بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار (علیهم السلام)

محمد باقر المجلسی؛ مصححین: یحیی عابدی الزنجانی، عبدالرحیم الریانی الشیرازی، السید ابراهیم المیانجی، محمد باقر البهبودی، عبدالزهراء العلوی، سید کاظم الموسوی المیاموی، محمد تقی المصباح الیزدی، علی اکبر الغفاری، محمد مهدی السید حسن الموسوی الخرسان

جلد 102 -صفحه : 16/ 8
نمايش فراداده

ص: 101
الثاني و الأربعون السيد الأيد الفاضل الموفق المسدد مير عبد المطلب‏ «1» الذي قرأ على شيخه أصول الكافي إلى آخره و مدحه في آخره بما ذكرنا في سادس شهر شوال سنة 1074.
الثالث و الأربعون المولى الأولى الفاضل الصالح التقي الزكي مولانا إبراهيم الجيلاني‏ «2» كذا وصفه شيخه و أجازه بخطه في آخر مجموعة رسائل منه و من والده العلامة كرسالة الاعتقادات و الوجيزة و رسالة اختيارات الأيام و الساعات و رسالة الأوزان و رسالة النكاح و رسالة الشكوك و رسالة الرضا.
الرابع و الأربعون المولى الفاضل الكامل الصالح المتوقد الذكي الألمعي مولانا جمشيد «3» بن محمد زمان الكسكري كذا وصفه شيخه بخطه في آخر كتاب الفقيه الذي قرأه عليه ره و بخطه ره أيضا في آخر كتاب الأطعمة من التهذيب أنهاه المولى الفاضل الصالح الزكي مولانا جمشيد الكسكري وفقه الله تعالى سماعا و تصحيحا و تدقيقا في مجالس آخرها بعض أيام شهر محرم الحرام من سنة 1098 فأجزت له روايته عني بأسانيدي المتصلة إلى المؤلف العلامة قدس الله روحه و كتب الحقير محمد باقر بن محمد تقي عفي عنهما.
الخامس و الأربعون السيد الأيد الحسيب النسيب اللبيب الأديب الفاضل الكامل المتوقد الزكي البارع الألمعي الآمير علي خان‏ «4» الجرفادقاني كذا ذكره شيخه بخطه في آخر كتاب التهذيب الذي قرأه عليه في مجالس آخرها شهر جمادى الأولى سنة 1097.
السادس و الأربعون المولى الفاضل الصالح الفالح المتوقد الذكي الألمعي‏
______________________________
(1) يأتي في باب الاجازات و في تتميم امل الامل.
(2) يأتي في باب الاجازات و في تتميم امل الامل.
(3) يأتي في باب الاجازات و في تتميم امل الامل.
(4) يأتي في باب الاجازات و في تتميم امل الامل.
ص: 102
مولانا محمود «1» الطبسي كذا وصفه شيخه بخطه في آخر التهذيب الذي قرأه عليه و أجازه في رابع عشر شهر جمادى الأولى من سنة 1096 و هو صاحب مختصر نهج البلاغة لابن أبي الحديد.
قال المحدث الحر العاملي في أمل الآمل مولانا سلطان محمود بن غلام علي الطبسي كان فاضلا فقيها عارفا بالعربية جليلا معاصرا قاضيا بالمشهد له مختصر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد و رسالة في إثبات الرجعة و رسالة في العروض و غير ذلك.
السابع و الأربعون العالم الفاضل المولى محمد حسين بن‏ «2» يحيى النوري قال العالم الفاضل الآميرزا محمد علي الكشميري الساكن في بلدة لكهنو من بلاد الهند في كتاب نجوم السماء هو من تلامذة خاتم المحدثين مولانا محمد باقر المجلسي رحمه الله و من مؤلفاته رسالة في صلاة المسافر و ملخص الربع الآخر من المجلد الثامن عشر من البحار المشتمل على بقية أحكام الصلوات الست رأيت نسخته بخط مؤلفه المذكور يقرب من أربعة عشر ألف بيت أدرج فيه جملة من إفاداته و تحقيقاته الدالة على فضله و كماله خصوصا في شرح دعاء السمات الداخل في المجلد المزبور و ذكر جملة من إفاداته في حواشي الكتاب المذكور و قال في آخره.
تم ما أردنا استخراجه من أبواب المجلد الآخر لكتاب الصلاة من بحار الأنوار للمحقق العلامة مولانا و أستادنا محمد باقر علم الدين المجلسي أعلى الله تعالى مجلسه‏
______________________________
(1) هو العالم الفاضل الجليل و الفقيه العارف النبيل المعروف بسلطان محمود الطبسى تلميذ العلّامة المجلسيّ و معاصر شيخنا الحرّ العامليّ- ره- القاضي في مشهد الرضوى صاحب مختصر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد و رسالة في اثبات الرجعة و رسالة في العروض و غيرها و قد اجازه الشيخ الأجل الأكمل أحمد بن عبد السلام البحرانيّ في شيراز و مدحه جميلا امل الامل ص 87- الروضات 360- فوائد الرضوية ص 662.
(2) هو العالم الفاضل المحدث الفقيه تلميذ العلّامة المجلسيّ- ره- صاحب رسالة في صلاة المسافر و ملخص ربع آخر الثامن عشر من البحار فوائد الرضوية ص 531.
ص: 103
في أعلى عليين في ليلة السادس و العشرين من شهر رمضان المبارك سنة سبع و عشرين و مائة بعد الألف الهجرية على مهاجرها و آله آلاف الثناء و التحية على يد المتمسك بالمصطفين ابن يحيى النوري محمد حسين حامدا مصليا.
الثامن و الأربعون أبو أشرف الأصفهاني قال في‏ «1» أمل الآمل عالم فاضل يروي عن مولانا محمد باقر المجلسي ره.
