خطبه 132-در پارسايى در دنيا
الشرح: قوله عليه السلام: نحمده على ما اخذ و اعطى فلا يغرنك سواد الناس من نفسك.اى كثرتهم يعنى لا يقولون فى الناس كثره فلعله اعفى عن الموت فلا يصل الى نوبته فان هذا اغترار.و ما ابتلى به: كالمرض و الفقر و المشيب و كل ذلك يفعله تعالى بحسب المصلحه، فكذلك يستحق الشكر على الجميع.برز مهله: اى ظهر توديه، من قوله: و برزت الجحيم اى ظهرت، و قيل: معناه ان عمره كان سابقا غيره من الاعمار، كالشجاع، و المبرز اسبق قرانه وفاق اهل زمانه.اهتبلوا: اغتنموا على اوفاز: اى على عجله جمع وفز، و قيل: على سفر قال الراجز: اسوق غيرا مائل الجهاز صعبا ينزينى على اوفاز و لا يقل على وفاز و الزيال: المفارقه.و الظهر: الركاب على ما ابلى: يعنى كالمال و الصحه و الشباب.من نفسك: من يتعلق بمضمر اى غادرا من نفسك ش: و يجوز ان يكون ضمن يغرنك: معنى يذهلنك، فلذلك عداه الى المفعول الثانى بمن كما ضمن الشاعر هيجنى معنى ذكرنى حيث قال: اذا تغنى الحمام الورق هيجنى و لو تعزيت عنها ام عمار طول امل: قال هو يدل على قوله: من كان قبلك و هذا بعيد جدا لانه لا يجوز ان يكون بدل الكل من الكل، و لا بدل الجزء من الكل لان طول الامل ليس من كان و لا بعضه، و لو جعل فى حكم بعضه مجازا للزم ان يكون فى الثانى ضمير الاول كما تقول ضربت زيدا راسه و كذلك لو جعل بدل الاشتمال لوجب ان يكون فيه ضميرا و ما سد مسده و ليس كذلك.ثم من حكم البدل عند الاكثرين ان يجعل المبدل منه فى حكم الساقط، و تقدير سقوطه هنا يفسد الكلام فى البدل الغلط يكون المبدل منه اولى بالسقوط اذا لا يسد معنى الكلام و الذى يقتضيه سياقه الكلام ان يكون التقدير لطول امل فلما نزع الخافض وصل الفعل الذى هو جمع، و ما بعده اليه فنصبه.لولا ما ذكرته فى كتاب الدرر فى دقائق النحو ان من شرائط المفعول له ان يكون فعلا لفاعل المعلل لقلت: ان قوله: طول امل: مفعول له و لو قال مقام طول اطاله لكان كذلك لا محاله و شرائط المفعول كما ذكرت فى كتابى المقدم، ذكره قلت: ان يكون مصدرا او فعلا لفاعل الفعل المعلل و مقارنا له فى الوجود فان فقد شى ء من ذلك يدخل اللام، و كل الشروط حاصله فى قوله: و استبعاد اجل: الا انه لما عطف على طول: كانا مقرونين فى قرن.و ما جمعوا بورا: اى هالكا يقال: رجل بور، و امراه بور، قال ابو عبيده: قوم بور اى هلكى جمع بائر كجائل، و جول.يستعتبون روى على لفظ المجهول، و المعلوم و استعتب جاء بمعنى ارضى و استرضى.اشعر التقوى قلبه: اى جعل خوف الله شعار قلبه.برز مهله: روى بنصب اللام و رفعه فمن نصب يكون برز من قولهم برزت الشى ء اى اظهرته، و من رفع يكون من قولهم: برز الرجل او الفرس اذا فاق و سبق اقرانه و انقادت له: اى لله تعالى و انما ذلك بمنزله الحكمه اشاره الى كتاب الله كما فسره فيما بعد.