نامه 031-به حضرت مجتبى
قوله عليه السلام: من الوالد الفان المقر للزمان: اى يقر للزمان بانه يفنى كل حى و لا يفى لاحد من بنيه و يضر من يغتر به و لا يجديه و انه لا تباريه احد الا و هو يرديه.و تصب الافات: اى كالغرض المنصوب لسهام البلايا ما يرغبنى: اى يكفنى و يزجرنى.و الاعتصام بحبله: كل ما يقربك الى مرضاه الله فهو حبل الله و ذلك امر اضافى يختلف حسب اختلاف الاشخصاص و الاحوال، و الاوقات، و قد ذكر فى قوله تعالى: اعتصموا بحبل الله انه القرآن، و روى ان اعرابيا دخل على رسول الله صلى الله عليه و آله و قال: التبس على معنى آيه من القرآن ففسرها لى، و تلا هذه الايه و قال: ما هذه الحبل الذى امر الله بالاعتصام به، و كان على عليه السلام الى جنب رسول الله صلى الله عليه و آله فوضع النبى يده على كتف على و قال هذا حبل الله فاعتصموا به، فولى الاعرابى و خرج يقول آمنت بالله و برسوله و اعتصمت بحبل الله.فتلقاه رجلان فسمعا منه ذلك، فضحكا منه، و دخلا على رسول الله و ذكرا ما سمعا من الاعرابى فقال صلى الله عليه و آله: (هو رجل من اهل الجنه فانصرفا الى الرجل فقالا له ان لك عندنا بشاره، و لنا عندك ذنب، فاغفر ذنبنا حتى نذكر بشارتك ان رسول الله قال انت من) اهل الجنه قال: الحمد لله، و ما ذنبكما قالا: لما رايناك تتكلم بهذا الكلام و لم يكن شيئا سمعناه كان عندنا ضحكه.فقال: ان الله تعالى يقول: (و لو انهم اذ ظلموا انفسهم جائوك فاستغفروا الله و استغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما)، تركتما رسول الله و جئتما الى لاستغفر لكما اذهبا ان كنتما تومنان بالله و رسوله، و تعتصمان بحبله فغفر الله لكما و الا فلا غفر الله لكما، فحبل الله هو حجه الله بعد رسوله، و وصيه على امته، و حافظ شرعه قرنا فقرنا الى الابد و القرآن و ان كان سببا بين الله و بين عبيده فان كثيرا منه يحتاج الى التاويل فيفسره كل على مقتضى مذهبه، فلابد له من مبين يثق الناس بقوله لعصمته
و لا تذهبن عنها صفحا: اى معرضا عما ذكرت لك، هو مصدر اقيم مقام الفاعل، فنصب على الحال.لا خير فى علم لا ينفع: (كل علم لا يحتاج المرء اليه فى طلب سعاده الاخره، فهو ما ينتفع به) و ان ساعده انتفاع ظاهر فانه يوول عاقبته فى الدنيا الى خسران و مضره و فى العقبى الى ندامه و وبال.و لا يحق تعلمه: اى لا يجب.فيكون كالصعب النفوز: مثل لكل من ينفر مما راه: و الاصل فى الابل.