التاسع و الأربعون السيد السند و الشريف الأمجد و العالم المؤيد جامع الكمالات و حائز قصبات السبق في مضمار السعادات نجل الأكرمين الآمير عين العارفين‏ «2» الحسيني القمي العاشوري كذا وصفه شيخه العلامة في آخر المجلد الأول من كتاب التهذيب في إجازة كتبها له بخطه الشريف على ظهره و في موضعين من هوامشه و كتب أنه قرأ عليه التهذيب قراءة تدقيق و ضبط في مجالس عديدة آخرها بعض أيام شهر جمادى الآخرة من شهور سنة اثني و تسعين بعد الألف.
هذا و قال السيد المحدث الجزائري في الأنوار النعمانية «3» قد كان حالي مع شيخي صاحب كتاب بحار الأنوار لما كنت أقرأ عليه في أصفهان أنه خصني من بين تلامذته مع أنهم كانوا يزيدون على الألف بالتأهل عليه و المعاشرة معه ليلا و نهارا و ذلك أنه لما كان يصنف ذلك الكتاب كنت أبات معه لأجل بعض مصالح التصنيف و كان كثير المزاح معي و الضحك و الظرائف حتى لا أمل من المطالعة و مع هذا كله كنت إذا أردت الدخول عليه أقف بالباب ساعة حتى أتأهب للدخول عليه و يرجع قلبي إلى استقراره من شدة ما كان يتداخلني من الهيبة له و التوقير و الاحترام حتى أدخل عليه و لقد كنت و حق جنابه الشريف و الأيام التي قضيناها في صحبته و نرجو
______________________________
(1) امل الامل ص 93.
(2) السيّد المسدد و العالم المؤيد جامع الكمالات و حائز السعادات تلميذ العلامة المجلسيّ- ره- افاض اللّه عليه فيضه القدسي و عليه قرأ كتاب التهذيب و اجازه بخطه الشريف في ظهر كتاب التهذيب.
تتميم امل الامل ص فوائد الرضوية ص 342- و يأتي في باب الاجازات.
(3) انوار النعمانية ج 4 ص ط تبريز، الروضات ص 122.
ص: 104
من الله أن يعود أستسهل لقاء الأسود على الدخول عليه هيبة له و إجلالا.
قال و كان شيخنا صاحب كتاب بحار الأنوار أدام الله أيام سعادته يعير تلامذته كتب الحديث فإذا رجعوها يخرج من تحت الأوراق من فتات الخبز ما يزيد على شبع الرجل ثم إنه سلمه الله تعالى صار إذا أراد أن يعير كتابا لواحد من الطلبة يقول له إن كان ما عندك طبق تأكل فيه الخبز و إلا أعرتك طبقا مدة كون الكتاب عندك.
قلت و من لطائف مزاحاته أن بعض معاصريه ألف رسالة في حرمة شرب التنباك و بعث إليه نسخة منها في خرقة لحفظها فأخذها و طالعها ثم ردها إليه و حفظ الخرقة و كتب إليه ما معناه أني ما أفدت من هذه الرسالة شيئا إلا هذه الخرقة فإني أخذتها لأجعل فيها التنباك و كان يعجبه شربه و كذا والده و في رياض العلماء أنه كان يشربه في الصوم المستحب.
و سأله رجل أن يستخير له بالمصحف لمقصد أضمره فاستخار له و قال إنه خير فذهب الرجل ثم بعد أيام رجع و قال إن جنابك ذكرت أنه خير و قد ظهر شره قال و كيف ذلك قال كان الغرض شراء جارية و قد اشتريتها و تبين أنها تبول في الفراش قال ره لو ذكرت لي مقصدك لنهيتك عنه فإن في آية الاستخارة إشارة إليه و هي قوله تعالى‏ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً
ص: 105
الفصل الرابع في ذكر نبذة من أحوال آبائه و أمهاته و أجداده و ذراريهم‏
و فيه أصلان‏
الأول في ذكر آبائه و أمهاته‏
أما الوالد فهو العالم الجليل المولى محمد تقي‏ «1» و والده الفاضل المولى مقصود علي‏ «2» المتخلص بالمجلسي و أمه من أقارب العالم الشيخ عبد الله‏ «3» بن المولى الجليل الشيخ جابر العاملي كما صرح به سبطه الأجل الآمير محمد حسين في هامش مناقب الفضلاء في رياض العلماء أنه أي العلامة المجلسي قال في بعض إجازاته لواحد من سادات تلامذته و منها ما أجازني الشيخ الجليل الصالح الرضي عبد الله بن الشيخ جابر العاملي ابن عمة والدة والدي انتهى و هي مذكورة في آخر إجازات البحار و أم والدة المولى محمد تقي الصالحة بنت العالم المولى كمال الدين درويش محمد بن الشيخ حسن العاملي ثم النطنزي.
أما المولى مقصود علي ففي مرآة الأحوال أنه كان بصيرا ورعا مروجا لمذهب الاثني عشرية جامعا للكمال و الحسن في المقال و كان له أبيات رائقة بديعة و لحسن محاضرته و جودة مجالسته سمي بالمجلسي و تخلص به فصار هذا لقبا في هذه الطائفة الجليلة و السلسلة العلية و كانت زوجته أم المولى محمد تقي عارفة مقدسة صالحة.
______________________________
(1) و قد مضى ترجمته في مشايخه في ص 76- راجع هناك و مرآة الأحوال حدائق المقربين ص الروضات: 129 فوائد الرضوية ص 439.
(2) الروضات ص 129-.
(3) تتميم امل الامل ص اللؤلؤة ص مرآة الأحوال ص.
ص: 106
و نقل الفاضل المقدس الكامل الآميرزا حيدر علي بن الآميرزا عزيز الله الآتي ذكره عن العالم الجليل الآمير عبد الباقي إمام الجمعة بأصبهان أنه عرض للمولى مقصود علي سفر فجاء بولديه المولى محمد تقي و المولى محمد صادق‏ «1» إلى العلامة الورع المقدس المولى عبد الله الشوشتري لتحصيل العلوم الدينية و سأله أن يواظب في تعليمهما ثم سافر فصادف في هذه الأيام عيد فأعطى المولى عبد الله ثلاثة توأمين المولى محمد تقي و قال أنفقوه في ضروريات معاشكم فقال المولى محمد تقي أنا لا أقدر على صرفه و إنفاقه بدون رضا الوالدة و إجازتها فلما استجاز منها قالت له إن لوالدكما دكانا غلته أربعة عشر غاربيكي و هي تساوي مخارجكم على حسب ما عينته و قسمته و صار ذلك عادة لكم في مدة من الزمان فلو أخذت هذا المبلغ تصير حالكم في سعة و المبلغ ينفد عن آخره يقينا و أنتم تنسون العادة الأولية فلا بد لي أن أشكو حالكم في أغلب الأوقات إلى جناب المولى و غيره و هذا لا يصلح بنا فلما سمع المولى المزبور هذه المعذرة دعي في حقهم.
