خطبه 153-در فضائل اهل بيت
الشرح: قوله عليه السلام داع دعا و راع رعا: كانه اشار بالداعى الى النبى صلى الله عليه و آله و بالراعى الى نفسه، يريد بذلك ما روى انه لما نزل قوله تعالى: انما انت منذر و لكل قوم هاد، قال النبى صلى الله عليه و آله لعلى عليه السلام انا المنذر و انت الهادى، ثم ذكر المنحرفين عن الحق و المولين عنه الدبر فقال: قد خاضوا بحار الفتن: و اخذوا بالبدع دون السنن و ارز المومنون.و يقال: ارز فلان يارز ارزا و ارزوا اذا تضام و تقبض قال ابو الاسود الدولى: ان فلانا اذا سئل ارز و اذا دعى اهتز اى تقبض من البخل.نحن الشعار و الاصحاب و الخزانه و الابواب.اشار الى قوله النبى صلى الله عليه و آله انا مدينه العلم و على بابها و كان على عليه السلام خازن علم النبى صلى الله عليه و آله و مستودعه حيث قال علمنى رسول الله صلى الله عليه و آله الف باب من العلم فتح لى من كل باب الف باب، و لقد قال عليه السلام: ولى القربه ان قام شريف ينتميها زقنى بالعلم زقايه صرت فقيها فى ابيات آخر ذكرتها فى انوار العقول.ان صمتوا لم يسبقوا ع: اى انهم اعلم الناس بمواضع فلا يسبقهم احد.و ليكن من ابناء الاخره فانه منها قدم و اليها ينقلب.اى قدم من العدم و اليه ينقلب و انما اعاد الضمير الى الاخره و هى القيامه لانها معدومه و قيل منها قدم اى خلق لغرض، ثم يعود اليها اتماما للغرض لان الداعى الى خلق العباد، و تكليفهم هو وصولهم الى المنافع الاخرويه التى لا يدرك الا بالاستحقاق.ج- منها قدم: اى من اجل الاخره قدم، و قيل: الضمير ليس للاخره و انما هو لغير مذكور و هو الارض كقوله تعالى: منها خلقناكم و فيها نعيدكم و قيل انه من قوله تعالى: و كنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون.فما طاب ظاهره، طاب باطنه: يعنى تطهير الظاهر و العلانيه عن المنكرات، و استقامته على طريق الاستمرار دلاله ظاهره، على نقاء السريره و موافقتها للعلانيه، و كذا العكس، و قيل ان لكل جسد ظاهر حيوه او روحا باطنه،.فمن طاب ظاهره بالاخلاق الجميله التى هى الفضائل طاب باطنه اى عقله من الهيئه الانقياديه و من خبث ظاهره بالرذائل و الاخلاق المذمومه خبث باطنه اى عقله بالهيئات الانقياديه البدنيه.و قوله على مثاله: اى باطن كل انسان على وفق استعداده، و ما رواه عن النبى صلى الله عليه و آله: ان الله يحب العبد، و يبغض عمله و يحب العمل و يبغض بدنه.قال الامام الوبرى: ان الحسن من كل فاعل اذا وقع على وجهه فهو حسن، و القبيح من كل فاعل قبيح لوقوعه على وجه مخصوص، فالمعتبر فى وجوه الافعال فى حسنها و قبحها دون افعال فاعلها، فالمومن حبيب الله لقوله: يحبهم و يحبونه، فاذا صدرت عنه صغيره فالله تعالى يحب ذاته و يبغض عمله، و كذلك الكافر اذا احسن الى المسلمين فان الله يبغض جسده و يحب عمله.هذا الخبر رد على من قال: ان رسول الله صلى الله عليه و آله لم يذكر شيئا من العقليات، فان هذه المساله من لطيف الكلام فى العقل و قيل: العارف ربما كانت له اخلاق غير مرضيه فالله يحبه من جهه عرفانه و يبغض اخلاقه و الجاهل ربما كانت له اخلاق جميله حصلها من طريق التقليد.و الله تعالى يحب اخلاقه و يبغضه.و اعلم ان لكل عمل نباتا: هذا بيان ما سبق من الظاهر و الباطن فان الباطن كالاصل و الظاهر كالثمره له و هذا مقتبس من قول الله تعالى: و البلد الطيب يخرج نباته باذن ربه و الذى خبث لا يخرج الانكدا.فما طاب ظاهره طاب باطنه: اى كل عمل يكون طاعه و قربه لله تعالى يكون جزاوه ثوابا عظيما.و ما خبث: من المعاصى فجزاوه عذاب عظيم لا يستطاب.و محبه الله العبد: ان يريد ثوابه، و محبته الفعل ارادته ان يفعل.