خطبه 090-خطبه اشباح
الشرح: ج، ع- خطبه الاشباح- الاشباح: (الاشخاص سميت بذلك لاشتمالها على ذكر الاشخاص) و قيل اصل الشبح الطول و الامتداد و العرض، و منه شبح الذراعين، و رجل شبحان اى طويل و الحرباء تشبح على العود اى تمتد فسميت بذلك لانها خطبه طويله ممتده.قوله فغضب لذلك: انما غضب عليه السلام لانه علم ان السائل متعنت لا مستفيد، قلت الحق انه انما غضب استعظاما لمضمون السوال و انكارا على السائل، تصديه لطلب ما ليس من اهله، و تغلغله فيما ليس من عشه و يدل على هذا قوله عليه السلام: و ما كلفك الشيطان الى قوله فكل علمه الى الله سبحانه.قوله عليه السلام: الحمدلله الذى لا يفره المنع الى قوله من الهالكين.ع- وفر لازم و متعد و هاهنا متعد، و يروى لا يغره اى لا يعيبه، و قيل: لا يدخل عليه المكروه، و قيل: معناه لا يزداد غنى يمنعه، و تحقيق ذلك ان الزياده و النقصان انما يتناهى فى المحدود، فاذا كانت مقدورات الله تعالى لاحد لها و لا نهايه لم يجز الزياده عليها لانه يستحيل ان يكون وراء ما لا يتناهى شى ء فيضم اليه، و اذا استحالت الزياده فيه، استحال النقصان منه، و يستحيل ان ينقص (مقدوراته لو لم يفعل منها شيئا، فيستحيل ايضا ان ينتقص) و ان اوجدمنها ما لا يحصى كثره.و الاكداء: قله الخير يقال اكدى الرجل اذا قل خيره و اكدى الحافر اذا بلغ الكديه فلا يمكنه ان يحفر.و كل مانع مذموم ما خلاه: لان غيره انما يمنع رفده لينتفع به هو، و يدعوه الى المنع، حاجته او بخله، و القديم تعالى انما يدعوه الى المنع صلاح عباده، فمنعه تعالى، كاعطائه فى ان كل واحد منهما صلاح، و لذلك يمدح عليهما جميعا.و ليس بما سئل باجود منه بما لم يسال: لانه لما كان انما يعطى لاجل المصلحه، فما فيه مصلحه يفعله سئل او لم يسال، اذا الداعى الى فعله الصلاح دون السوال، فاما السوال فهو تعبد.الاول الذى ليس له قبل فيكون شى ء قبله و الاخر الذى ليس له بعد فيكون شى ء بعده.اى ليس لوجوده ابتداء و انتهاء، لكونه قديما واجب الوجوب، بذاته: لم يزل و لا يزال، و قيل ان الاول و الاخر من الاسماء الاضافيه و اذا كان كذلك امكن فيما هو اول باضافه ان يكون آخرا باضافه اخرى فمعنى كونه آخرا انه يبقى: و يفنى كل حى.ما اختلف عليه دهر فيختلف منه الحال.مصاحبه الاوقات للاشياء بناء على مصاحبه الحوادث لها، فما جاز ان يصحبه حادث، جاز ان يختلف عليه الوقت، و ما لم يجز ان يصحبه الحادث، استحال تعاقب الاوقات عليه، فاذا كان الله تع
الى قديما استحال عليه الحوادث، فاستحال اختلاف الاوقات عليه.لان الاوقات حوادث كسائر الحوادث، و اذا لم يجز اختلاف الاوقات عليه لم يجز عليه تغير الاحوال، من صغر، الى كبر، و من نقصان الى زياده، و من قوه الى ضعف و قيل: الدهر هو المعنى المعقول من اضافه الثبات الى النفس فى الزمان كله و الزمان مقدار الحركه من جهه المتقدم و المتاخر.و لا كان فى مكان فيجوز عليه الانتقال: لان الكائن فى المكان ليس الا الجسم و العرض بواسطه الجسم فاذا استحالت الاماكن على القديم، استحال عليه عليه الانتقال، لان التحرك يتبع التحيز فاستحاله التحيز يوذن باستحاله التحرك.و الفلز: اصل كل ما يستخرج من المعادن، و فى صحاح اللغه الفلز بكسر الفاء و تشديدا الزاى ما ينفيه الكير مما يذاب من جواهر الارض.و المرجان: ينبت فى بحر افرنجه، و الابيض منه فى بحر الروم و صنف منه يقال له الهاسجاء ينبت فى بحر المغرب، و ينبت المرجان فى قرار البحر، و هو شبه شجره ذات اغصان و اصول ينشعب بعضها من بعض، و يبلغ ستين مثقالا، و يقال: ان المرجان يخرج و يحصد بكلاليب من حديد، و له غاصه يغوصون عليه، فيحصدونه، و قد يقطع بالحديد الذى له شعبتان على خطين متوازيين، و يحك على حجر اصم