و أما المولى كمال الدين درويش محمد «2» ففي رياض العلماء المولى كمال الدين درويش محمد بن الشيخ الحسن العاملي ثم النطنزي ثم الأصفهاني من أكابر ثقات العلماء و يروي عن الشيخ علي الكركي و يروي عنه جماعة من الفضلاء منهم المولى محمد تقي المجلسي والد الأستاد الاستناد قدس سره و منهم الشيخ عبد الله بن جابر العاملي و منهم القاضي أبو الشرف الأصفهاني كما يظهر من آخر وسائل الشيعة
______________________________
(1) هو والد المولى محمّد رضا الذي تقدم ذكره في الفصل السابق.
(2) هو المولى كمال الدين درويش محمّد فاضل صالح زاهد متقى من أكابر الثقات و تلامذة الشهيد الثاني يروى عن المحقق الكركى و هو أول من نشر أحاديث الإماميّة في دولة الصفوية بأصبهان- قال الامير محمّد حسين سبط العلّامة المجلسيّ كان مولى كمال الدين من أهل الزهد و العبادة و هو مدفون في بلدة نطنز و على قبره قبة معروفه.
فوائد الرضوية 177 الروضات ص 402.
ص: 107
للشيخ المعاصر.
و قد كان جد والده أي الأستاد من قبل أمه قال في بحث إسناد دعاء الصباح و المساء لعلي ع في المجلد الثاني من كتاب بحار الأنوار هكذا هذا الدعاء من الأدعية المشهورة و لم أجده في الكتب المعتبرة إلا مصباح السيد بن باقي ره و وجدت منه نسخة قرأ المولى الفاضل مولانا درويش محمد الأصفهاني جد والدي من قبل أمه رحمة الله عليهما على العلامة مروج الذهب نور الدين علي بن عبد العالي الكركي قدس الله روحه فأجازه و هذه صورتها.
الحمد لله قرأ على هذا الدعاء و الذي قبله عمدة الفضلاء الأخيار الصلحاء الأبرار مولانا كمال الدين درويش محمد الأصبهاني بلغه الله ذروة الأماني قراءة تصحيح كتبه الفقير علي بن عبد العالي في سنة تسع و ثلاثين و تسعمائة حامدا مصليا انتهى ما في البحار.
و قال في بعض إجازاته لواحد من سادات تلامذته و منها ما أجازني الشيخ الجليل الصالح الرضي عبد الله بن الشيخ جابر العاملي ابن عمة والدة والدي عن جد والدي من قبل أمه العالم الثقة الفقيه المحدث كمال الدين مولانا درويش محمد بن الشيخ حسن النطنزي طيب الله أرماسهم عن الشيخ علي الكركي.
و قال الشيخ المحدث الحر العاملي في أمل الآمل الشيخ درويش محمد بن الحسن العاملي ره كان فاضلا صالحا زاهدا من المشايخ و الأجلاء يروي عن الشيخ علي الكركي.
و في مناقب الفضلاء للعالم الجليل مير محمد حسين سبط العلامة المجلسي كانت أم المولى محمد تقي بنتا للمولى كمال الدين و هذا المولى كمال الدين من أهل العبادة و الزهادة و هو مدفون في نطنز و له قبة معروفة.
و قال العالم النبيل الرباني الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة و في إجازته لبحر العلوم ره أن المولى درويش محمد بن الشيخ حسن النطنزي أول من نشر
ص: 108
الحديث في الدولة الصفوية بأصفهان.
و في مرآة الأحوال المولى درويش محمد الأصفهاني كان فاضلا عالما مقدسا كاملا من تلامذة أفضل المتأخرين و ترجمان المتقدمين العالم الصمداني الشيخ زين الدين المدعو بالشهيد الثاني و كونه تلميذ الشهيد الثاني لا ينافي روايته عن المحقق الكركي فإن بين وفاتيهما تسعا و عشرين سنة.
و أما الشيخ حسن ففي مرآة الأحوال أنه كان مجتهدا كاملا أوحديا فاضلا عارفا مروجا لمذهب الاثني عشرية و العجب أن المحدث الحر أهمل ترجمته في أمل الآمل.
و أما الشيخ عبد الله بن جابر «1» العاملي ففي أمل الآمل كان عالما عابدا فقيها يروي عن تلامذة الشيخ علي بن العالي الكركي.
قلت و يروي عن أبيه الشيخ جابر أيضا كما في جملة من الإجازات فهو معدود من العلماء يروي عن المحقق الكركي و أهمل ذكره أيضا في أمل الآمل و يروي عنه العلامة المجلسي كما تقدم.
و اعلم أن للشيخ درويش محمد ابنا فاضلا و هو المولى محمد قاسم‏ «2» يروي عنه ابن أخته المولى محمد تقي و يروي هو عن أبيه و عن الشيخ جابر العاملي صرح بذلك العلامة المجلسي في إجازته لبعض تلاميذه في المشهد الرضوي و لم نقف على حاله.
ثم إن الفاضل النحرير الآميرزا عبد الله قال في رياض العلماء في ترجمة الحافظ أبي نعيم‏ «3» ثم اعلم الحافظ أبا نعيم هذا كان الجد الأعلى للمولى محمد تقي‏
______________________________
(1) رياض العلماء: تتميم امل الامل ص مرآة الأحوال ص مناقب الفضلاء ص.
(2) أقول و يأتي في باب الاجازات.
(3) رياض العلماء ج 3 ص 142- مرآة الأحوال ص الروضات: 75- معالم العلماء ص 21.
