شرح نهج البلاغه

محمد تقی شوشتری

نسخه متنی -صفحه : 1060/ 654
نمايش فراداده

نامه 018-به عبدالله بن عباس

الكتاب و من كتاب له (ع) الى عبدالله بن العباس و هو عامله على البصره: اقول: قال ابن ميثم روى ان ابن عباس كان قد اضر ببنى تميم حين ولى البصره للذى عرفهم به من العداوه يوم الجمل لانهم كانوا من شيعه طلحه و الزبير و عائشه، فحمل عليهم ابن عباس فاقصاهم و تنكر عليهم و عيرهم (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) بالجمل حتى كان يسميهم شيعه الجمل و انصار عسكر- اسم جمل عائشه كما فى (الدميرى) فاشتد ذلك على نفر من شيعه على (ع) من بنى تميم منهم جاريه بن قدامه- و فى المصدر حارثه- فكتب بذلك اليه (ع) يشكوه، فكتب (ع) اليه: اما بعد، فان خير الناس عند الله اعملهم بطاعته فى ما عليه و له، و اقولهم بالحق و ان كان مرا الا و انه بالحق قامت السماوات و الارض فيما بين العباد، فلتكن سريرتك كعلانيتك و ليكن حكمك واحدا و طريقك مستقيما، و اعلم ان البصره.

و فى (صفين نصر): كان على (ع) قد استخلف بعد الجمل ابن عباس على البصره، فكتب اليه يذكر اختلافهم، فكتب (ع) اليه: اما بعد فقد قدم على رسولك و ذكرت ما رايت و بلغك عن اهل البصره بعد انصرافى و ساخبرك عن القوم، هم من بين مقيم لرغبه يرجوها او عقوبه يخشاها، فارغب راغبهم بالعدل و الانصر اف و الاحسان اليه، و حل عقده الخوف عن قلوبهم، فانه ليس لامراء البصره فى قلوبهم عظم الا قليل منهم، وانته الى امرى و لاتعده و احسن الى هذا الحى من ربيعه، و كل من قبلك فاحسن اليهم ما استطعت ان شاءالله.

والسلام.

و كتب عبيدالله بن ابى رافع فى ذى القعده سنه.

و فيه ايضا: و كتب على (ع) الى ابن عباس: اما بعد، فان خير الناس عند الله عزوجل اقومهم لله بالطاعه فى ماله و عليه، و اقولهم بالحق و لو كان مرا، فان الحق به قامت السماوات و الارض، و لتكن سريرتك كعلانيتك، و ليكن حكمك واحدا و طريقتك مستقيمه، فان البصره مهبط الشيطان، فلاتفتحن على يد احد بابا لايطيق سده نحن و لا انت، والسلام.

(اعلم ان البصره مهبط ابليس و مغرس القتن) روى كامل بن قولويه عن (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) ابى عبدالله (ع) قال: لما مضى الحسين بكى عليه جميع ما خلق الله الا ثلاثه البصره و دمشق و آل عثمان.

(فحادث) اى: عامل.

(اهلها بالاحسان اليهم) فان الانسان اسير الاحسان.

(و احلل عقده الخوف من قلوبهم) لئلا يجرهم الى احداث فتنه.

(و قد بلغنى) المبلغ كان جاريه بن قدامه كما قال ابن ميثم لانه كان من تميم و ان كان شيعته (ع).

(تنمرك) اى: تنكرك كالنمر، و النمر لاتلقاه ابدا الا متنكرا غضبان، و قال الجوهرى فى قول الشاعر: قوم اذا لبسوا الحديد تنمروا حلقا و قدا اى: تشبهوا بالنمر لاختلاف الوان القد و الحديد.

(لبنى تميم و غلظتك عليهم) انما تنمر لهم و غلظ عليهم لانهم كانوا اعوان اهل الجمل، فكان يسميهم كما فى (ابن ميثم): شيعه الجمل و انصار عسكر - اسم جمل عائشه- و حزب الشيطان، كما انهم فى وقت غارات معاويه و بعث ابن الحضرمى الى البصره كانوا من اعوانه.

قال فى (المروج): راسل معاويه من بالعراق من تميم ليثبوا بعلى (ع)، فبلغه ذلك فقال فى بعض مقاماته فى كلام له طويل: ان خبا يرى الصلاح فسادا او يرى الغى فى الامور رشادا (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) لقريب من الهلاك كما اهلك سابور بالسواد ايادا (و ان بنى تميم لم يغب لهم نجم الا طلع لهم آخر) فى (تاريخ اليعقوبى): كانت الرئاسه فى تميم، و كان اول رئيس منهم سعد بن زيد مناه بن تميم ثم حنظله بن مالك بن زيد مناه بن تميم.

