اقول: الاصل فيه ما رواه اليعقوبى فى (تاريخه): انه (ع) كتب الى عمر ابن ابى سلمه: اما بعد، فان دهاقين عملك شكوا غلظتك، و نظرت فى امرهم فما (الفصل الخامس عشر- فى التزامه(ع) بالحق والعدل ) رايت خيرا، فلتكن منزلتك بين منزلتين، جلباب لين بطرف من الشده فى غير ظلم و لا نقص، فانهم احيونا صاغرين فخذ مالك عندهم و هم صاغرون، و لا تتخذ من دون الله وليا فقد قال عز و جل (لا تتخذوا بطانه من دونكم لا يالونكم خبالا) و قال جل و عز فى اهل الكتاب (لا تتخذوا اليهود و النصارى اولياء) و قال تبارك و تعالى (و من يتولهم منكم فانه منهم)، و قرعهم بخراجهم، و قابل فى ورائهم، و اياك و دمائهم.
و السلام.
و نقل عن (تاريخ ابن واضح) ايضا.
قول المصنف: (و من كتاب له (ع) الى بعض عماله) قد عرفت من روايه اليعقوبى ان عمر بن ابى سلمه كان ربيب النبى (ص).
قوله (ع) (اما بعد فان دهاقين) جمع دهقان، و الظاهر كونه مركبا من (ده) بمعنى القريه، و (القان) معرب (پان) مخفف (پاينده) بمعنى الحافظ.
قال ابن دريد: الدهقان فارسى معرب ليس من (دهق)- الخ-.
فقول الجوهرى: ان جعلت الدهقان من دهق لم تصرفه لانه فعلان، فى غير محله.
(اهل بلدك) الذى ولى عليهم، و فى (الاسد) استعمله على (ع) على فارس و البحر ين.
(شكوا منك غلظه و قسوه) هكذا فى (المصريه و ابن ابى الحديد)، و لكن (الفصل الخامس عشر- فى التزامه(ع) بالحق والعدل ) فى (ابن ميثم و الخطيه) (قسوه و غلظه)، و الاول احسن بقرينه قوله بعد.
(و احتقارا و جفوه، و نظرت فلم ارهم اهلا لان يدنوا لشركهم) قد عرفت من روايه اليعقوبى انه (ع) استدل لعدم اهليتهم للادناء بايات ثلاث.
(و لا ان يقصوا) اى: يبعدوا (و يجفوا لعهدهم) مع المسلمين (فالبس لهم جلبابا) فى (القاموس): هو القميص و ثوب واسع للمراه دون الملحفه او ما تغطى به ثيابها من فوق كالملحفه او هو الخمار) (من اللين تشوبه) اى: تمزجه (بطرف) اى: مقدار (من الشده).
(و داول) اى: ادر الامر، يقال: الله يداول الايام بين الناس مره لهم و مره عليهم (لهم بين القسوه و الرافه).
(و امزج) اى: اخلط (لهم بين التقريب و الادناء و) بين (الابعاد و الاقصاء ان شاء الله) قال ابن نباته السعدى: شب الرعب بالرهب و امزج لهم كما يفعل الدهر حلوا بمر