ص: 109
المجلسي و لولده الأستاد الاستناد قدس الله تعالى روحهما كما سبق في ترجمتهما في القسم الأول و المعروف أن الحافظ أبا نعيم كان من محدثي علماء العامة و لكن سماعي من الأستاد الاستناد المشار إليه هو أن الظاهر أنه كان من علماء الخاصة و لكن كان يتقي كما هو الغالب في أحوال ذلك الزمان.
و قال بعض علمائنا على ما رأيته بخطه إن الظاهر كون أبي نعيم الأصفهاني هذا من العامة و تأمل فيه صاحب الرياض و احتمل اشتباهه بحال الحافظ أبي نعيم فضل بن دكين الإمامي الاثني عشري ثم أيد تشيعه بأنه أورد بعض تلامذة الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي المشايخ أبا نعيم صاحب حلية الأولياء هذا في جملة مشايخ أصحابنا.
قلت لم نعثر على المجلد المشتمل على ترجمة المجلسيين من الرياض و أبو نعيم هذا كما فيه هو الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصفهاني العالم الجليل المشهور المعروف بالحافظ و تارة بالحافظ أبي نعيم الأصفهاني الفقيه المحدث المشهور الفاضل العلم الموصوف صاحب كتاب حلية الأولياء و غيره قبره بأصفهان معروف الآن أيضا بمحلة شيخ مسعود و يعرف تلك المقبرة أيضا بالحافظ و نعيم بضم النون كما في الخلاصة أخذ عن الطبراني و هو أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطر اللخمي صاحب معاجم البلدان الثلاثة.
و قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني عامي إلا أن له منقبة المطهرين و مرتبة الطيبين و ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين ع و له كتاب تاريخ الأصفهان و قد ذكر فيه أن جده مهران أسلم و هو إشارة إلى أنه أول من أسلم من أجداده و قال إنه مولى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ولد في رجب سنة ست و ثلاثين و ثلاثمائة و توفي والده في رجب سنة خمس و ستين و ثلاثمائة و قيل سنة أربع و ثلاثين و ثلاثمائة و توفي هو في صفر و قيل يوم الاثنين الحادي و العشرين من المحرم سنة ثلاثين و أربعمائة و باقي أحواله و تصانيفه يطلب من الكتاب المذكور و غيره.
ص: 110
و أما المولى محمد تقي‏ «1» فجلالة قدره أعلى من أن يحيط بها مثلي قال العالم الخبير المولى حاج محمد الأردبيلي تلميذ ولده العلامة في كتاب جامع الرواة محمد تقي بن المقصود علي الملقب بالمجلسي وحيد عصره فريد دهره أمره في الجلالة و الثقة و الأمانة و علو القدر و عظم الشأن و سمو الرتبة و التبحر في العلوم أشهر من أن يذكر و فوق ما يحوم حوله العبارة أورع أهل زمانه و أزهدهم و أتقاهم و أعبدهم بلغ فيضه دينا و دنيا بأكثر أهل زمانه من العوام و الخواص و نشر أخبار الأئمة بأصفهان جزاه الله تعالى جزاء المحسنين.
له تأليفات منها شرح عربي على من لا يحضره الفقيه و شرح فارسي عليه أيضا و كتاب حديقة المتقين و شرح على بعض كتاب تهذيب الأحكام و رسالة في أفعال الحج و رسالة الرضاع أخبرنا بها ابنه الإمام الأجل محمد باقر عنه توفي قدس الله روحه الشريف سنة سبعين بعد الألف و له نحو من نحو سبع و ستين سنة رضي الله تعالى عنه و أرضاه.
و في مرآة الأحوال أنه استفاد العلم من شيخ الإسلام و المسلمين الشيخ بهاء الدين العاملي و العلامة الزاهد المقدس الورع المولى عبد الله الشوشتري و غيرهما و كان متوطنا بأصبهان و أساس فضله و كماله أعلى من أن يحكيه لسان القلم و بعد فراغه من التحصيل أتى إلى النجف الأشرف و اشتغل بالرياضات و تهذيب الأخلاق و تصفية الباطن حتى صار متهما بالتصوف تعالى شأنه عن ذلك علوا كبيرا و يستفاد من شرحه للجامعة الكبيرة أنه فاز بسعادة لقاء صاحب الأمر ع في اليقظة و المنام و ذكر من مؤلفاته كتاب الأربعين و قال توفي رحمه الله بأصبهان و قيل في تاريخ وفاته قدس الله روحه الشريف و قبره بها و له قبة عالية هي مطاف للشيعة.
قلت قال المولى المذكور في شرح مشيخة الفقيه في ترجمة شيخه عبد الله بن الحسين الشوشتري رضي الله عنه كان شيخنا و شيخ الطائفة الإمامية في عصره العلامة
______________________________
(1) قد مضى ترجمته في باب مشايخه- ره- و قد ذكره العلامة الرجالى المولى محمّد الأردبيليّ في الجامع ج 2 ص 82 و أثنى عليه.
ص: 111
المحقق المدقق الزاهد العابد الورع و أكثر فوائد هذا الكتاب من إفاداته إلى أن قال و كان لي بمنزلة الأب الشفيق بل بالنسبة إلى كافة المؤمنين و توفي رحمه الله في العشر الأول من المحرم و كان يوم وفاته بمنزلة العاشوراء و صلى عليه قريب من مائة ألف و لم نر هذا الإجماع على غيره من الفضلاء و دفن في جوار إسماعيل بن زيد بن الحسن ثم نقل إلى مشهد أبي عبد الله الحسين ع بعد سنة و لم يتغير حين أخرج و كان صاحب الكرامات الكثيرة مما رأيت و سمعت.
