خطبه 162-در توحيد الهى
قوله عليه السلام: الحمد لله خالق العباد الى آخره.ع- اصل الخلق، التقدر قال زهير: و لانت تفرى ما خلقت و بعض القوم يخلق ثم لا يفرى و الله تعالى خالق لانه قدر الاشياء كلها ثم امضاها، و هو الخالق فى ابتدائه الخلق و الخلائق فى تتميمه اياه الى آخر الدهر بعلم و حكمه و صلاح.و الخالق: المقدر بعلم كامل، و لا يقال للانسان الخالق لان العامليه الحقيقيه لله تعالى لا للعباد، لذلك قال تعالى: هل من خالق غير الله.الوهده: المكان المطمئن، و الجمع وهدو وهاد.و هو تعالى اول: لانه لم يزل قبل كل شى ء فاحدث الاشياء بعد ان لم يكن.حد الاشياء عند خلقه ابانه لها من شبهها.يعنى ميز بين الاشياء بالفصول الذاتيه و الخاصيه ليبين النوع من النوع و بالعوارض ليبين الصنف بعضه من بعض.لا تقدره الاوهام بالحدود و الحركات و لا بالجوارح و الادوات.اى لا يقدر الاوهام بالحدود المكانيه و الزمانيه.لا يقال له متى: لان الاوقات محدثه، فلا يصحب الا الحوادث، و اذا كان الله قديما فلا تعلق بينه و بين الاوقات، و لا يجوز ان يقال: متى كان الله لانه لفظ لوقت معين فلا مدخل له فى صفات الله تعالى.كذلك حتى: لفظ لوقت مستقبل الظاهر، لا يقال: مما لانهظهر من كذا اذا كان ذلك ظرفا لما ظهر اما ظرف مكان او ظرف زمان او صدر من جهه فاعل تعالى الله عن جميع ذلك علوا كبيرا.و الباطن لا يقال فيما: لانه انما يخفى الشى ء فى غيره فيكون باطنا فيه اما بالمجاوره ثم يظهر منه، فكما لا يقال ظهر من كذا لايقال بطن فى كذا لان احدهما يتبع الاخره فى الجواز و الامتناع.لا شبح فينقضى: اى ليس بجسم فينتهى قواه، و قد تقرر فى الاصول انه ما من جسم الا و ينتهى قواه و يفنى.و لا ازدلاف ربوه، الربوه: المكان المرتفع و روى رتوا بالتاء اى خطوه.من صفات الاقدار: اى من المقادير.و التاثيل، التاصيل يقال مجد موثل و اثيل (قال امرى القيس) و لكنما اسعى لمجد موثل و قد يدرك المجد الموثل امثالى لم يخلق الاشياء من اصول ازليه، و لا من اوائل ابديه: فى العدم اذ بعض الشى ء لا يخالف بعضه فى صفه ذاته و ان كانت الفروع محدثه، فلابد من محدث لها فان كان محدثها، هو الله تعالى فاضافتها اليه تعالى اولى من اضافتها الى الاصول لان تعلق الفعل بفاعله احق بمن تعلقه بغيره و ان كان محدثها هى الاصول.فان كانت مختاره فهى الفاعل، و ان كانت موجبه فالفروع معه الاصول قديمه لان الموجب لا ينفك عن الموجب.ج- سطح الارض: اى بسطها،
والمهاد: الفراش و عنى به الارض هنا لسهولتها تحت الناس.الاوهام: الظنون و يكون الوهم بمعنى الشك و يكون ظنا لايكون مظنونه عليه.و شخوص لحظه: اى ارتفاعها و شخص بصره شخوصا اذا فتح عينيه و جعل لا يطرف و الازدلاف: التقدم.يتفيا: اى يتقلب تعقبه: اى تنوبه و روى يعقبه اى تاتى بعده.والقطر: الجانب و تاثل مالا: اى عقده للانتفاع به.لم يخلق الاشياء من اصول ازليه.اشاره الى بطلان القول بالهيولى،
لا تحير دعاء: اى لا تجيب ان من يعجز عن صفات ذى الهيئه والادوات، فهو عن صفات خالقه اعجز، فى الاعتراف بالعجز عن ادراك هذه المعانى تفاوت عظيم، و لعل النفس الانسانيه اذا استغرقها العجز عن ادراك كمال العجز، فقد صارت مدركه للعجز من طريق المعرفه لا من طريق المقدمات.قيل العجز عن درك الادراك ادراك، و قيل من عرف الله كل لسانه، و الله تعالى محيط بالعقل، و فوق العقل، فكيف يتصور ان يحطى العقل به، و بصفاته و احاطه الجزء بالكل فى غايه البعد، و من قصر فهمه عن ادراك هذا العجز فهو لقله استعداده لادراك عجزه و ليس لقصوره مستند الا غروره و عجبه.و انما قال: بدئت من صلاله من طين: لان اصل الناس من التراب، و هو آدم عليه السلام و لان النطفه التى خلق منها كل انسان اصلها من التراب لان غذاه الذى هو الحبوب منها.