لان المزاح يذهب بمهابه المرء، و ينظر الى صاحبه بعين الازدراء، و العقل يقضى بصيانه العرض عن المزاح، فبقدر ما عرض المازح عرضه للمهانه لمزحه لم ينتفع بعقله، فكان القدر المانع منه من العقل، غير حاصل له، لفقد اثره، و قد روى عنه عليه السلام انه قال: من مزح استخف به، و مج العقل مجاز مستعار من مج الماء.
حکمت 445
اذا نصبت، فالواو بمعنى مع كمال قال مالك و زيدا، و ان جررت فللعطف والنصب هو الوجه.
حکمت 446
يحتمل ان يريد ان ارزاق العباد انما قسمها الملائكه المتولون لذلك، بعد عرضهم ذلك على الله تعالى، و حكمه بصحه تلك القسمه، و صلاحها و ان ذلك مما لايزاد و لا ينقص، فلا فائده فى جد الطلب فى اتعابه النفس كما قال عليه السلام: فان الرزق مقسوم، و كد المرء لا ينفع.يحتمل ان يريد ان الغنى الحقيقى المعتد به، هو ما يحصل فى الاخره بعد العرض على الله فى موقف الحساب، و كذلك الفقر، و لا اعتداد بغنى الدنيا و فقرها، فان الفقير فى الدنيا اذا عرض على الله تعالى فى الاخره و فاز برضوان الله ظهر انه قد كان غنيا برحمه الله، و رب فقير فى صورته و قلبه مشتاق اليه الغنى، فله ذل الفقراء فى الدنيا و عقوبه الاغنياء فى الاخره.