و كان قرأ على شيخ الطائفة أزهد الناس في عهده مولانا أحمد الأردبيلي و على الشيخ أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي رحمهم الله و على أبيه نعمة الله و كان له عنهما إجازة الأخبار «1» و أجاز لي كما ذكرته في أوائل الكتاب و يمكن أن يقال إن انتشار الفقه و الحديث كان منه و إن كان غيره موجودا و لكن كان لهم الأشغال الكثيرة و كان مدة درسهم قليلا بخلافه رحمه الله فإنه كان مدة إقامته في أصبهان قريبا من أربع عشرة سنة بعد الهرب من كربلاء المعلى إليه و عند ما جاء بأصبهان لم يكن فيه من الطلبة الداخلة و الخارجة خمسون و كان عند وفاته أزيد من الألف من الفضلاء و غيرهم من الطالبين.
و قال في ترجمة شيخه الآخر بهاء الدين و أستادنا و من استفدنا منه بل كان كالوالد المعظم كان شيخ الطائفة في زمانه جليل القدر عظيم الشأن كثير الحفظ ما رأيت بكثرة علومه و وفور فضله و علو مرتبته أحدا له كتب نفيسة منها حبل المتين و مشرق الشمسين بل هذا الشرح أيضا من فوائده فإني رأيته في النوم و قال لي لم لا تشتغل بشرح أحاديث أهل البيت ع فقلت له هذا شأنكم و أنتم أهله فقال مضى زماننا و اشتغل و اترك المباحثات سنة حتى يتم.
و كان بعد ذلك الرؤيا في بالي أن أشتغل بذلك و لما كان هذا أمرا عظيما ما كنت أجترئ عليه حتى حصل لي مرض عظيم و وصيت فيه و اشتغلت بالدعاء و التضرع‏
______________________________
(1) الاجازتان موجودتان عندي بخطهما منه ره.
ص: 112
إلى الله تعالى أن يغفر لي و يذهب بروحي فأصابني حينئذ سنة فرأيت سيدي شباب أهل الجنة أجمعين قدامي جالسين عندي و سيد الساجدين ع فوق رأسي جالسا و أظهرا أنا جئنا لشفائك و قال سيد الساجدين ع لا تطلب الموت فإن وجودك أنفع فانتبهت من السنة و ذهب الوجع بالكلية و حصل العرق.
ثم حصلت لي سنة أخرى فرأيت سيد الأنبياء و المرسلين و أشرف الخلائق أجمعين ص قائما في بيتي فأردت أن أقبل رجله فلم يدعني فشرعت في مدائحه بأنك الذي خلق الله الكونين لأجلك و جعلك متخلقا بأخلاقه الكمالية و جعلك أفضل من برأه الله و أنت العالم بعلوم الله القادر بقدرة الله و المتخلق بأخلاق الله و هو يتبسم و يقول كذلك أنا و كانت المدائح كثيرة اختصرتها ثم قلت يا رسول الله بأي شي‏ء أعمل و كان في عزمي أن أشتغل بالرياضات للوصول إلى الله تعالى أم بغيره مما يأمر به فقال ص اعمل بما كنت تعمل و كنت في هذه المقالات إذ قال جاء علي و فاطمة ع إلى عيادتك فأخذني البكاء و النحيب و قلت أنا كلبهم أي مقدار لي حتى تجي‏ء و يجيئان إلى عيادتي فانشق جدار البيت و ظهرا و للدهشة انتبهت فبكيت كثيرا.
و حصلت لي سنة أخرى فسمعت أن قائلا يقول إن سيد المرسلين ص أرسل إليك ثمرة من الجنة و كبابا منها فدفع إلي أولا سفافيد الكباب و كانت حولي جماعة كثيرة فآكل من الكباب لقمة و تحصل مكانها أخرى و أدفع إلى كل من في حولي من هذا الكباب و أقول لهم إني كنت أقول لكم إن سفافيد كباب الجنة من الذهب و رأيتموها و قلت لكم إن طعام الجنة كلما جني منها شي‏ء يوجد مكانها أخرى و كلما أدفع إليهم الكباب و آكله لا يفنى الكباب.
ثم شرعت في الثمرة و كانت بقدر بطيخ حلبي عظيم و آخذ منها ورقة ورقة و آكلها و في كل ورقة طعوم لا تتناهى و أقول لهم كنت أقول لكم إن ثمرة الجنة كذلك و كلما أدفع إليهم يحصل منها ورقة أخرى فانتبهت من ذلك الرؤيا و أولتها
ص: 113
بالعلم و ألهمت بأن أشتغل بشرح الأحاديث فاشتغلت بذلك.
و لما كانت الطلبة مشغولين بالدرس كنت أدغدغ في ترك الدروس بالكلية و لكن حصل في التعطيلات التوفيق من المنعم الوهاب و حسبتها كانت سنة على ما قاله شيخنا البهائي رحمه الله.
و قال في آخر هذا الكتاب اعلم أني صرفت عمري في نقد أخبار سيد المرسلين و الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين بعد ما قرأت الكتب المتداولة في الأصول و الكلام و الفقه و طالعت كل ما صنفه أصحابنا و غيرهم إلا ما شذ و تفكرت في هذه المدة المديدة التي تزيد على الخمسين سنة ثم ذكرت لبها و خلاصتها إلى آخر ما قال و لا بأس بذكر ما ذكره في شرح الجامعة توضيحا لما استفاده في المنام من لقائه الحجة ع قال ما لفظه.
زيارة جامعة لجميع الأئمة عند مشهد كل واحد و يزور الجميع قاصدا بها الإمام الحاضر و النائي و البعيد يلاحظ الجميع و لو قصد في كل مرة واحدا بالترتيب و الباقي بالتبع لكان أحسن كما كنت أفعل و رأيت في الرؤيا الحقة تقرير الإمام علي بن موسى الرضا ع و تحسينه عليه و لما وفقني الله لزيارة أمير المؤمنين ع و شرعت في حوالي الروضة المقدسة في المجاهدات و فتح الله علي ببركة مولانا صلوات الله عليه أبواب المكاشفات التي لا تحتملها العقول الضعيفة رأيت في ذلك العالم و إن شئت قلت بين النوم و اليقظة عند ما كنت في رواق عمران جالسا إني بسرمن‏رأى و رأيت مشهدها في نهاية الارتفاع و الزينة و رأيت على قبريهما لباسا أخضر من لباس الجنة لأني لم أر مثله في الدنيا و رأيت مولانا و مولى الأنام صاحب العصر و الزمان ع جالسا ظهره على القبر و وجهه إلى الباب.
