خطبه 183-خطاب به برج بن مسهر
(قوله عليه السلام: قبحك الله يا اثرم.ع- الثرم بالتحريك سقوط الثنيه، نعر الباطل: يقال نعر العرق ينعر بالفتح منها نعرا اى فار منه الدم و نعر فلان فى الفتنه اى نهض فيها و فلان نعار فى الفتن اى سعاء فيها).ج- قبحه الله بالتخفيف اى ابعده عن الخير، الاثرم: الذى سقط سنه و ليس ذلك بعيب، و لعل المخاطب كان كذلك او كان يلقب به.و الضئيل: النحيف، و نعر الباطل: اى صاح اهله، و نجمت: اى طلعت.خطبه 184-به همام درباره پرهيزكاران
الخطبه الهماميه و اضحه المبنى لايحه المعنى، و ان كانت ثنيتها صعبه المرتقى لمن رام ان يتطلعها تقدم التقوى و الله تعالى المامول ان يوفقنا لا قتفاء من اتصف بتلك الصفات، و سبق الاقرآن فى تلك الحلبات من الائمه الهداه انه ولى الاجابه و سامع الدعوات.الهمام: البعيد الهمه و كان السائل كاسمه عزم عليه: اى اقسم عليه.عضوا ابصارهم: اى اعمضوها عن محرمات الشرع فلم يطمحوا بابصارهم نحوها.نزلت انفسهم منهم فى البلاء: كالذى نزلت فى الرخاء: لانهم كسروا سوره الشهوه البهيميه، و طيبوا عن انفسهم نفسا، و وقفوا اشباحهم و ارواحهم على مرضاه الله، و حبسوها فى سبيله، فلا مطمح لهم الى ما فيه نصيب انفسهم، بل جل عنايتهم مصروفه الى تحصيل ما خلقوا لاجله، من اعداد زاد المعاد، و الاقبال بكل الوجوه على عباده رب العباد، و التفاتهم الى الابدان يكون طريق التبع كالتفات سالك الباديه للحج الحقيقى الى رعى الحمل، و علموا ان ما اصابهم من الكد فى الطريق و ان كان عظيما فانه كلا شى ء فى جنب ما يصلون به اليه من لقاء المحبوب و نيل المطلوب فالمحن عندهم كالمنح و البليه كالنعم.و قوله كالذى: نظير قوله تعالى: و خضتم كالذى خاضوا و بيت الحماسه: عسى الايام ان يرجعن يوما كالذى كانوا.اى نزلت فى البلاء كالنزول الذى نزلت فى الرخاء اى كانت فى كلتا الحالين سواء و دابهم كداب الذى نزلت فى الرخاء.فهم و الجنه كمن قد راها: اى حصل لهم من العلوم اليقينيه ما يجرى مجرى الضروريه قال عليه السلام: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا، و روى و الجنه بالنصب فيكون الواو بمعنى مع و يكون خبر المبتدا الكاف فى كمن قد راها.تجاره مربحه: انتصابه على المصدر من معنى الكلام السابق لان مضمون قوله: صبروا اياما قصيره اعقبهم راحه طويله: يدل على انهم اتجروا بذلك او يكون منصوبا بفعل مضمر يفسره ما بعده اى يسر لهم ربهم تجاره او على المدح و التخصيص اى اغنى تجاره او اخص تجاره، و جعلها بدلا من راحه على ما زعم صاحب المنهاج ليس بالقوى لان التجاره المربحه ليست بنفس الراحه و انما صبرهم المستعقب لتلك الراحه هى التجاره ارادتهم الدنيا و لم يرودها.و اسرتهم ففدوا انفسهم منها: من مكاشفات اميرالمومنين على صلوات الله عليه ما رواه الصادق عن آبائه عنه عليه السلام انه قال انى كنت بفدك فى بعض حيطانها و قد صارت لفاطمه عليهاالسلام اذا انا بامراه قد هجمت على و فى يدى مسحاه و انا اعمل بها فلما نظرت اليها طار قلبى مما ت
داخلنى من جمالها فشبهتها ببثينه بنت عامل الجحمى، و كانت من اجمل نساء قريش.فقالت لى: يابن ابى طالب هل لك ان تزوجنى فاغنيك عن هدا المسحات و ادلك على خزائن الارض و يكون لك الملك ما بقيت، فقلت لها: من انت حتى اخطبك من اهلك؟ فقال: انا الدنيا، فقلت لها: ارجعى فاطلبى زوجا غيرى فلست من شانى و اقبلت على مسحاتى و انشات اقول: لقد خاب من غرته دنيا دنيه و ما هى ان غرت قرونا بطائل اتتنا على زى العزيز بثنيه و زينتها فى مثل تلك الشمائل فقلت لها غرى سواى فاننى عزوف عن الدنيا و لست بجاهل و ما انا و الدنيا فان محمدا رهين بقفر بين تلك الجنادل و هبها اتتنا بالكنوز و درها و اموال قارون و ملك القبائل اليس جميعا للفناء مصيرها و يطلب من خزانها بالطوائل فغرى سواى اننى غير راغب لما فيك من عز و ملك و نائل و قد قنعت نفسى بما قد رزقته فشانك يا دنيا و اهل الغوائل فانى اخاف الله يوم لقائه و اخشى عتابا دائما غير زائل (قال عليه السلام: دنيا تخاد عنى كانى لست اعرف حالها مدت الى يمينها فرددتها و شمالها و رايتها محتاجه فوهبت جملتها لها) فهدا معنى قوله عليه السلام ارادتهم الدنيا و لم يريدوها و ا
ذا تدبرت الخلال المذكوره فى هذه و جدت اميرالمومنين عليه السلام هو الموصوف بها كلها (و قد اوردت هذه الابيات و امثالها فى انوار العقول من اشعار وصى الرسول) و ما اسرها اياهم فلان ارواح الاولياء قدسيه و مقامها فى العالم الجسدانى على خلاف مقتضى طبيعتها، فهى غربيه فى هذا العالم وصغوها بالكليه اى عالما فهى اسيره هنا من حيث الغربه و عدم الملامه فدائما يستعد و يتهيا للسفر الحقيقى و يزيل المثبطات و يرفعها من البين فذلك فداوها- و الله اعلم.