و فى (الصحاح): قال النبى (ص): تميم كاهل مضر و عليها المحمل.

و فى (القاموس): حكام العرب فى الجاهليه اكثم بن صيفى و حاجب بن زراره و الاقرع بن حابس و ربيعه بن مخاشن و ضمره بن ابى ضمره لتميم.

و فى (البيان): دخل الاحنف على معاويه فاشار له على الوساد فجلس على الارض فقال له: ما منعك؟ قال: ان فيما اوصى قيس بن عاصم المنقرى ولده ان قال: لاتغش السلطان حتى يملك، و لاتقطعه حتى ينساك، و لاتجلس له على فراش و لا وساد، و اجعل بينك مجلس رجل او رجلين، فانه عسى ان ياتى من هو اولى بذلك المجلس منى.

فقال: لقد اوتيت تميم الحكمه مع رقه الحواشى.

و فى (الصناعتين) لابى هلال: قال رجل من قريش لخالد بن صفوان التميمى: ما اسمك؟ قال: خالد بن صفوان بن الاهتم.

فقال: ان اسمك لكذب ما خلد احد، و ان اباك لصفوان و هو حجر، و ان جدك لاهتم- قلت و الاهتم من كسر ثناياه- و ان الصحيح خير من الاهتم.

فقال له خالد: من اى قريش انت؟ (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) قال: من بنى عبدالدار.

قال: فمثلك يشتم تميما فى عزها و حسبها و قد هشمتك هاشم و امتك اميه و جمحت بك جمح و خزمتك مخزوم و اقصتك قصى، فجعلتك عبد دارها و موضع شنارها، تفتح لهم الابواب اذا دخلوها و تغلقها اذا خرجوا.

هذا، و نظير قوله (ع) (لم يغب لهم نجم الا طلع لهم آخر) قول ابى الطحان القينى: و انى من القوم الذين هم هم اذا مات منهم سيد قام صاحبه نجوم سماء كلما غاب كوكب بدا كوكب تاوى اليه كواكبه اضاءت لهم احسابهم و وجوههم دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه و ما زال منهم حيث كانوا مسود تسير المنايا حيث سارت كتائبه و فى (العيون) قال شبيب بن شيبه: انى لاعرف امرا لايتلاقى به اثنان الا وجب النجح بينهما.

فقال له خالد بن صفوان: ما هو؟ قال: العقل، فان العاقل لايسال ما لايجوز و لايرد عما يمكن.

فقال له خالد: نعيت الى نفسى، انا اهل بيت لايموت منا احد حتى يرى خلفه.

(و انهم لم يسبقوا بوغم) اى: تره و حقد.

و فى (الاغانى): قدم عماره بن تميم و محمد بن الحجاج سجستان لحرب ابن الاشعث، فلما قدماها هرب و لم يبق من اصحابه بسجستان الا نحو سبعمائه رجل من بنى تميم كانوا مقيمين بها.

فقال لهما ابوحزابه التميمى الشاعر: ان الرجل قد هرب منكما و لم يبق من اصحابه احد.

و انما (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) بسجستان من كان بها من بنى تميم قبل قدومه.

فقالا: ما لهم عندنا امان لانهم كانوا مع ابن الاشعث و خلعوا الطاعه.

فقال: ما خلعوا الطاعه و لكنه ورد عليهم فى جمع عظيم لم يكن لهم بدفعه طاقه.

فلم يجيباه الى ما اراد.

فعاد الى قومه و حاصرهم اهل الشام فاستقلت بنوتميم، فكانوا يخرجون اليهم فى كل يوم فيواقعونهم و يبيتون هم بالليل و ينتهبون اطرافهم حتى ضجروا بذلك، فلما راى عماره فعلهم صالحهم و خرجوا اليه، فلما راى قلتهم قال: ما كنتم الا ما ارى.

قالوا: لا فان شئت ان نقيلك الصلح اقلناك وعدنا للحرب.

فقال: انا غنى عن ذلك.

