خطبه 231-ايمان
قوله عليه السلام: فمن الايمان ما يكون ثابتا مستقرا فى القلوب و منه ما يكون عوارى بين القلوب و الصدور.هذا تصريح بما يقوله اصحابنا من ان الايمان فى العرف، هو التصديق القلبى على ما هو عليه فى اللغه: يعنى من الناس من تخلص فى ايمانه، و منهم من ينافق و البرائه انما تقع على الثبات فى مستقبل الاوقات، فمن مات مصرا على كفر او نفاق او كبيره فاما ما دام حيا فانه يرجى له التوبه فانما يتبرا منه فى الحال لا فى المستقبل فهذا معنى قوله.فاذا كانت لكم برائه من احد فقفوه حتى يحضره الموت.و قيل الايمان على سبيل العاريه هو يحصل تقليدا او تنحيتا، و ذلك يسمى ايمانا مجازا لا حقيقه.قوله عليه السالم: الهجره قائمه على حدها الاول.ع- يعنى ما دام تاركا للواجب من اركان الدين و مات على ذلك يعنى الهجره الى الحق و اهله فهو من باب قوله عليه السلام المجاهد من جاهد نفسه، و المهاجر من هاجر ما حرم الله عليه.قوله: لا يقع اسم الهجره على احد الا بمعرفه الحجه.لان الهجره انما تقام بعد المعرفه بوجوبها.و لا يعرف وجوبها الا من عريف الرسول و من يقول مقام الرسول بعده و من حيل بينه و بين المصير الى الرسول و الى الائمه فهو كالمهاجر فى العقيده، قال الله تعالى: الا المستضعفين من الرجال و النساء، يعنى الذين استضعفهم المشركون، و هم الذين يعجزون عن الهجره لا عسارهم و قله حيلتهم.قوله عليه السلام: و لا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجه.يعنى من كان فى دار الحرب و بلغته دعوه النبى صلى الله عليه و آله او من قام مقامه يجب عليه الايمان به جمله اذا صح عنده ذلك بظهور المعجزات، و تواتر الاخبار بها فان امكن الخروج و التفقه فى الدين و مشايعه الامام و لا يخرج، فلا عذر له، و ان لم يكنه ذلك فهو المستضعف.ان امرنا صعب مستصعب: يعنى معرفه حقوقهم و القيام باوامرهم و نواهيهم، و مشايعتهم فى كل ما ياتون و يدرون قولا و فعلا و لا شك ان ذلك من اصعب الامور و اشقها فان مباراه المعصومين، المخصوصين بمواد من الالطاف الالهيه ليس بامر هين سيما مع كثره القادحين فى امرهم، و الساعين فى اطفاء نورهم.عبد امتحن الله قلبه للايمان: اى فعل به فعل المختبر بان كلفه التكاليف العقليه و النقليه حتى يكون الجزاء مستحقا.و الرزانه: الوقار.فلانا بطرق السماء اعلم من بطرق الارض.اى بالعلوم السماويه و العلوم الارضيه، و قال الامام الوبرى: يعنى ان علمه بالدين اوفر من علمه بالدنيا، و قيل معناه ان
ا بالعلوم الشرعيه التى انزلت من طرق السماء اعلم منى بالامور الدنيا التى تعلم من طريق المشاهده و الاختيار.قبل ان تشغر برجلها فتنه: مستعار من شغر الكلب اذا رفع احدى رجليه ليبول و الكلب مما يجب الاحتراز عنه لوقيعته فى الناس و عضه و لنجاسته فاذا كان يبول صار و جوب الاحتراز آكد فشبه الفتنه العظيمه بذلك.تطا فى خطامها: اى يكون تلك الفتنه كالجمل الهايج الذى خلى عن زمامه فهو يذهب بحيث يشاء و يطا ما يستقبله.و يذهب باحلام قومها: اى تلك الفتنه تحير الناس و تولههم بحيث لا يهتدون الى مخلص.