فلما رأيته شرعت في الزيارة بالصوت المرتفع كالمداحين فلما أتممتها قال ع نعمت الزيارة قلت مولاي روحي فداك زيارة جدك و أشرت إلى نحو القبر فقال نعم ادخل فلما دخلت وقفت قريبا من الباب فقال تقدم قلت مولاي أخاف أن أصير كافرا بترك الأدب فقال ع لا بأس إذا كان بإذننا فتقدمت‏
ص: 114
قليلا و كنت خائفا مرتعشا فقال تقدم تقدم حتى صرت قريبا منه قال ع اجلس قلت مولاي أخاف قال لا تخف فلما جلست جلسة العبد بين يدي المولى الجليل قال استرح و اجلس متربعا فإنك تعبت جئت ماشيا حافيا.
و الحاصل أنه وقع منه بالنسبة إلى عبده ألطاف عظيمة و مكالمات لطيفة لا يمكن عدها و نسيت أكثرها ثم انتبهت من ذلك الرؤيا و حصل في ذلك اليوم أسباب الزيارة بعد كون الطريق مسدودة في مدة طويلة و بعد ما حصل الموانع العظيمة ارتفعت بفضل الله و تيسر الزيارة بالمشي و الحفا كما قاله الصاحب ع.
و كنت ليلة في الروضة المقدسة و زرت مكررا بهذه الزيارة و ظهر في الطريق و في الروضة كرامات عجيبة بل معجزات غريبة يطول ذكرها.
و قريب من هذه الحكاية ما ذكره رحمه الله في الشرح المذكور في جملة كلام له في اعتبار الصحيفة الكاملة ما لفظه و مما انكشف لهذا العبد الضعيف و هو سندي و تواتر عني أني كنت في أوائل البلوغ طالبا لمرضاة الله ساعيا في طلب رضاه و لم يكن لي قرار إلا بذكر الله تعالى إلى أن رأيت بين النوم و اليقظة أن صاحب الزمان صلوات الله عليه كان واقفا في الجامع القديم في أصبهان و قريبا من باب الطيني الذي الآن مدرسي فسلمت عليه و أردت أن أقبل رجله فلم يدعني و أخذني فقبلت يده و سألت عنه مسائل قد أشكلت علي.
منها أني كنت أوسوس في صلاتي و كنت أقول إنها ليست كما طلبت مني و أنا مشتغل بالقضاء و لا يمكنني صلاة الليل و سألت عنه شيخنا البهائي ره فقال صل صلاة الظهر و العصر و المغرب بقصد صلاة الليل و كنت أفعل هكذا فسألت عن الحجة ع أصلي صلاة الليل فقال صلها و لا تفعل كالمصنوع الذي كنت تفعل إلى غير ذلك من المسائل التي لم تبق في بالي.
ثم قلت يا مولاي لا يتيسر لي أن أصل إلى خدمتك كل وقت فأعطني كتابا أعمل عليه فقال أعطيت لأجلك كتابا إلى مولانا محمد التاج و كنت أعرفه في النوم فقال ع رح و خذ منه فخرجت من باب المسجد الذي كان مقابلا لوجهه‏
ص: 115
إلى جانب دار البطيخ محلة من أصبهان.
فلما وصلت إلى ذلك الشخص و رآني قال بعثك الصاحب ع إلي قلت نعم فأخرج من جيبه كتابا قديما فظهر لي أنه كتاب الدعاء و قبلته و وضعته على عيني و انصرفت عنه متوجها إلى الصاحب فانتبهت و لم يكن معي ذلك الكتاب فشرعت في التضرع و البكاء و الجوار لفوت ذلك الكتاب إلى أن طلع الفجر.
فلما فرغت من الصلاة و التعقيب و كان في بالي أن مولانا محمد هو الشيخ و تسميته بالتاج لاشتهاره بين العلماء فلما جئت إلى مدرسته و كان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلا بمقابلة الصحيفة و كان القاري السيد الصالح أمير ذو الفقار الجرفادقاني فجلست ساعة حتى فرغ منه و الظاهر أنه كان في سند الصحيفة لكن للغم الذي كان لي لم أعرف كلامه و لا كلامهم و كنت أبكي فذهبت إلى الشيخ و قلت له رؤياي و كنت أبكي لفوات الكتاب.
فقال الشيخ أبشر بالعلوم الإلهية و المعارف اليقينية و جميع ما كنت تطلب دائما و كان أكثر صحبتي مع الشيخ في التصوف و كان مائلا إليه فلم يسكن قلبي و خرجت باكيا متفكرا إلى أن ألقي في روعي أن أذهب إلى الجانب الذي ذهبت إليه في النوم.
فلما وصلت إلى دار البطيخ رأيت رجلا صالحا كان اسمه آقا حسن و يلقب بتاجا فلما وصلت إليه و سلمت عليه قال يا فلان الكتب الوقفية التي عندي كل من يأخذه من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف و أنت تعمل به تعال و انظر إلى هذه الكتب و كل ما تحتاج إليه خذه.
فذهبت معه إلى بيت كتبه فأعطاني أول ما أعطاني الكتاب الذي رأيته في النوم‏ «1» فشرعت في البكاء و النحيب و قلت يكفيني و ليس في بالي أني ذكرت له‏
______________________________
(1) و في آخر اجازات البحار هكذا: صورة رواية والدى العلامة للصحيفة الكاملة السجّادية مناولة عن القائم عليه السلام في الرؤيا بسم اللّه الرحمن الرحيم و به نستعين الحمد للّه ربّ العالمين و الصلاة على سيد الخلائق أجمعين محمّد و عترته الاقدسين و بعد فيقول افقر.
ص: 116
النوم أم لا.