فقال ابوحزابه: لله عينا من راى من فوارس اكر على المكروه منهم و اصبرا و اكرم لو لاقوا سوادا مقاربا و لكن لقوا طما من البحر اخضرا فما برحوا حتى اعضوا سيوفهم ذرى الهام منهم و الحديد المسمرا و حتى حسبناهم فوارس كهمس حيوا بعدما ماتوا من الدهر اعصرا و فى (البيان): ذكر مومل بن خاقان ان تميم بن مر قال فى خطبته: ان تميما لها الشرف العود، و العز الاقعس و العدد الهيضل، و هى فى الجاهليه القدام و الذروه و السنام، و قد قال الشاعر: فقلت له و انكر بعض شانى الم تعرف رقاب بنى تميم (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) و فيه ايضا: لما حضرت قيس بن عاصم الوفاه دعا بنيه فقال: يا بنى احفظوا عنى فلااحد انصح لكم منى، اذا مت فسودوا كباركم و لاتسودوا صغاركم فيسفه الناس كباركم، و لاتهونوا عليهم و عليكم باصلاح المال فانه منبهه للكريم و يستغنى به عن اللئيم، و اياكم و مساله الناس فانها اخزى كسب الرجل.

و فيه: سئل دغفل الن سابه عن تميم قال: حجر اخشن ان دنوت منه آذاك و ان تركته اعفاك.

و قال الراجز: ان تميما اعطيت تماما و اعطيت ماثرا عظاما و عددا و حسبا قمقاما و بازخا من عزها قداما فى الدهر اعيى الناس ان يراما اذا رايت منهم الا جساما و الدل و الشيمه و الكلاما و اذرعا و قصرا وهاما عرفت ان لم يخلقوا طغاما و لم يكن ابوهم مسقاما لم ترف ى من ياكل الطعاما اقل منهم سقطا وذاما و فى (موفقيات ابن بكار): كان عبدالرحمن بن حسان معنى غريضا ذا كبر و نخوه، فكتب من المدينه الى مسكين بن عامر بن شريح بن عمرو بن عمرو ابن عدس بن زيد بن عبدالله بن دارع يدعوه الى المفاخره و التهاجى فى كتاب- الى ان قال- فقال مسكين فى قصيده: فان يبل الشباب فكل شى ء سمعت به سوى الرحمن بال الا ان الشباب ثياب لبس و ما الاموال الا كالظلال و ما ادرى و ان جامعت قوما افيهم رغبتى ام فى الزيال (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) و عامله و ماتدرى افيه يكون نجاحها ام فى الحيال لعلك يابن فرخ اللوم تنمى تروم الراسيات من الجبال فانك لن تنال المجد حتى ترد الماضيات من الليالى ابى مضر الذى حدثت عنه و كل ربيعه الاثرين خالى و انى حين انسب من تميم لفى الشم الشماريخ الطوال و آبائى بنوعدس بن زيد و خالى البشر بشر بنى هلال كسانى عزتى عمرو بن عمرو ورد انى زراره بالفعال كفانا حاجب كسرى و قوما هم البيض الكرام ذوو السبال و سار عطارد حتى اتاهم فاعطوه المنى غير انتحال قال: (كفانا حاجب)، يعنى كفى العرب جميعا امر كسرى حيث منعهم ان يرعوا فى بلاد العجم الا بضمين، فرهنه قوسه فاطلقه.

و ذوالقرنين آخاه لقيط و كان صفيه دون الرجال و ذو القرنين عمرو بن هند.

هما حبيا بديباج كريم و ياقوت يفصل بالمحال و كان الحازم القعقاع منا لزاز الخصم و الامرالعضال شريح فارس النعمان جدى و نازلها اذا دعيت نزال و قاتل خاله بابيه منا سماعه لم يبع حسبا بمال و ندمان ابن جفنه كان خالى ففارقه و ليس له بقال و يوم مظلم لبنى تميم جلونا شمسه و الكف عال دعتنا الحنظليه اذ لحقنا و قد حملت على جمل ثقال فادركها- و لم يعدل- شريح و اعوج عند مختلف العوالى فغرنا ان غيرتنا كذاكم اذا برز النساء من الحجال (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) متى ناسر و نوسر فى اناس و يوجع كلما عقد الحبال فنحن الذائدون اذا بدئنا و لايرضون منا بالبد ال الى ان قال: كان قدور قومى كل يوم قباب الترك ملبسه الجلال امام الحى تحملها اثاف ململمه كاثباج الرئال كان الموقدين لها جمال طلاها الزفت و القطران طال بايديهم معازف من حديد يشبهها مقيره الدوالى و قال فى قوله (متى ناسر و نوسر فى اناس): اسرت بنواسد رجلا من زراره و فى بنى زراره اسير من بنى اسد فعوضوه به، فابت بنواسد حتى زادوهم فى فداء الزرارى.

و فى (بلاغات نساء البغدادى): قال معاويه لجروه بنت غالب التميميه: اخبرينى عن قومك.

