حکمت 122
يعنى من خفف على بدنه ثقل العبادات حمل الله على قلبه وزر الهموم كمن كان مريضا و استبشع الدواء ابتلاه الله بالدواء و لا حاجه لله فيه يعنى المضيع لحقوق الله، ساقط القدر عنده، فكنى عن سقوط قدره عنده بانه لا حاجه له فيه، و هذا من قوله تعالى: (قل ما يعبوا بكم ربى لو لا دعاوكم) اى عبادتكم، و قيل: انه استعاره و مثاله: لا ينفع معالجه الطبيب مريضا لا يطيع الطبيب و لا يهتم بزوال مرضه، فكذلك لا ينفع لطف الله من لا يرحم نفسه.حکمت 123
عند الاطباء ان الصيف هو جميع الزمان الحار، و الشتاء هو جميع الزمان البارد، فيكون زمان الربيع و الخريف كل واحد منهما عند الاطباء اقصر من كل واحد من الصيف و الشتاء، و الربيع معتدل، و هو زمان الازهار و الصيف حار يابس لتحلل الرطوبات فيه من شده الحراره و لتخلخل جوهر الهواء و مشاكلته للطبيعه الناريه و الشتاء بارد رطب لضد هذه العلل، و الخريف غير معتدل فى الرطوبه و اليبوسه.و الشمس قد جففت الهواء و لم يحدث بعد من العلل المرطبه، ما يقابل تجفيف العله المجففه، و ليس حاله بقاء الربيع على رطوبه الشتاء كحال بقاء الخريف على يبوسه (الصيف، فان رطوبه الربيع يعتدل بالحر فى زمان لا يعتدل منه يبوسه الخريف بالبرد و فى الربيع يكون ما يتخلل اكثر مما يتبخر الهواء الخريفى شديد اليبس مستعد جدا لقبول التسخن و الاستحاله الى مشاكله الناريه بتهيئته اياه لذلك.و لياليه و غدواته بارده).اما الربيع فهو اقرب الاعتدال فى الكيفيتين لان جوه لا يقبل من السبب المشاكل للسبب فى الخريف ما يقبله جو الخريف من التسخن و التبرد و الابدان لا تحس من برد الربيع ما تحس من برد الخريف، لان الابدان فى الربيع منتقله من البرد الى الحر متعوده للبرد و فى الخريف للضد، فلذلك قال اميرالمومنين عليه السلام: توقوا البرد فى اوله، اى فى فصل الخريف و تلقوه فى آخره اى فى فصل الربيع و هذا غايه فى اصول الطب.