و جئت عند الشيخ و شرعت في المقابلة مع نسخته التي كتبها جد أبيه من نسخة الشهيد و كتب الشهيد نسخته من نسخة عميد الرؤساء و ابن السكون و قابلها مع نسخة ابن إدريس بواسطة أو بدونها و كانت النسخة التي أعطانيها الصاحب ع أيضا مكتوبة من خط الشهيد و كانت موافقة غاية الموافقة حتى في النسخ التي كانت مكتوبة على هامشها و بعد أن فرغت من المقابلة شرع الناس في المقابلة عندي و ببركة إعطاء الحجة ع صارت الصحيفة الكاملة في جميع البلاد كالشمس طالعة في كل بيت و سيما في أصبهان فإن أكثر الناس لهم الصحيفة المتعددة و صار أكثرهم صلحاء و أهل الدعاء و كثير منهم مستجابو الدعوة و هذه الآثار معجزة للصاحب ع و الذي أعطاني الله من العلوم بسبب الصحيفة لا أحصيها و ذلك من فضل الله علينا و على الناس و الحمد لله رب العالمين انتهى.
و وصفه في مناقب الفضلاء بقوله الفقيه النبيه العلامة و الفاضل الكامل الفهامة شيخ الفقهاء و المحدثين و رئيس الأتقياء و المتورعين مقتدى الأنام في زمانه و مفتي مسائل الحلال و الحرام في أوانه زبدة العارفين و قدوة السالكين و جمال الزاهدين و نور مصباح المتهجدين و ضياء المسترشدين صاحب الكرامات الشريفة و المقامات المنيفة إلخ.
و في أول‏ «1» المقابيس و منها المجلسي للشيخ الأجل الأكمل الأفضل الأوحد الأعلم الأعبد الأزهد الأسعد جامع الفنون العقلية و النقلية حاوي الفضائل‏
______________________________
عباد اللّه الغنى محمّد تقى ابن المجلسيّ الأصفهانيّ عفى عنهما بالنبى و آله انى اروى الصحيفة الكاملة عن مولاى و مولى الأنام سيد الساجدين عليّ بن الحسين (ع) مناولة عن صاحب الزمان و خليفة الرحمن الحجة بن الحسن (ع) بين النوم و اليقظة ثمّ ذكر ملخص ما ذكره في شرح الفقيه منه ره.
(1) مقابس الأنوار ص 22.
ص: 117
العلمية و العملية صاحب النفس القدسية و السمات الملكوتية و الكرامات السنية و المقامات العلية ناشر الأخبار الدينية و الآثار اللدنية و الأحكام النبوية و الأعلام الإمامية العالم العلم الرباني المؤيد بالتأييد السبحاني المولى محمد تقي بن المجلسي الأصفهاني قدس الله روحه و نور ضريحه.
و اعلم أنه قد ظهر من مطاوي الحكايات السابقة وجه ما اشتهر من ميله إلى التصوف حتى أن معاصره مير محمد لوحي الملقب بالمطهر قد أكثر في أربعينه من الطعن عليه و على ولده الأجل و نسبتهما إليه و إلى غيره مما لا يليق بهما و كذا صحة ما صرح به ولده العلامة و غيره من براءة ساحته عن ذلك فإن المنفي عنه عقائدهم الباطلة و آراؤهم الكاسدة التي لا يتوهم ميله إليها و إنما كان له همة علية و عزيمة قويمة في تهذيب النفس و تخليتها عن الرذائل و الملكات الردية و هذا أمر مطلوب محبوب قد أكثر في الكتاب و السنة من الأمر به بل لا شي‏ء بعد المعارف ألزم و أهم منه إذ لا ينتفع بشي‏ء من العلوم الشرعية بدونه و يشارك الصوفية أهل الشرع في هذا الغرض الأهم و طلبه و في بعض طرق تحصيله و إنما يفترقان في سائر طرق الوصول إليه.
و مما يشتركان فيه المواظبة على عمل مخصوص أربعين يوما و قد ذكرنا في حواشي كتابنا المسمى بكلمة طيبة أربعين خبرا يستظهر منها أن في المواظبة على شي‏ء حسن أو قبيح أربعين يوما تأثيرا في الانتقال من حال إلى حال و صفة إلى صفة حسنة كانت أو قبيحة و قد صرح العلامة المجلسي ره في أجوبة المسائل الهندية أنه كان يواظب عليه في أغلب السنين و كذا والده المعظم نعم تهذيبه بالطرق الغير الشرعية و الأعمال المبتدعة و الأوراد المحترمة من خصائص هذه الفرقة المبتدعة و إليه يشير ما في الدروس في بحث المكاسب بقوله و يحرم الكهانة إلى قوله و تصفية النفس.
و المولى المزبور كان في أوائل سيره و سلوكه يميل إلى بعض طرقهم لكثرة شوقه إليه كما يظهر من رسالته السير و السلوك و بعض الأشعار التي رأيتها بخطه في بعض‏
ص: 118
المجاميع و لكن صار ببركة خدمة أخبار الأئمة الطاهرين ع و همته في نشرها و تصحيحها و مقابلتها حتى بلغ أمره في ذلك أن نقش على فص علامته البلوغ بالسماع أو القراءة و كان يختم به الموضع الذي ينتهي إليه العرض في يومه مجانبا لها معرضا عنها واصلا إلى مقام سني لا يصل إليه إلا الأوحدي من العلماء
الثاني في شرح إجمال حال ذراري والديه‏
قال في مرآة الأحوال إنه كان للمولى المعظم محمد تقي المجلسي ره ثلاثة أولاد ذكور الأكبر المولى عزيز الله و الأوسط المولى عبد الله و الأصغر مولانا العلامة محمد باقر و أربعة بنات إحداها الفاضلة الصالحة المقدسة آمنة بيگم زوجة العلامة الفهامة المولى محمد صالح المازندراني شارح الكافي و الثانية زوجة العلام المولى محمد علي الأسترآبادي و الثالثة زوجة العالم الوحيد الآميرزا محمد بن الحسن الشيرواني الشهير بملا ميرزا صاحب الحواشي المعروفة على المعالم و غيره و الرابعة زوجة الفاضل المتبحر الآميرزا كمال الدين محمد الفسوي شارح الشافية.