قالت: هم اكثر الناس عددا و اوسعهم بلدا و ابعدهم امدا، هم الذهب الاحمر و الحسب الافخر، اما بنوعمرو بن تميم فاصحاب باس و نجده و تحاشد و شده، لايتخاذلون عند اللقاء و لايطمع فيهم الاعداء، سلمهم فيهم و سيفهم على عدوهم، و اما بنوسعد بن زيد مناه ففى العدد الاكثرون و فى النسب الاطيبون، يضرون ان غضبوا و يدركون ان طلبوا، اصحاب سيوف و جحف و نزال و زلف، على ان باسهم فيهم و سيفهم عليهم، و اما حنظله فالبيت الرفيع و الحسب البديع و العز المنيع، المكرمون للجار و الطالبون بالثار و الناقضون للاوتار، و اما البراجم فاصابع مجتمعه و كف ممتنعه، و اما طهيه فقوم هوج و قرن لجوح، و اما بنوربيعه فصخر ه صماء و حيه رقشاء، يغزون غيرهم و يفخرون بقومهم، و اما بنو يربوع ففرسان (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) الرماح و اسود الصباح، يعتنقون الاقران و يقتلون الفرسان، و اما بنومالك فجمع غير مفلول و عز غير مجهول ليوث هراره و خيول كراره، و اما بنودارم فكرم لايدانى و شرف لايسامى و عز لايوازى.

فقال لها معاويه: انت اعلم الناس بتميم، فما قولك فى على؟ قالت: حاز و الله الشرف حدا لايوصف و غايه لاتعرف، و بالله اسال اعفائى مما اتخوف.

و فى (كامل المبرد): وجه الحجاج البراء بن قبيصه الى المهلب يستحثه فى مناجزه القوم، و كتب اليه انك لتحب بقاءهم لتاكل بهم- فقال المهلب لاصحابه: حركوهم.

فخرج فرسان من اصحابه اليهم فخرج اليهم جمع فاقتتلوا الى الليل، فقال لهم الخوارج: اما تملون.

فقالوا: لا حتى تملوا.

قالوا: فمن انتم؟ قالوا: تميم.

قالت الخوارج: و نحن بنوتميم.

فلما امسوا افترقوا.

فلما كان من الغد خرج عشره من اصحاب المهلب و خرج اليهم عشره من الخوارج، فاحتفر كل واحد منهم حفيره و اثبت قدمه فيها، فكلما قتل رجل منهم جاء رجل من اصحابه فاجتره و وقف مكانه حتى اعتموا.

فقال لهم الخوارح: ارجعوا.

فقالوا: بل ارجعوا انتم.

فقالوا: ويلكم من انتم؟ قالوا: تميم.

قالوا: و نحن تميم.

فرجع براء بن قبيصه الى الحجاج فقال له: مه؟ قال: رايت قوما لايعين عليهم الا الله.

و فى (الطبرى): و فد الاحنف بن قيس و جاريه بن قدامه- من بنى ربيعه بن كعب- و الجون بن قتاده العبشمى و الحتات بن يزيد ابومنازل- احد بنى حوى بن سفيان بن مجاشع- الى معاويه، فاعطى كل رجل منهم مائه الف (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) و اعطى الحتات سبعين الفا، فلما كانوا فى الطريق سال بعضهم بعضا فاخبروا بجوائزهم، فكان الحتات اخذ سبعين الفا، فرجع الى معاويه فقال: ما ردك؟ قال: فضحتنى فى بنى تميم، اما حسبى بصحيح؟ او لست ذا سن؟ او لست مطاعا فى عشيرتى؟ فقال معاويه بلى.

قال: فما بالك خسست بى دون القوم؟ فقال: انى اشتريت من القوم دينهم و وكلتك الى دينك و رايك فى عثمان - و كان عثمانيا- فقال: و انا فاشتر منى دينى.

فامر له بتمام جائزه القوم و طعن فى جائزته- قلت اى طعن بالوباء فى اقامته لتحصيل ما امر به- فحبسها معاويه فقال الفرزدق فى ذلك: ابوك و عمى يا معاويه اورثا تراثا فيحتاز التراث اقاربه فما بال ميراث الحتات اخذته و ميراث حرب جامد لك ذائبه فلو ان هذا الامر فى جاهليه علمت من المرء القليل حلائبه و لو كان فى دين سوى ذا شناتم لنا حقنا او غص بالماء شاربه و لو كان اذ كنا و فى الكف بسطه لصمم عضب فيك مضاربه و قد رمت شيئا يا معاوى دونه خياطيف علود صعاب مراتبه (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) و ما كنت اعطى النصف من غير قدره سواك و لو مالت على كتائبه الست اعز الناس قوما و اسره و امنعهم جارا اذا ضيم جانبه و ما ولدت بعد النبى و آله كمثلى حصان فى الرجال يقاربه ابى غالب و المرء ناجيه الذى الى صعصع ينمى فمن ذايناسبه و بيتى الى جنب الثريا فناوه و من دونه البدر المضى ء كواكبه انا بن الجبال الصم فى عدد الحصى و عرق الثرى عرقى فمن ذا يحاسبه انا بن الذى احيى الوئيد و ضامن على الدهر اذ عزت لدهر مكاسبه و كم من اب لى يا معاوى لم يزل اغر يبارى الريح ما ازور جانبه نمته فروغ المالكين و لم يكن ابوك الذى من عبدشمس يقاربه تراه كنصل السيف يهتز للندى كريما يلاقى المجد ما طر شاربه (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) طويل نجاد السيف مذ كان لم يكن قصى و عبدالشمس ممن يخاطبه فرد ثلاثين الفا على اهله.

