خطبه 113-در اندرز به مردم
الشرح: قوله عليه السلام: الحمدلله الواصل الحمد بالنعم و النعم بالشكر.ع- وصله الحمد بالنعم ايجابه للحمد، على النعم و وصله النعم بالحمد ياجابه الثواب على الحمد.كتاب غير مغادر: من قوله تعالى: ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيره و لا كبيره الا احصاها.ايمان من عاين الغيوب: اى علم و تصور، و عرف المعقولات، بطرائقها و شواهدها.يصعدان القول، و يرفعان العمل: من قوله تعالى: اليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه.ج- وصل الحمد بالنعم: انه تعالى انعم على سبيل التفضل اولا ثم امر المكلفين ان يشكروه على نعمه كما ركز فى عقولهم ذلك، ثم وعد على ذلك الشكر نعما اخرى موصوله بهما و لذلك قال: و النعم بالشكر: قال تعالى: لئن شكرتم لازيدنكم.ش- نحمده على الائه كما نحمده على بلائه.كل ما يوصله الله تعالى الينا من المحن و البلوى فى دار الدنيا، فهو فى الحقيقه منح و نعمى لمن يحتمل اعبائه و يتلقاه بقبول الصبر لاستعقابه منافع و اعواضا لا تعد و لا تحصى، فلذلك يستحق الله تعالى الشكر على المحن كما يستحقه على المنح.و قد ذكرت وجه حسن ايلامه تعالى الحيوانات من المكلفين و غيرهم و ما يرد على ذلك من الاسئله و الاجوبه على غايه التلخيص فى كتابى الموسوم بلباب الالباب.و يومن به ايمان من عاين الغيوب و وقف على الموعود.هذا كلام من كشف له الغطاء من مكنونات الغيب: حتى اطلع بباصره البصيره على سرائره السريره من غير تخالج و لا ريب، و لذلك انتقد على محك قوله تعالى: فتمنوا الموت ان كنتم صادقين، فقال و الله لابن ابيطالب آنس بالموت من الطفل بثدى امه، و لما وصل السيف الى قمته التى اربت على قمه الجوزاء فقال: فزت و رب الكعبه و لذلك قال: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا.هذا مقام لو قلت ان اميرالمومنين صلوات الله عليه فاق به اكثر لنبيين لما كان بعيدا، و كثيرا ما اتفكر فيه و اقضى للعجب منه و ان كان هو عليه السلام فى سائر الكمالات بهذه المثابه.اسمع داع: من الاسماع اى ترى المرحوم: فى وقت مغبوطا فى آخر.اسمع: افعل من الاسماع بحذف الزوائد.و وعاها خير واع: اى حفظها خير حافظ من قوله تعالى: و تعيها اذن واعيه، و اتفق اكثر النقله و المفسرين على انها نزلت فى على عليه السلام عنى بالداعى النبى و بالواعى نفسه.اسهرت لياليهم: اى بالقيام للصلوه.و اظمات هواجرهم: بالصيام من الحر الشديد و اسناد الاسهار و الاظماء الى المخالفه من باب نهاره صائم، و ليله قائم.و النصب: التعب و الظما: العطش اى اخذوا الراحه فى الاخره بسبب ما تحملوا من ضدهما فى الدنيا.و موتر القوس و واترها: جعل فيها الوتر توسى: اى تعالج و تداوى.و العطب: الهلاك، اكل اى هو اكل يعنى الموت.لا ينقع من نقعت بالماء اى رويت، و نقع الماء العطش سكنه فعلى هذا تقديره لا ينقع نفسه او عطشه.ترى المحروم مغبوطا: يحتمل ان يريد انك ترى من حقه ان يرجم مغبوطا عند الناس، و من حقه ان يغبط مرجوما عندهم، و يحتمل ان يريد لتقلب الاحوال من الفقر الى الغنى، و المرض الى الصحه و بالعكس.و اضحى فيئها: اى ما ابرز ظل الدنيا للشمس من قولهم ضحيت الشمس اضحى لها اى برز.ليس شى ء بشر من الشر الا عقابه و ليس شى ء خير من الخير الا ثوابه: اراد انه لا ضرر اعظم من العقاب و لا نفع اجزل من الثواب.ان الذى امرتم به اوسع من الذى نهيتم منه.يعنى ما من محظور يشتهى الا و فى الحلال من ينوب عنه فى الشهوه و فى الحلال ما لا ينوب عنه المحظور، و كذلك المامور به و المنهى عنه، لان كل قبيح دعا اليه الداعى ففى الحلال ما لا ينوب عنه و لذلك قال النبى صلى الله عليه و آله ان الله تعالى لم يجعل شفائكم فيما حرم عليكم اى لم يقصر الشفاء (على الحرام فما من حرام يصلح التداوى به لعله ما الا و فى الحلال ما لا يقع الشفاء) به لتلك العله كما ان الخمر حرام ينوب عنها فى التداوى من الادويه المفرده المركبه ما لا يحصى.دخل اليقين: اصابه الدخل و هو العيب الباطن و فى المثل ترى الفتيان كالنخل و ما يدرك ما النخل و يسكن الخاء و يفتع، قال الله تعالى و لا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم، اى مكرا و خديعه.قوله بشر من الشر الا عقابه: يحتمل ان يجعل قوله: من الشر بيانا لشى ء اى ليس شى ء من الشرشر الاعقاب الشر فكانه قال: الشر الحقيقى الذى يستاهل ان يسمى شرا و سائر الشرور بالنسبه اليه كلا شر لتفاقمه و عظم موقعه هو العقاب
الذى اوعد الله تعالى به على الشر الذى هو المعصيه، كما يقال ما فى القوم رجل الازيدا اى هو الكامل فى الرجوليه و كذا فى الثواب.