أما الفاضل اللبيب العارف الأديب جامع الفضائل المولى عزيز الله‏ «1» أكبر أولاد المولى المزبور ره فقد كان حاويا لكمالات كثيرة وحيدا في تهذيب الأخلاق قرأ على والده و على غيره من العلماء العظام و استفاد منهم العلوم الدينية و له حواشي على المدارك و التهذيب و كان قليل النظير في حسن العبارة و إنشاء وقائع الروم له مشهور و قد بلغ الغاية في القدس و الورع و الصلاح و حسن الخلق و كان مستجاب الدعوة و مع ذلك كان في التمول ثاني الآميرزا محمد تقي التاجر العباس‏آبادي المشهور رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً خلف ابنا و بنتين توفيتا بلا عقب.
______________________________
(1) هو الفاضل اللبيب العارف الاديب جامع الفضائل صاحب ورع و تقوى مهذب الأخلاق حسن العبارة و الانشاء صاحب الحواشى و التعليقات على المدارك و التهذيب و غيره فوائد الرضوية: 263-.
ص: 119
أما الابن فهو الفاضل النحرير الآميرزا محمد كاظم عليه الرحمة و كان في جميع المراتب ثاني والده خلف ابنين و بنتين.
أما الابن فأحدهما المغفور الآميرزا محمد تقي المعروف‏ «1» بألماسي فإن والده نصب في داخل شباك أمير المؤمنين ع عند الموضع المعروف بجاى دو انگشت حجرا من الجوهرة المعروفة بألماس كان قيمته في ذلك الوقت سبعة آلاف توامين و هو موجود إلى الآن في الموضع المذكور و لهذا لقب بألماسي و كان في مراتب العلم و العمل فريد عصره اشتغل بصلاة الجمعة و الجماعة بأصبهان في أواخر سلطنة نادر شاه و له رسائل عديدة توفي في شهر شعبان سنة ألف و مائة و تسعة و خمسين.
و في تتميم أمل الآمل ميرزا محمد تقي الأصبهاني الشمس‏آبادي المشهور بألماسي‏ «2» كان من الفضلاء المقدسين و العلماء المترهبين متعبدا زاهدا ناسكا بكاء لخوف الله دائم الحزن من عذاب الله متحرزا عن عقاب الله أقام الجمعة في أصبهان سنين و وصل إليهم فيضه حينا بعد حين و قبر في قبر مولانا محمد تقي المجلسي ما بين الخمسين و الستين.
و قال تلميذه الفاضل المتبحر الخبير الآمير محمد باقر الشريف الأصبهاني في كتاب نور العيون في المظهر الثاني من التنوير العاشر في ذكر من رأى الحجة ع في الغيبة الكبرى بعد ما ذكر أنه رأى رسالة بخط الفاضل فيمن رآه ع و اسمه بهجة الأولياء
______________________________
(1) الروضات: 118- فوائد الرضوية 439.
(2) و الظاهر أنّه لم يعرف نسبه كما لم يعرف وجه تسميته بألماسي فقال في الحاشية:
الالماس على وزن الافعال يطلق على ما يبرأ به القلم قال في النصاب: الالماس قلمتراش و ملماس قلم و على الحجر الابيض المشهور الثمين الغالي و لم يعرف تسميته به انتهى.
ثمّ ان القياس يقتضى أن يكون النسبة إليه ماسى فان صاحب القاموس ذكر الحجر المعروف في م و س لا في ل م س و قال: و لا تقل الماس بالتنوين فانه لحن، و لعله مبنى على قطع همزة لام التعريف فهو في عرف العامّة أيضا منقول عن المعرف فتنوينه لحن في لحن، و لكن صار بناء الكلام على أغلاط العامّة: و لا بأس به بعد الاشتهار منه.
ص: 120
و لم يتمه حتى توفي ما لفظه.
إن الآميرزا المزبور المبرور ابن ابن أخي العلامة مولانا محمد باقر المجلسي و سبطه من بنته و كان عالما فاضلا ورعا دينا و كان في الزهد و العبادة وحيد عصره و في الفقه و الحديث مرجع الطلاب و بالتماس جماعة من الفضلاء و الأعيان تولي صلاة الجمعة في المسجد الجديد العباسي بأصبهان مع احتياط تام و كان يخطب بخطب بليغة فصيحة و كان لا يفتر عن البكاء حين الخطبة بلحظة.
و قد قرأت عليه كثيرا من الأحاديث و الرجال و قدرا من الفقه و الفروع و غيره و كان يلطف بي و يشفق على أكثر من الوالد الشفيق و هو أول من أجازني في الفقه و الأحاديث و الأدعية و توفي في سنة 1195 و بعد فوته أصاب أصفهان حوادث كثيرة انتهى.
و في المرآة أنه خلف ثلاثة بنين أكبرهم الآميرزا عزيز الله والد العالم الجليل الآميرزا حيدر علي الذي يأتي ذكره و كان فاضلا حسن الخلق له رسالة في أصول الدين و كان ماهرا في ذكر التاريخ توفي سنة ألف و مائتا و ثلاثين و ستين و أوسطهم الآميرزا أبو القاسم و أصغرهم الآميرزا أبو طالب.
و الابن الثاني للآميرزا محمد كاظم بن المولى عزيز الله أخ الفاضل الألماسي الآميرزا محمد علي و كان موصوفا بالفضائل الصورية و المعنوية معروفا بالزهد و التقوى خلف ابنا و بنتا أما الابن فهو جناب الآميرزا محمد رضا المشهور بآغا محمد و كان له بنون و بنتان إحداهما زوجة المعظم الآغا محمد باقر بن الآمير محمد صالح الشهير بآقا تكمه دوز و ابن أخي العالم الآمير محمد حسين بن العلامة الآمير محمد صالح الخاتون‏آبادي الذي يأتي ذكره و لم يخلف من بناته أحدا.
و أما أولاد بنت الآميرزا كاظم ابن مولى عزيز الله و هي أخت الفاضل الألماسي من المرحوم آقا رضي ابن المولى محمد نصير بن المولى عبد الله بن المولى محمد تقي المجلسي ره فابنان و بنتان أكبر الولدين يسمى الآميرزا محمد شفيع تزوج بنت‏