و قال ابن ابى الحديد ذكر ابوعبيده فى (تاجه) ان لبنى تميم ماثر لم يشرك ها فيها غيرهم، اما بنوسعد بن زيد مناه فلها ثلاث خصال يعرفها العرب: احداها كثره العدد حتى ملات السهل و الجبل، عدلت مضر كثره و عامه، العدد منها فى كعب بن سعد و لذلك قال سعد بن معزا: كعبى من خيرالكعاب كعبا من خيرها فوارسا و عقبا تعدل جنبا و تميم جنبا و لذا كانت تسمى سعد الاكثرين و فى المثل (فى كل واد بنوسعد).

و الثانيه: الافاضه فى الجاهليه، كان ذلك فى بنى عطارد و هم يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى قام الاسلام، و كانوا اذا اجتمع الناس ايام الحج بمنى لم يبرح احد حتى يجوز القائم بذلك من آل كرب بن صفوان، قال اوس بن معزا: و لايريمون فى التعريف موقفهم حتى يقال اجيزوا آل صفوانا و الثالثه: ان منهم اشرف بيت فى العرب الذى شرفته ملوك لخم، قال المنذر بن المنذر بن ماء السماء ذات يوم و عنده وفود العرب و دعا ببردى ابيه: ليلبس هذين اعز العرب و اكرمهم حسبا.

فاحجم الناس.

فقال احيمر بن خلف بن بهدله: انا لهما.

قال الملك: بماذا؟ قال: بان مضر اكرم العرب و اعزها و اكثرها عديدا، و ان تميما كاهلها و اكثرها و ان بيتها و عددها فى بنى بهدله و هو جدى.

قال: هذا فى اصلك و عشيرتك، فكيف فى عترتك و ادانيك؟ قال: انا (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) ابوعشره و اخو عشره و عم عشره.

فدفعهما اليه.

و الى هذا اشار الزبرقان فى قوله: و بردا ابن ماء المزن عمى اكتساهما بفضل معد حيث عدت محاصله و لهم فى الاسلام خصله.

قدم قيس بن عاصم المنقرى على النبى (ص) فى نفر من بنى سعد، فقال (ص): هذا سيد اهل الوبر.

فجعله سيد خندف و قيس ممن يسكن الوبر.

و اما بنوحنظله بن مالك بن زيد مناه بن تميم فلهم خصال كثيره، فمن ذلك بيت زراره بن عدس بن زيد بن دارم بن مالك بن حنظله، يقال انه اشرف البيوت فى بنى تميم.

و من ذلك قوس حاجب بن زراره المرهونه عند كسرى عن مضر كلها و فى ذلك قيل: اقسم كسرى لايصالح واحدا من الناس حتى يرهن القوس حاجب و من ذلك فى صعصعه بن ناجيه من مجاشع بن دارم، و هو اول من احيى الوئيد.

قام الاسلام و قد اشترى ثلاثمائه موءوده فاعتقهن و رباهن، و كانت العرب تئد البنات خوف الاملاق.

و من ذلك غالب بن صعصعه ابوالفرزدق، قرى مائه ضيف و احتمل عشر ديات لقوم لايعرفهم.

و كان من حديث ذلك ان بنى كلب بن وبره افتخرت بينها فى انديتها، فقالت: نحن لباب العرب الذين لاينازعون حسبا و كرما.

فقال شيخ منهم: ان العرب غير مقره لكم بذلك، ان لها احسابا و ان لها لبابا و ان لها فعا لا، و لكن ابعثوا مائه منكم فى احسن هيئه و بزه ينفرون من مروا به من العرب و يسالونه عشر ديات و لاينتسبون له، فمن قراهم و بذل لهم الديات فهو الكريم الذى لاينازع فضلا.

