الشرح: قوله عليه السلام: الحمدلله الذى جعل الحمد مفتاحا لذكره و سببا للمزيد من فضله.
ع- الحمد لا يليق الا بعد سوابق النعم فان شكر من لم ينعم، غير ملائم، و هو تعالى المنعم على الحقيقه، و الحمد سبب يوجب استحقاق الثواب و قد يصير النعم العاجله صلاحا عنده، فسمى سببا من هذا الوجه.
و دليلا على آلائه و عظمته: يجب على العبد نوعان من تعظيمه سبحانه.
احدهما: يرجع الى ذاته لكونه قادرا عالما حيا مع سائر الصفات.
و الثانى: يرجع الى انعامه و احسانه و كلاهما واجبان على العبد، تعظيم ذاته بصفاته الذاتيه و تعظيمه لافعاله الحسنه النافعه، و قيل لو تفكر العقلاء باسرهم فى صور تلك المملكه الالهيه، لما وجدوا هيئه احسن من تلك الهيئه، و نظاما اليق من نظامها بالحكمه.
لو كان وراء ذلك كمال ممكن و لم يخلق الله تعالى لكان ذلك اما عجزا و اما بخلا، و هما مستحيلان عليه تعالى، و كل ما خلقه تعالى من الالام، و الاسقام و القحط و المهالك عدل، لان الظالم هو الذى يتصرف فى ملك غيره و لا ملك سوى ملكه، و لا مالك سواه فلذلك قال عليه السلام دليلا على آلائه و عظمته: و الزاجر: هنا السابق، و الشول النوق التى جف لبنها و ارتفع ضرعها، و اتى عليها م ن نتاجها سبعه اشهر او ثمانيه الواحده شائله و هو جمع على غير قياس.
و ارتبك الرجل فى الامر: اى نشب فيه، و لم يكد يتخلص منه.
ج- جعل الحمد مفتاحا لذكره: الذكر هنا القرآن كما فى قوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر اى صدر كتابه المجيد بتلقينه عباده الحمد له على نعمه و افضاله لينظروا فيه فيستدلوا على عظمته و جلاله، و على انه منعم بفتون النعم على جميع الامم، ثم جعل الحمد سببا لمزيد النعم فى قوله: لئن شكرتم لازيدنكم.
متسابقه اموره: اى تسابق و يتسارع، منح الدهر و محنه: سراوه و ضراوه.
و الحمه: السم استعارها لعواقب الذنوب.
و كان الصيحه قد اتتكم: عنى بالصيحه العذاب او النفخه الاولى من اسرافيل.
و استحفت بكم الحقائق: اى ظهر لكم حقائق ما كنتم تخبرون بها، و علمتم المخبر عنه مشاهده، من طريق الوجدان، قال بعض المفسرين فى قوله تعالى: الحاقه ما الحاقه: اى حقيقه كاشفه عن حقائق الامور لامريه فيها دونه.
و الرصد: قوم يرصدون كالحرس يستوى فيه الواحد و المونث.
و العيون: الجواسيس و ليل داج: مظلم و لا يكنكم: اى لا يستركم.
ذو رتاج: اغلاق زاحت: اى بعدت اضمحلت: زالت استحقت: اى صحت و وقعت.