حکمت 469 - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

قطب الدین کیدری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حکمت 469

قيل ان الامور المعقوله التى يتوصل الى اكتسابها بحصول الحد الاوسط بعد الجهل بها انما يتوصل اليها بالقياس و هذا الحد الاوسط قد يحصل ضربين من الحصول، فتاره يحصل بالحدس، و الحدس فعل الذهن يستنبط بذاته الحد الاوسط، و الذكاء قوه الحدس، و تاره يحصل بالتعليم و يتادى التعليم الى الحدس، فان الاشياء ينتهى لا محاله الى حدوس استنبطها ارباب تلك الحدوس.

ثم ادبها الى المتعلمين فجائز ان يقع للانسان بنفسه الحدس، و ان ينعقد فى ذهنه القياس بلا مفيد، و هذا يتفاوت بالكم و الكيف اما فى الكم فلان بعض الناس يكون اكثر عدد حدس للحدود الوسطى و اما بالكيف فلان بعض الناس يكون اسرع زمان حدس، و لان هذا التفاوت ليس منحصرا فى حد بل يقبل الزياده و النقصان دائما و ينتهى فى طرف النقصان الى من لا حدس له البته.

فيجب ان ينتهى ايضا فى طرف الزياده الى من له حدس فى اسرع وقت و اقصره، فيمكن ان يكون شخص من الناس مويد النفس لشده الصفا الى ان يستعمل حدسا فى كل شى ء فيرتسم فيه الصور اما دفعه و اما قريبا من دفعه ارتساما لا تقليديا، فان التقليد ياتى فى الامور التى انما يعرف باسبابها ليست يقينيه عقليه، فيجب لمثله ان يعلم غيره و لمن دونه فى الرتبه
ان يتعلم.

قال الامام الوبرى: فريضه العلم ينقسم الى عقلى و شرعى و كلاهما ينقسم الى فرض عين و كفايه، فاما العقلى فلابد من منبه عل الادله فكما وجب على الجاهل ان يعلم بعقله ما يحتاج اليه يجب ايضا على العلماء ان ينبهوا بالسنتهم و تصانيفهم و لذلك كثر فى هذه الامه من العلماء من هذا الجنس الدرس و التصانيف، و صنوف المذاكرات و غير ذلك.

اما المسموعات ففيه فرض عين و كفايه و كلى القسمين فى السمع يحتاج فيهما الى هاد و مبين و واصف للمذاهب، و دلالاتها، و علم الشرع لا طريق له الا السمع، فالمفيد فى العقليات يكون منبها لا معلما، و يجوز ان يقال فى مفيد العقليات، علمه كذا اذا وصف المعلوم و الدليل، فاما الواصف للشرع و ادلته، فانه يقال علمه كذا و عرفه كذا و هداه، فهذه الاسماء حقيقه فيه و من قال حكما باجتهاد فقوله، دليل و هدايه و بيان و تعريف.

اما المعلم على الاطلاق فيقال لمن حرفته تعليم الصبيان و المودب من حرفته تاديبهم، و لا يجوز اطلاق اسم المعلم على علماء الاسلام لانه شنيع غير مشهور، و اذا وجب تحصيل العلم على العقلاء من الوجهين المذكورين، و لابد فى كلى القسمين من منبه او مبلغ للسمعيات او صاحب للفتاوى فى نوازل الشرع وجب على العلم
اء التعريف و على غيرهم المعرفه.

اذا وجب التنبيه فى العقليات و البيان و البلوغ فى الشرعيات، جمع الله حمل ذلك فى القرآن العظيم، فانطوى على بيان العقل و الشرع تقريرا بهذا الاصل، فقال تعالى: (و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شى ء) الى غير ذلك من الايات فلذلك قال عليه السلام.

ما اخذ الله على اهل الجهل ان يتعلموا حتى اخذ على اهل العلم ان يعلموا.

و لما وجب التنبيه فى العقليات و البيان و البلاغ فى الشرعيات اودع الله تعالى جملا من العقل و تفاصيله و جملا من الشرع و بعض تفاصيله القرآن العظيم، كما قال: (و لا رطب و لا يابس الا فى كتاب مبين).

هذا اوان ان يختم الكتاب و قد قضينا منه الوطر المقصود، و بلغنا الغرض المنشود و وفينا بما وعدنا و شرطنا، و ما وجدنا تلعه فى التحقيق الا علونا و لا واديا فى التدقيق الا هبطنا، جعل الله تعالى جزاء ما اصابنا من الكد و الوكد، و بذل الوسع و الجهد فى تنقيحه و تهذيبه و ترتيبه، و تشذيبه و جمع ما انتشر من اطرافه و مبانيه و ضبط ما شرد من الفاظه و معانيه، الفوز برضاه و الجنه و التوقى من سخطه يبلغ جنه لانه ذوالحول و المنه و ولى الطول و المنه، و وافق الفراغ من تصنيفه فى اواخر الشهر المبارك شعبان سنه
ست و سبعين و خمسمائه.

و الرزاق فى اوخر شهر الله المبارك رمضان عظم الله بركته على الانسان على انلمه اضعف عباد الله محمد بن ابى الحسين محمد القصار سنه خمس و اربعين و ستمائه.

/ 404