فخرجوا حتى قدموا ارض بنى تميم و اسد، فنفروا الاحياء حيا حيا و ماء فماء لايجدون احدا على ما يريدون، (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) حتى مروا على اكثم بن صيفى فسالوه ذلك فقال: من هولاء القتلى و من انتم و ما قصتكم، فان لكم لشانا باختلافكم فى كلامكم؟ فعدلوا عنه ثم مروا بعتيبه بن الحرث بن شهاب اليربوعى فسالوه ذلك، فقال: من انتم؟ قالوا: فقال: انى لابغى كلبا بدم فان انسلخ الاشهر الحرم و انتم بهذه الارض و ادرككم الخيل نكلت بكم و اثكلتكم امهاتكم.

فخرجوا من عنده مرعوبين.

فمروا بعطارد بن حاجب بن زراره فسالوه ذلك فقال: قولوا ابياتا و خذوها.

فقالوا: اما هذا فقد سالكم قبل ان يعطيكم.

فتركوه و مروا ببنى مجاشع بن دارم فاتوا على واد قد امتلا من البعير فيها غالب بن صعصعه يهناها، فسالوه القرى و الديات فقال لهم: هاكم البذل قبل النزول، فابتزوها من البرك و خذوا دياتكم ثم انزلوا.

فنزلوا و اخبروه بالحال و قالوا: ارشدك الله من سيد قوم لقد ارحتنا من طول النصب و لو ع لمنا لقصدنا اليك، فذلك قول الفرزدق: فلله عينا من راى مثل غالب قرى ماه ضيفا و لم يتكلم و اذ نبحت كلب على الناس انهم احق بتاج الماجد المتكرم فلم يجز عن احسابها غير غالب جرى بعنانى كل ابلج خضرم و اما بنو يربوع بن حنظله فمنهم عتاب بن هرمى بن رباح، كانت له ردافه ملوك آل المنذر، و الردافه ان يثنى به فى الشرب و اذا غاب الملك خلفه فى مجلسه.

و ورث ذلك بنوه كابرا عن كابر حتى قام الاسلام.

و دخل الفرزدق على سليمان و كان يشناه لكثره باوه و اغلظ فى خطابه حتى قال: من انت لا ام لك؟ قال: او ما تعرفنى؟ انا من حى هم اوفى العرب و احلم العرب و اسود العرب و اجود العرب و اشجع العرب.

فقال سليمان: و الله (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) لتحجن لما ذكرت او لاوجعن ظهرك و لابعدن دارك.

فقال: اما اوفى العرب فحاجب بن زراره رهن قوسه عن العرب كلها و اوفى، و اما احلم العرب فالاحنف يضرب به المثل حلما، و اما اسود العرب فالحريش بن هلال السعدى، و اما اجود العرب فخالد بن عتاب الرياحى، و اما اشعر العرب فها انا ذا عندك.

قال سليمان: فما جاء بك؟ لاشى ء لك عندنا.

و غمه ما سمع من عزه و لم يستطع له ردا.

قال ابن ابى الحديد: و لو ذكر الفر زدق عتيبه بن الحارث بن شهاب اليربوعى و قال انه اشجع العرب لثقافته بالرمح، و كان يقال له صياد الفوارس، و سم الفوارس و هو الذى اسر بسطام بن قيس فارس ربيعه و شجاعها، مكث عنده فى القيد حتى استوفى فداه و جز ناصيته و خلى سبيله على ان لايغزو بنى يربوع.

و لكن لم يذكره الفرزدق لانه كان تميميا، لان جريرا يفتخر به لانه من بنى يربوع، فحمله عداوه جرير على ان عدل عن ذكره.

قلت: لم يعلم كون وجهه ما ذكر، لان الانسان لايفتخر بعمه اذا كان فى مقابل ابن عمه، و اما اذا كان فى مقابل اجنبى فيفتخر به و لو كان من اعدائه، فهذا معاويه يفتخر ببنى هاشم و هو اعدى عدوهم فى قبال ابن الزبير لكون اميه و هاشم من عبدمناف.

ثم لم يذكر الفرزدق بدل الاحنف قيس بن عاصم المنقرى، فقيل للاحنف ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس.

ثم ذكر قصه عجيبه فى حلمه.

و كيف كان، فنقل (اجواد التنوخى) قصه (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) المنذر مع احيمر و بدل الاول بنعمان بن المنذر و الثانى بعامر بن احيمر و زاد: ان النعمان قال له: كيف انت فى نفسك؟ فقال: و اما فى نفسى- فوضع قدمه فى الارض و قال: من ازالها عن مكانها.

فلم يقم اليه احد.

