الصحيح كما في المصدر الزبير بن بكار.
(4) في المصدر: فهل لك أن نجعل اللّه.
(5) هذه من غرائب ابن بكار و كم له من نظير.