خطبه 084-در توحيد و موعظه
الشرح: قوله عليه السلام: لا تقع الاوهام له على صفه.ع- ذكر الصفه، و اراد الموصوف اى لا يتوهم موصوف مثله و لا يتصور، لانه لا مثل له و قيل: انه ليس بجسم، فيدرك بالحواس و الادراك يتعلق بالمدرك على اخص صفاته، و قيل ان القوى المتوهمه لا يحكم البته الا على ما يجعله الشى ء به داخلا فى المحسوسات لا غير، فلذلك لا يصدق بما لا يمكن ان يشار اليه اين هو.و بالجمله لا يمكنها ان تعرف ذاتها او يتصورها، الا بان يغير وجودها الى صوره محسوسه.و لما كان الامر على هذا فان الامور التى هى اعم من المحسوسات او ليست محسوسه بوجه من الوجوه، فان احكام القوه المتوهمه فيها كاذبه، لا محاله اذ لا يصدق بها و لا يتصورها الا على نحو محسوس.و لا تعقد القلوب منه على كيفيه.الكيفيه: كل صفه متقرره فى الموصوف لا يحوج تصورها الى نسبه الى خارج و لا تجزيه، و قد يتضاد و يشتد و يضعف، و مثاله بياض و شكل تعالى الله عن ذلك.(ج- الوهم: ان تظن ظنا مظنونه على خلاف ما ظننته، و قد يكون بمعنى التقدير و فى صحاح اللغه: الصفه كالعلم و السواد) و بخط الرضى: و لا يعقد القلوب منه على كيفيه فيكون المفعول محذوف اى لا تعقد القلوب انفسها و رايها من الله تعالىعلى كيفيه فانه جسم او عرض مصور و نحو ذلك و عقد القلوب على شى ء لا يكون الا عن علم، بخلاف الاعتقاد اذ هو قد يكون جهلا و تقليدا و تنحيتا، كما يكون علما و روى لا تعقد على ما لم يسم فاعله.ج- قد ذكر فى معنى كونه تعالى آخرا وجوه اوضحها: قوله عليه السلام: و الاخر لا غايه له: فانه ذكر على طريقه التفسير، كما فى قوله: الاول لا شى ء قبله: اى لا بدايه له، و لا نهايه اذ هو واجب الوجود على الاطلاق، ثم نفى عنه تعالى الصفه و الكيفيه، اللتين تفيدان امرا زائدا على اللذات لان ذلك قادح فى الوحده، ثم نفى التجزئه و التركب لان ذلك من دلائل الامكان.ثم نفى عنه احاطه الابصار لان ذلك بما يقتضى الجسميه و اللونيه ثم نفى احاطه القلوب لان القلب لا يحيط الا بما استفاد له مثالا من الخارج، فقد جمع عليه السلام لباب التوحيد فى هذه الاحرف اليسيره، و ما يعقلها الا العالمون.قوله عليه السلام: بالاى السواطع.ج- يقال سطع الصبح سطوعا اذا ارتفع و عنى بالاى آيات القرآن وصفها بذلك لعلوها و ضيائها، و وضوح معانيها، و محاسن الفاظها.و النذر: جمع نذير بمعنى انذار و لم يجمع: الذكر: لانه مصدر و هو نقيض النسيان.فكان قد علقتكم: اى كانه، و الضمير للشان.لا يباس: اى لا يصيب بوسا و شده.