ثم ما ذكره ابوعبيده فى فضائل تميم فضائ ل دنيويه التى كانت العرب تفتخر بها و لم يكن لهم فضائل دينيه، و كلامه (ع) لايقتضى اكثر من فضائل دنيويه، و كيف نقول بفضائل دينيه لهم و قد نزل بذمهم القرآن، ففسر قوله تعالى (ان الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لايعقلون) بهم.

(حاقه) ففى (الطبرى): قدم فى سنه (9) و فد تميم على النبى (ص) حاقه عطارد بن حاجب بن زراره بن عدس التميمى فى اشراف منهم، منهم الاقرع بن حابس و الزبرقان بن بدر و عمر بن الاهتم و الحتات بن فلان و نعيم بن زيد و قيس بن عاصم و معهم عيينه بن حصين الفزارى، فلما دخل و فد تميم المسجد نادوا (الله) النبى (ص) الله من وراء الحجرات ان اخرج الينا يا محمد.

فاذى صياحهم النبى فخرج اليهم، فقالوا: جئناك لتفاخرنا فاذن لشاعرنا و خطيبنا؟ قال: نعم قد اذنت.

فقام عطارد بن حاجب فقال: الحمد الله الذى له علينا الفضل و هو اهله الذى جعلنا ملوكا، و وهب لنا اموالا عظاما نفعل فيها المعروف، و جعلنا اعز اهل المشرق و اكثره عددا و ايسره عده، فمن مثلنا فى الناس، السنا برووس الناس و اولى فضلهم، فمن يفاخرنا فليعدد مثل ما عددنا، و انا لو نشاء لاكثرنا الكلام ولكنا نحيى من الاكثار فما اعطانا، اقول هذا الان لتاتونا بمثل قولنا و بامر ا فضل من امرنا.

الى ان قال بعد ذكر امر النبى (ص) ثابت بن قيس الخزرجى ان يجيب خطيبهم، ثم قالوا: يا محمد ائذن لشاعرنا.

فقال: نعم.

فقام الزبرقان (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) بن بدر فقال: نحن الكرام فلاحى يعادلنا منا الملوك و فينا تنصب البيع و كم قسرنا من الاحياء كلها عند النهاب و فضل العز يتبع و نحن نطعم عند القحط مطعمنا من الشواء اذا لم يونس القزع ثم ترى الناس تاتينا سراتهم من كل ارض هويا ثم نصطنع فننحر الكوم غبطا فى ارومتنا للنازلين اذا ما انزلوا شبعوا فلاترانا الى حى نفاخرهم الا استقادوا و كاد الراس يقتطع انا ابينا و لايابى لنا احد انا كذلك عند الفخر نرتفع فمن يقادرنا فى ذاك يعرفنا فيرجع القول و الاخبار تستمع الى ان قال بعد ذكر امر النبى (ص) حسانا ان يجيب شاعرهم و امتثاله، فلما فرغ حسان قال الاقرع بن حابس و ابى: ان هذا الرجل لموتى له، لخطيبه اخطب من خطيبنا و شاعره اشعر من شاعرنا و اصواتهم اعلى من اصواتنا.

فلما فرغ القوم اسلموا و جوزهم النبى (ص) فاحسن جوائزهم.

و كيف لا و كانوا من اتباع جمل عائشه كما كان ابن عباس يقول لهم.

و فى (الاغانى): قال ابن الزبير: ان بنى تميم كانو ا وثبوا على البيت قبل الاسلام بمائه و خمسين مبنه فاستلبوه، فاجتمعت العرب عليها لما انتهكت منه مالم ينتهكه احد قط فاجلتها من ارض تهامه.

هذا، و فى (شعراء القتيبى): دس جرير رجلا الى الاقيشر و قال له: اذهب اليه و قل له انى جئت لاهجو قومك و تهجو قومى.

فصار اليه بذلك فقال له الاقيشر: ممن انت؟ قال: من بنى تميم.

فقال الاقيشر: (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) فلااسدا نسب و لاتميما و كيف يحل سب الاكرمينا و لكن التقارض حل بينى و بينك يابن مضرطه العجينا فسمى الرجل ابن مضرطه العجين.

هذا، و فى (المروج): كان سابور لما يقتل العرب اتى على بلاد البحرين - و فيها يومنذ بنوتميم- فامعن فى قتلهم، ففروا و شيخهم يومئذ عمرو بن تميم و له يومئذ ثلاثمائه سنه- و كان يعلق فى عمود البيت فى قفه قد اتخذت له - فارادوا حمله فابى و قال: انا هالك اليوم او غدا و ماذا بقى لى من فسحه العمر و لعل الله ينجيكم من صوله هذا الملك المسلط على العرب.

