خطبه 210-در وصف سالكان
قوله عليه السلام: قد احيى عقله.ش- العقل قيل هوالعلوم التى يتمكن بها المتكلف من اكتساب العلوم الداخله، تحت التكليف، و قيل: انه قوه فى القلب يقتضى التمييز و العلوم الضروريه التى يتمكن بها من اكتساب العلوم اذا كملت شروطها.قيل هى علوم ضروريه مخصوصه من جملتها العلم باحوال النفس و المدركات و المحسنات و المقبحات، و قيل: هى العلوم التى تمنع المكتسب من الزوال و حصر بعضهم علوم العقل عشره: اولها: علم المرء بنقسه.ثانيها: علمه بكثير من احواله نحو كونه مريدا و كارها و مفكرا و مشتهيا.و نافرا.ثالثها: علمه بالمشاهدات الجليه عند زوال اللبس.رابعها: علمه بانتفاء ما لا يشاهده من المشاهدات.خامسها: انه لو كان لشاهده مع ارتفاع الموانع و زوال اللبس.سادسها: علمه باستحاله خلو الشى ء عن الاقسام الدائره بين النفى و الاثبات كالوجود و العدم و الحدوث و القدم.سابعها: علمه بمقاصد المخاطبين اذا كان الخطاب جليا.ثامنها: عمله بالامور الجليه الوارده عليه فى حال كمال عقله مع قرب العهد، و ذكره لها.تاسعها: علمه بالتجربيات كانكسار الزجاج بالحديد، و احتراق القطن بالنار.عاشرها: علمه بوجوب الواجبات العقليه و حسن المحسنات و قبحالمقبحات فيها.قال بعض الحذاق: المشهور ان العقل الذى هو مناط التكليف هو العلم بوجوب الواجبات و استحاله المستحيلات لان العقل لو لم يكن من قبل العلوم، لصح انفكاك احدهما عن الاخر، لكنه محال لاستحاله ان يوجد عاقل لا يعلم شيئا البته، او عالم بجميع الاشياء، و لا يكون عاقلا، ثم ليس هو علما بالمحسوسات لحصوله فى البهائم و المجانين، فهو اذن علم بالامور الكليه و ليس ذلك من العلوم النظريه لانها مشروطه بالعقل.فلو كان العقل عباره عنه لزم اشراط الشى ء بنفسه و هو محال فهو اذن عباره عن علوم كلها بديهيه و هو المطلوب، فقفيل عليه لو قلت ان التغاير منفى الانفكاك، فالجوهر و العرض متلازمان، و كذا العله و المعلول، سلمناه لكن العقل قد ينفك عن العلم، كما فى حق النائم و اليقظان الذى لا يكون مستحضر الشى ء من وجوب الواجبات و استحاله المستحيلات و عند هذا ظهر ان العقل غريزه تلزمها هذه العلوم البديهيه عند سلامه الحواس.قوله حتى دق جليله و لطف غليظه: اى اشتغل بعماره العالم الروحانى و اعرض عن عماره العالم الجسمانى، فذلك النفس البهيمى، و سكن سورتها و ضعف منها ما كان قويا غليظا و لطف ما كان كثيفا، و اضاء نور العقل و اشعل ناره حتى ظهر له برق م
ضيى ء كثير، فدله على سواء المنهج و ارشده الى الطريق الجدد.