يوتى به من وادى الضمره فلذلك قال اميرالمومنين: و حصيد المرجان لانه شبه شجره ينبت فى قعر البحر.فما دلك القرآن ج- الردع: الكف و الدفع و الاناسى جمع انسان واصله اناسسين فابدلت النون ياء كما فى نطنيت يعنى منع من طريق السمع و العقل ان يطلب احد ادراكه بالبصر.قيل و المعادن: انما تتكون كذلك من الابخره الصاعده من جرم الارض بقدره الله تعالى فلذلك عبر عليه السلام عنها بالتنفس، و قيل هو مستعار من تنفس الصبح: اذا تبلج.و صدف الدره: غشاوها و الفلز: اسم الاجناس السبعه التى هى العقيان و هو الذهب، و اللجين، و هو الفضه: و الحديد و النحاس: و الرصاص: و الاسرف و الزيبق: و قيل: لها ثامن و هو الخارصينى و وجد فى كتاب مكان الزيبق الخارصينى، و هو الذى يعمل منه انواع من المراء و المرجان البذ و صغار اللولو.و غاض الماء: نقص و غضته يتعدى و لا يتعدى.و ابخلته: وجدته بخيلا و بخلته نسبته الى البخل، و روى بهما.و الالحاح: القامه و الدوام،
عليه من صفته: يعنى ان ما وجب من المعارف على العاقل فى حق الله تعالى، الراجعه الى التوحيد و العدل، و قد ضمنه الله تعالى فى القرآن و السنه و الاجماع، فليس فى تكليفنا معرفه بالله الا و هى مذكوره فى هذه الطرق الثلاث او فى احدها و يعنى بذلك الاصول المشروطه فى الايمان دون تفاصيلها و فروعها و ما لم يذكر فى الحجج الثلاث.لا يجوز ان يكون يجب علينا و يكون اصلا فى الدين و لم يرد ان الطريق الى معرفه الله تعالى القرآن، بل اراد ان العقليات الواجبه الراجعه الى العلم، قد ورد بجميعها السمع، فكل قول و اعتقاد عد اصلا فى الدين فاسمع نطق به، و ما عداه فخارج عن التكليف.قوله: فكل علمه الى الله تعالى: قيل معناه ان قوى البشر قاصره عن ادراك حقائق اكثر الاشياء، و بالعقل الانسانى لا يدرك و لا يعرف جميع المعقولات و المعلومات، كما قال تعالى: و ما اوتيتم من العلم الا قليلا.و السدد: جمع السده و هو ما وجد مصنوعا، و ما لم يوجد مصنوعا فهو سد و قيل السد بالضم من فعل الله و بالفتح من فعل الادميين و قال الكسائى هما بمعنى واحد.قوله: اغناهم عن اقتحام السدد المضروبه دون الغيوب الاقرار بجمله ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب.قال الوب
رى: يعنى ان العلم المجمل يكفى ان كان باقيا فلا يحتاج فى بقائه الى العلم المفصل، و كذلك العلم بمعلوم، لا يحتاج الى العلم بمعلوم آخر، اذا لم يقتض العلم الاول الثانى، و لهذا لم يضر الجهل بالمعلوم، و ان كان الطريق الى علمه واضحا فلان لا يضر الجهل بما لا طريق اليه اولى، و عنى بالغيب المحجوب ما اختص الله تعالى بعلمه، و لا طريق للعباد اليه.و سمى تركهم التعمق: رسوخا من قوله تعالى: و ما يعلم تاويله الا الله و الراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا الايه.و الراسخ: الثابت.الاقتحام: الدخول من غير ارسال و السده: باب الدار و هاهنا كنايه عن الخيام اذ قد وصفها بالمضروبه.