فتركوه.

فصبحت خيل سابور الديار فنظروا ارتحل اهلها و نظروا الى قفه فى شجره، فاقبل عمرو لما سمع الصهيل يصيح بصوت ضعيف، فاخذوه و جاووا به الى سابور، فنظر الى دلائل الهرم عليه قيل له: من انت ايها ا لشيخ الفانى؟ قال: انا عمرو بن تميم بلغت من العمر ما ترى و قد هرب الناس لاسرافك فى القتل و انا سائلك عن امر.

قال: قل.

قال: ما الذى يحملك على قتل رعيتك و رجال العرب؟ فقال: اقتلهم لانا ملوك الفرس نجد فى مخزون علمنا ان العرب ستدال علينا و يكون لهم الغلبه علينا.

فقال: ان كنت تعلم ذلك فلان تحسن اليهم ليكافئوك عند اداله الدوله لهم على قومك باحسانك فهو احزم فى الراى، و ان كان باطلا فلم تستعجل الاثم و تسفك دماء رعيتك.

فقال: صدقت و نصحت.

فنادى مناديه بالامان و رفع السيف.

(و ان لنا بها رحما ماسه و قرابه خاصه) الظاهر انه (ع) اشار الى كون هند بن ابى هاله التميمى اخا فاطمه صلوات الله عليها لامها و خال ابنيه (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) الحسن و الحسين (ع) لامهما.

و قال ابن ميثم قيل تلك القرابه لاتصال هاشم و تميم عند الياس بن مضر.

و هو كما ترى، فولد الياس مدركه و طابخه و قمعه، و من كل منهم قبائل كثيره، و تميم من طابخه كالرباب و ضبه و مزينه.

و فى (فتوح البلاذرى): ان سياه الاسوارى الذى كان على مقدمه يزدجرد ثم دخل الاسلام و شهد مع ابى موسى حصار تستر لما صار هو و اصحابه الى البصره سالوا: اى الاحياء اقرب نسبا الى النبى (ص)؟ فقيل: بنوتميم.

و كانوا على ان يحالفوا الازد، فتركوهم و حالفوا بنى تميم، ثم خطت لهم خططهم فنزلوا و حفروا نهرهم المعروف بنهر الاساوره.

و فى (المعمرون) لابى حاتم: قال هشام: اخبرنى عن واحد من بنى تميم.

قالوا كانت الاتاوه- اى الخراج- من مضر فى الكبر و القعدد فى النسب، فصارت الى بنى عمرو بن تميم فوليها ربيعه بن عزى بن بزى الاسيدى فطال عمره و هو ابوالحفاد و هو القائل: يا اباالحفاد افناك الكبر.

(نحن ماجورون على صلتها) فى (الكافى): عن ابى جعفر(ع): ان الرحم متعلقه يوم القيامه بالعرش تقول: اللهم صل من وصلنى و اقطع من قطعنى.

و عن اميرالمومنين (ع): صلوا ارحامكم و لو بالتسليم، يقول تعالى (اتقوا الله الذى تساءلون به و الارحام ان الله كان عليكم رقيبا).

(و مازورون) و اصله (موزورون) لانه من الوزر، و انما قال (ع) (الفصل الخمسون- فى وصف الانصار و) (مازورون) لمكان (ماجورون).

(على قطيعتها) عنه (ع): ان الرحم معلقه بالعرش تقول: اللهم صل من وصلنى واقطع من قطعنى.

(فاربع) اى: تحبس.

(اباالعباس) هو كنيه ابن عباس.

(رحمك الله) معترضه.

(فيما جرى على لسانك و يدك) هكذا فى (المصريه) و الصواب: (على يدك و لسانك) كما فى (ابن ابى الحديد و ابن ميثم و الخطيه).

(من خير و شر) فان كان خيرا فاعمله، و ان كان شرا فاجتنبه.

(فانا شريكان فى ذلك) لانه لولا السلطان ما قدر الوالى.

(و كن عند صالح طنى بك) من اجراء الامور على مجاريها الصحيحه.

(و لايفيلن رايى فيك) اى: لايخطى فراستى فيك.

يقال فال الراى يفيل اى ضعف.

و مما قيل فى ذمهم: اذا ما تميمى اتاك مفاخرا فقل عد عن ذا كيف اكلك للضب و لما راجز ابوالنجم العجلى العجاح بن روبه من زيد بن تميم قال له فيما قال: عيشى تميم و اصغرى فيمن صغر و باشرى الذل و اعطى من عشر و امرى الانثى عليك و الذكر