شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ثم ان ذكر الموت ان كان للكراهه و التاسف على فوت لذات الدنيا، و ذلك يبعد عن السعاده، و ان كان تذكره ليزيد خوفه،
و نفوره عن الدنيا ففيه فائده الا انه مع ذلك يكره الموت، خوفا من معاصيه و تضييع زمانه، و اما العارف، فالموت عنده، مفتاح باب السعاده كما قال حذيفه بن اليمان رضى الله عنه موته جاء الحبيب عند الحاجه اليه، و من تخيل ان عمره طويل ما تزود للاخره: و من قرب الى نفسه الموت عمل للاخره.قال و اعلى الدرجات هنا ان لا يحب الموت، و لا يكرهه، و يختار لنفسه ما اختاره الله له كما قال ابو الدرداء رضى الله عنه للحسن بن على عليهما السلام: نعم الشى ء الفقر و المرض، و الموت، فالفقر يخفف الحساب، و الرمض يكفر السيئات، و الموت باب الاخره، فقال له الحسن بن على عليهما السلام: من حسن توكله على اختياراته، ما تمنى غير ما اختاره الله له.ج- المقصر: المجبس، ش- و بالايمان يعمر العلم: اللام فى العلم لتعرف العهد، و عنى به علم الشريعه المرغب فى تحصيلها شرعا من الكلام، و الفقه، و التفسير، و الاحاديث و ما يتفرع على ذلك فانه يطلق لفظ العلم لعرف الشرع على ذلك، و معلوم ان هذه العلوم انما تحصل و تجدى و تنعم بعد حصول الايمان الذى هو التصديق بالله و رسله و ما جائوا به.و روى ناقع: اى يسكن للعطش.قوله عليه السلام فى الفتنه: اعلم ان اصل الفتنه الاختبار، و الامتحان، يقال فتنت الذهب اذا ادخلته النار،.لتنظر ما جودته كذا قال الجوهرى، و الفتنه الضلال، من قوله تعالى: ما انتم عليه بفاتنين، اى بمضلين، و الشبهه: من قوله تعالى: ابتغاء الفتنه، و الا فى الفتنه سقطوا و البلاء و قد فسر بذلك قوله تعالى: و هم لا يفتنون، و يحتمل لفظ الفتنه فى الخبر هذه المعانى كلها حيث فسره بقوله.سيفتنون باموالهم بعدى، و يمنون بدينهم على ربهم الى آخره.اى هم قوم يضلهم الشيطان، و يوقعهم فى الشبهه و البلاء.ج- الفتنه: البليه المهلكه المحرقه و كل اعتقاد فاسد، يتبعها الجهال.و حيزت عنى الشهاده ش: الحوز السوق الخفيف كانه قال صرفت الشهاده عنى الى غيرى و الحوز: الجمع ايضا اى جمعت الشهاده لغيرى مايله عنى للناس ان يرمى كل منهم فى شنه الذى منه شربه و طهوره تميرات بحيث ينكسر ملوحته ما لم يتغير و لم يسكر، فاذا اسكر صار حراما، فمن قاسه بعد التغير عليه، قبل ذلك و استحله و هو مكسر، و قال ثمره طيبه و ماء الطهور، فهو من اهل الفتنه و قد باء بغضب من الله.و السحت: الرشوه و من افتتن بمذهب فاسد و من المذاهب المبتدعه،.فعلى الامام حل شبهته،.فان رجع و الا فالله من ورائه بخلاف المرتد فان له احكاما مخصوصه،.مذكوره فى كتب الفقه.